جهود التنصير في مخيمات الروهنغيا باسم الخدمة
(ناشط و باحث روهنغي)
نقل محمد شعيب
مسلمو الروهنغيا هم الأكثر والأشد اضطهادا في العالم من الذين تعرضوا للقمع الشديد من حكومات بلادهم وأخرِجوا من بيوتهم وأوطانهم بسبب الاضطهاد الديني والعرقي.
وإن هذه الفئة من المسلمين الروهنغيا هي الفئة الضعيفة من أرامل وأيتام ونساء وأطفال فقدوا أهلهم وذويهم خلال أحداث آب/أغسطس الدامية عام 2016 التي راح ضحيتها آلاف الروهنغيا بين قتلى وجرحى ومفقودين.
خلال الثلاثين عامًا الماضية، لجأوا إلى بنغلاديش في بضع جولات. وفي عام 2016م، دخل مئات الآلاف من الروهنغيا من ضحايا التعذيب الشامل إلى بنغلاديش.
وفقًا لحكومة بنغلاديش، يعيش حوالي مليون ومئة ألف شخص من الروهينغا في مناطق مختلفة من "أوخيا وتكناف من كوكس بازار".
وبالرغم من أنهم فروا من بلادهم وأوطانهم وتركوا ممتلكاتهم حفاظا لدينهم وعرضهم إلا أنهم يتعرضون اليوم لنفس الاضطهاد في ملاجئهم ولكن بشكل مختلف وبطريقة مختلفة وبأدوات مختلفة، نظرا لاستغلال الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وفي الآونة الأخيرة اشتدت الجهود التنصيرية في مخيمات الروهنغيا مستغلة ظروفهم الإنسانية وبساطتهم.
فالنشطاء التبشيريون يستخدمون ضعفهم وعجزهم وبساطتهم وفقرهم لتمرير مخططات البعثات التبشيرية، في حين أن العلماء البنغلاديشيين والنشطاء الروهنغيا حذروا ولا يزالوا يحذرون من وجود هذه النشاطات التبشيرية التنصيرية التي تستهدف إيمان و عقيدة الروهنغيا في ملاجئهم.
ولكن الحكومة لم تأخذ أية إجراءات صارمة ضد نشاطاتهم الشنيعة. وقد أشار إليه وزير شؤون حرب التحرير في بنغلاديش، آ. كو. مو مزمل حق، حيث قال في 13 مارس 2019م : إن بعض المنظمات غير الحكومية العاملة في مخيم الروهنغيا تعمل لأهداف سيئة.
في هذا الصدد يتبين أن أقدم مخيم للاجئين قد بُني فيه "كنيسة المسيح"، ويوزع في كل كتلة من مخيمات الروهنغيا جهاز إلكتروني يشتمل على المناقشات والمعلومات المسيحية التي تحرض الناس على اعتناق المسيحية، وبما أن أكثر الروهنغيا محرمون عن التعليم فهم يعتقدون أن معلومات هذا الجهاز الإلكتروني صادقة، فيعتنقون المسيحية.
ومن جهة آخرى هناك الكثير من المحلات، التي تبيع للروهنغيا ما يحتاجون إليه، ولكن أصحاب المحلات التي تديرها شركات تبشيرية من خلال البيع يشترون إيمانهم وعقائدهم.
وعلى رأس هؤلاء المنصرون نور الإسلام فقير، وهو قسيس وداعية للتنصير، حيث يدعو من حلال البيع إلى الإيمان بـالنصرانية صراحة، وبالاشتراك مع زملائه في الاجتماعات التنصيرية باسم الإخوة أو الإخوان، فيجتمعون فيه لمدارسة شؤون التنصير في المخيمات، يرافقه ويعاونه كثير من الدعاة المسيحيين.
مع انتشار الانترنت و مواقع التواصل و القنوات بشكل كبير لدى عامة الناس، تم اعداد المواقع والصفحات الخاصة بلغة ولهجة الروهنغيا، والتي تحتوي على المعلومات والعقائد المسيحية التبشيرية، ومع تكبير الحجم والصور من خلال تلك المواقع، يظن القارئ أو المتصفح بأن عدد معتنقي المسيحية من الروهنغيا عدد غير قليل، لكن في الحقيقة تم تصميم تلك المواقع قبل أن يوجد ولا أي مسيحي أو أي معتنق لدين آخر من الروهنغيا.
ويوجد الآن أكثر من 100 موقع في الانترنت تتحدث عن المسيحية بالروهنغيا.
وقد أسس المنصرون مدارس لأطفال الروهنغيا في المخيمات، حيث يعطون الطلاب التعليم المجاني وتسهيلات مالية وتعليمية، وفي كل يوم أحد يحتفل الطلاب بيوم المسيح.
وانتشر شريط فيديو شارك فيه المئات من الروهنغيا خرجوا في مظاهرة لاحتجاج ضد النشاطات التنصيرية.
بالإضافة إلى هذا الفيديو، خلقت حادثة زواج فتاة روهنغية عقدت على الطريقة المسيحية كثيرا من النقاش والنقد في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد قامت بعض الصحف البنغالية، وعلى رأسها صحيفة «نيا ديغانتو» اليومية بإجراء تقارير بتاريخ 25 يناير 2018م، تشير فيه إلى اعتناق بعض الروهنغيا المسلمين للديانة المسيحية؛ حيث تقدر دراسات بأن عدد الروهنغيا المسلمين المتحولين للديانة المسيحية مذ سبتمبر 2017م إلى الآن بلغ أكثر من ألفي شخص؛ حيث تستخدم الجماعات التنصيرية عجز الروهنغيا وفقرهم ويحولون المدمرين نفسياً منهم باسم المساعدة من الفقر والأمية إلى المسيحية، ويقومون بهذه العملية في السر والعلن.
وحسب بعض التقارير، فهناك منظمة في بنغلاديش تسمى «الكنيسة المسيحية بنجلاديش» (ICB)، تقوم بعملية تحويل الروهنغيا إلى المسيحية، وقد عُرف عبر وسائل الإعلام المحلية أن نحو 15 شخصاً من هذه المنظمة يعملون ليلاً ونهاراً في مخيم أوخيا وتكناف، يدفعون إليهم النقود مقابل ترك الإسلام واعتناق الديانة المسيحية، ويتعهدون لهم بإعطاء فرصة إقامة دائمة في مختلف بلدان العالم، وهؤلاء الرجال من المنظمات التنصيرية يسكنون في بعض فنادق النخبة بمدينة كوكس بازار لجعل المسلمين مسيحيين، وقد ظهرت هذه المعلومات في تقرير لوكالة الاستخبارات البنغالية أيضاً.
إن استهداف الروهنغيا من قبل منظمات تبشيرية في مخيمات اللاجئين ببنغلاديش والمهاجرين الروهنجيا الذين تم توزيعهم على البلدان العديدة يتم عبر برنامج أممي تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين خاصة في أمريكا، هناك يتم إعداد الدعاة التبشيرين من الروهنغيا نفسها بالإغراء والإكراه ثم يتم استخدامهم في تمرير مخططات تنصيرية إلى داخل المجتمع الروهنجي المسلم المضطهد لأجل دينهم وعقيدتهم.
ووفقاً للبيانات في الصحف البنغالية، فإن كلاً من أمريكا وهولندا والولايات المتحدة تمول هذه الكنيسة المسيحية في بنغلاديش، ويدفعون إلى الروهنغيا المسلمين المتحولين للديانة المسيحية خمسة آلاف تاكا (عملة بنجلاديش) شهرياً، ويقدمون إليهم مرافق خاصة، ويقومون بتدريبهم خمسة أيام كل شهر في الكنيسة المعمدانية بمدينة كوكس بازار، ويشار في هذا السياق إلى رجل اسمه أبو طاهر (42 عاماً)، يعيش في كتلة B-1 بكوتوبلونغ، يشرف على هؤلاء الأشخاص الذين اعتنقوا الديانة المسيحية.
وعلى الرغم من تسميتهم بأسماء مسيحية، فإنهم يذكرون الأسماء المسلمة كحيلة، ووفقاً للمعلومات فإن أول من اعتنق الدين المسيحي هو نور الإسلام فقير (55 عاماً) ابن جلال أحمد المرحوم الذي كان يعيش في هاتيبارا مونغدو، وقد جاء إلى بنجلاديش عام 2007م مع 17 من أفراد أسرته، وقد بذل جهوداً جبارة في تحويلهم هم وأقربائهم إلى المسيحية، حتى استطاع أن يحوّل نحو 35 شخصاً منهم إلى المسيحية.
وقد سافر ولد نور الإسلام فقير -اسمه إحسان الله (35 عاماً)- إلى النرويج قبل بضع سنوات بجواز سفر بنجالي، ويرسل الأموال لهذه العائلات المتحولة إلى المسيحية.
وأسس مدرسة “إسكول” على نفقته الخاصة في كتلة (B)، تشمل نحو 35 تلميذاً، وكان سليم (17 عاماً) -ابن نور الإسلام فقير الصغير- يعمل مدرساً؛ حيث يقومون جميعاً تحت قيادة نور الإسلام بالطقوس والعبادات المسيحية يوم الأحد من كل أسبوع.
يقول أحد أعيان الروهنغيا المقيم في مخيمات كوتو فالنغ بكوكسبازار منذ 2012 الميلادي أنه يعرف شخص اسمه نور الإسلام وابنه هاجر إلى أمريكا عبر برنامج اللجوء المذكور أعلاه تأثر بعقيدة التثليث ،وهو يستخدم أبوه و أقرباءه في المخيم في تمرير شره لدي بني جلدته ،من خلال إغرائهم بالمال أو الوعود بتوطينهم في أمريكا و أوربا اذا قبلوا دعوتهم.
وفي هذا الشأن، تم اكتشاف ممارسة الطقوس والشعارات وإقامة برامج تثليثية يومي الأربعاء والأحد في أماكن تواجد نفس الشخص (نور الإسلام مع إضافة أسماء نصرانية إلى أسماء الروهينغا الأصلية مثل جون وجوزيف وغيرها.
ولا يخفى على كثير من سكان المخيم بأن المنطقة الخاصة بالمسيحيين معروفة حياتهم ورفاهيتهم حيث يتلقون أموالا من جهات غير معروفة ولكن متواصلة بشكل مبرمج.
عدد المتأثرين ومواقعهم
هناك موقعان معروفان لتلك الأنشطة بشكل ملحوظ ولكن حسب النشطاء والدعاة تم ملاحظة عدة أنشطة تنصيرية أخرى في مواقع مختلفة من المخيمات مثل : برامج الصحة والعلاج وتوزيع ملابس بنقوش صليبية وتعليم أغان وأناشيد صليبية وتمجيد عيسى عليه السلام.. وغير ذلك.
أما عدد البيوت أو الأسر الذين تأثروا بالافكار التنصيرية فتعد أكثر من 71 عائلة، يخفون عقيدتهم عندما يكونون خارج منطقتهم، وأمام من لا يعرفونهم خوفا من التعرض للضرب، وأكثرهم ينتمون إلى منطقة جنوب من مدينة منغدو، نظرا لأن هناك حساسية مفرطة لدى الروهنغيا المحافظين تجاه هذه القضية، فهم يقولون في قرارة أنفسهم “هربنا وأخرجنا من ديارنا لأجل ديننا، لذلك لن نسمح لأحد أن يمسه بسوء مهما كلفنا الأمر”.
الرموز وكيفية إعدادها
يتم إعداد ممثلين للعملية التنصيرية من الروهنغيا في الخارج وأحيانا يتم اختيارهم من المخيم أيضا، ومن ثم يعلمونهم اللغة الانجليزية ويتم توظيفهم في بداية الأمر في مكاتبهم وإداراتهم الرسمية، وهكذا يتم اكتشاف مؤهلاتهم وجاهزيتهم لأداء المهام على أسس تم وضع خطط خاصة لها.
توعية المهاجرين ومواجهة التنصيريين
ورغم قلة الأسباب والأدوات والإمكانات، إلا أن الغيورين من أبناء الروهنغيا من طلبة العلم والدعاة يقومون بأداء واجبهم الديني بتوعية المهاجرين بخطر التنصير والتبشير وعدم الوقوع في فخهم المتمثل في الإغراء بالمال والوعود، والصبر على المصائب العابرة التي لحقتهم.
ويقوم هؤلاء ببرامج وعظية وخطب وأنشطة وإنشاء مدارس لاستقبال أبناء المهاجرين لغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم، والتعريف بالدين الإسلامي لأبنائهم منذ الصغر، من خلال برامج عائلية تفضح الانحلال والفجور والفسق التي يتم ترويجها من قبل دعاة التنصير والتبشير والعلمنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق