"بوكاسا" إمبراطور أفريقيا الوسطى الراحل ، و"بوكاسا إمبراطور مصر الراهن
"بوكاسا" إمبراطور أفريقيا الوسطى الراحل ، و"بوكاسا إمبراطور مصر الراهن:
كلاهما يعشق المال عِشْقًا جمًّا ، كما يعشق ألقاب التعظيم والتبجيل ، ولكن الفرق بين بوكاسا مصر وبوكاسا أفريقيا الوسطي هو الفرق بين "إمبراطورية النَّكَدْ" ، و "إمبراطورية النُّكت" ؛ فمن طرائف الإمبراطور بوكاسا الأصلي أنه حاول إقامة علاقات دبلوماسية مع ليبيا وطلب منحة مالية مقدارها ٢٥ مليون جنيه استرليني من رئيسها معمّر القذّافي ؛ فاشترط عليه القذافي أن يعلن إسلامه ، وأن يدعو شعبه للإسلام ، ليحصل على المنْحة .. فأعلن بوكاسا على الفور إسلامه ، وأطلق على نفسه اسم "صلاح الدين أحمد مجاهد" ..
كان يظن أنه يستطيع خداع القذافي ، ولكن القذافى لم يكن جادًّا فى وعده ، ولا كان حريصا على الإسلام ، وإنما كان يسخر به كمنافس حقير له فى دعواه الإمبراطورية ، وفى زعمه بأنه نابليون أفريقيا .. في حين كان القذّافي يطلق على نفسه ملك ملوك أفريقيا .. لم ينفّذ بوكاسا وعده بنشر الإسلام في بلاده ، وهنا انقطعت المنحة ، وعلى الفور أعلن ارتداده عن الإسلام والعودة إلى المسيحية وإلى اسمه السابق "جان بيدل بوكاسا!"..
وكما زعم بوكاسا مصر أنه طبيب الفلاسفة ؛ الذى يستمع إلى حكمته الساسة والزعماء والمفكرون فى العالم ، كذلك كان بوكاسا أفريقيا الوسطى يحب أن يسمع التمجيد لشخصه بالألقاب الرنانة ؛ ومن ثَـمَّ أصدر قرارا بمنع الوزارء وأفراد شعبه من مناداته بلقب الأب وبدلا من ذلك عليهم أن ينادوه بـ"السيد الرئيس مدى الحياة" أو "السيد الفيلد مارشال ." .. أما بعد أن رقَّى نفسه إلى مركز " الإمبراطور" فكان على الرعية أن ينادوه بلقب "السيد الامبراطور المقدس" .
ومن أوجه التشابه بين كلا الإمبراطوريْن المصري والإفريقي: أنهما حكما بلادهما حكما عجيبا ؛ غابت فيه كل أشكال وصور الحكم المعاصر ، فلا يوجد برلمانات ولا هيئات تشريعية حقيقية ، ولا مؤسسة قضاء حقيقية مستقلة عن إرادة الإمبراطور .. حتى الوزراء عندهما مجرد صور فقط .. أو قطع شطرنج .. تأتى وتذهب .. ولا يعلم أحدٌ فيمَ جاء، ولا لِمَ ذهب..؟! .. ولا تسمع هنا أو هناك إلا هتافًا واحدًا: عاش الإمبرا ... طــور ، يحيى الإمبرا ... طــور..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق