السبت، 13 أبريل 2019

التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي

التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي
"التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي" هذا عنوان كتاب يحتوى على 983صفحة من الحجم الكبير ، ويضمُّ بين دفّتيه أعمال المؤتمر التبشيري الشهير الذي عقد بمدينة "آيري" بولاية كولورادو الامريكية سنة 1978م .. اجتمع في هذا المؤتمر 150 مبشِّرًا من شتى البلاد المسيحية تم اختيارهم من أكثر المبشرين خبرة بشعوب العالم الإسلامي الذين يجيدون لغات هذه الشعوب ولهجاتها المحلية ، وعاداتها ومشكلاتها وتطلّعاتها ؛ للبحث عن أنجع الوسائل وأبلغها تأثيرًا في عقول وقلوب 720مليون مسلم ، كانوا هم الهدف الأساسي لحملات التبشير الجديدة..
لقد عرفتُ بوجود هذا الكتاب في وقت مبكر قبل أن تتم ترجمته إلى اللغة العربية ، وكان حصول المسلم على نسخة منه شبه مستحيل .. ولكنى بحكم عملى في قلب النشاط الفكري والعمليّ المتصل بالكتب والمكتبات ، والعلاقات الشخصية التي تربطنى بمراكز انتاج الكتب وتوزيعها في العالم - استطعت أن أحصل على نسخة إنجليزية من الكتاب ؛ فقمت بتصويرها ووضعت نسخة منها بين يدى أستاذنا الدكتور يوسف القرضاوي، والنسخة الثانية بعثت بها إلى الدكتور محمد عمارة في القاهرة .. ورأيت أن هذا من أوجب واجباتي أن أُطْلِعَ من أعرفهم من قيادات الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية على هذا الخطر الجديد في مجال تنصير المسلمين ؛ باعتبارهم الأقدر على مواجهة خطة الغزو العقلي بأساليب جديدةغير معهودة..
وقد تحدثت عن هذا الكتاب منذ بضع سنوات فلماذا أعيد التنويه به الآن مرة أخري.. الأمر يتعلق بخبر عجيب أطلقه محمد بن زايد .. ولم يتوقف عنده الناس كثيرا سوى تعليق واحد على جانب كبير من الأهمية للدكتورة زينب عبد العزيز ولكن إطار نشره والاطلاع عليه محددود.. أما الخبر فيقول: تغيير اسم "مسجد محمد بن زايد" إلى "مسجد مريم أم عيسى" !! 
الخبر كما التقطته العين الفاحصة للدكتورة زينب عبد العزيز التي تتبّع كل تفصيلة كبرت أو صغرت في إطار حملات تنصير المسلمين من مصادرها الأولى باللغتين الفرنسية والإيطالية ..وكان أول ما وقع على أذنيها من راديو الفاتكان فى 16 يونية 2017 لذلك تتعجب قائلة:
"رغم فداحة هذا الخبر الكارثة وكل ما يتضمنه من تنازلات قبيحة رخيصة في حق الإسلام والمسلمين ، فلم ألحظ أي اهتمام به فى الجرائد العربية ..على الرغم من ان كافة الجرائد تقريبا ؛ الفاتيكانية و المسيحية بصفة عامة ، لا تزال تنشره تباعا حتى اليوم.."
إلى آخر ما جاء في تعليق الدكتورة زينب .. والمهم أنها لاحظت الترحيب الهائل بتغيير اسم المسجد في الأوساط المسيحية التبشيرية ، والثناء الوافر الذى تدفق على صاحبه المدعو"محمد بن زايد" .. وقد وفّرت لنا الدكتورة زينب عنوان مقال خطير منشور بالفرنسية ليعلم من يجيد هذه اللغة ما يقال صراحةً ، وما يُقال بين السطور في هذه الأوضاع بالغة الحساسية .. وهذا هو العنوان:
Aux Émirats arabes unis, une mosquée rebaptisée « Marie mère de Jésus »
وختمت مقالها بهذه العبارة: "أفيقوا أيها المسلمون قبل ان تجرفكم موجة التنصيرالماحقة" زينب عبد العزيز.
*** 
وأعود إلى الإجابة على سؤالي السابق: لماذا أعيد التذكير بهذا الكتاب القديم الذى يضم خلاصة النتائج والنصائح والخطط التي تمخّض عنها مؤتمر كلورادو لتنصير المسلمين..؟
والإجابة أن ما فعله ابن زايد سواء بوعْي أو عن غير وعْي هو جزء من مخطط التنصير الذى أوصى به المؤتمرون أن يكون خطوة خطوة .. نقلة بعد نقلة ، من خلال التلاعب بالمصطلحات التي لا تخدش مشاعر المسلمين التائهين .. نحافظ على انتماءاتهم العقلية والوجدانية التي اعتادوا عليها طول حياتهم .. ومنها التلاعب بأسماء المساجد .. والغريب العجيب أن يتطابق الإسم الذى اختاره ابن زايد ليطلقه على المسجد ، وهو أحد أكبر مساجد أبو ظبي .. "مسجد عيسى بن مريم".. فقد اقترح المنصّرون اسم "المسجد العيسوي" الذى يجتذب المسلمين المائلين إلى المسيحية ليتعرّفوا أكثر عليها تدريجيًّا .. بل يقترحون أن يظل هذا الاسم قائمًا حتى بعد التحوّل الكامل إلى المسيحية ، فلا بأس من أن يكون اسم كنيستهم "المسجد العيسوي" .
فكما يصرّحون: ليست العبرة باليافطة على الباب وإنما بالمضمون الذى يتلقاه الناس داخل المبنى ، والقدرة على الاقناع والاجتذاب الإنجيلي .. ودع المسلمين "سابقًا" يشعرون بأنهم لم يذهبوا بعيدا عن دينهم السابق ؛ فالمسلمون العيسويون هم الذن استسلموا لعيسى ، ولا ننسى أن الإسلام من معانيه ألأصلية "الاستسلام لله" ..

وينبه أصحاب الكتاب أنهم لا يسعون بذلك إلى التوفيق بين الإسلام والمسيحية .. وإنما هو الاستلال المتدرج للضحية من خلال المصطلحات الدينية التي لا تزال تتردد في وجدانه حتى يستقر في الدين الجديد .. وانظر في هذا الصفحة رقم 612 وما بعدها في الترجمة العربية للكتاب المذكور "التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق