الأربعاء، 3 يوليو 2019

مساجلات شعرية في السجون

مساجلات شعرية في السجون

د.عصام عبداللطيف الفليج
2016/09/20 


ابتلي العالم الاسلامي بأحكام عسكرية، تضررت منها الشعوب، وما تزال، وأنَّت منها الأسر والبيوت، ونحمدالله على قضائه، ونحمدالله أننا في دولة حرية وأمن وأمان.
واعتاد بعض سجناء العسكر من الأدباء والمفكرين والمثقفين على تدوين مؤلفاتهم وكتبهم وأشعارهم وكلماتهم وذكرياتهم، وقام أصدقاؤهم بنشرها نيابة عنهم، ولعل أشهر ما كتب في السجن أجزاء من تفسير "في ظلال القرآن"، الذي لم تسمح ادارة السجن بطبعه الا بعد اعتماد وزارة الاوقاف، وتم ذلك.

وقد نظم سيد قطب رحمه الله قصيدة وهو في السجن، بعنوان "أخي"، انتشرت في العالم الاسلامي انتشار الهشيم، وكان لها مساجلات مع سجناء آخرين، لعلها تخفف الضغط النفسي عليهم، وقد وصلني منها مقتطفات، كم هي الأمة الاسلامية بحاجة لاستذكارها، وسط تكالب الأمم عليها، كما في سوريا وفلسطين والعراق وليبيا وأفغانستان وبورما.. وغيرها.
وقال سيد فيها:
أخي أنت حر وراء السدود
أخي أنت حر بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما
فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام
ويشرق في الكون فجر جديد


فرد عليه محي الدين الخطيب من السجن قائلا:

أخي هل تراك سئمت الكفاح
وألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح
ويرفع راياتها من جديد


فأجابه سيد قطب:

أخي إنني ما سئمت الكفاح
ولا أنا ألقيت عني السلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظلام
فإني على ثقة ... بالصباح
وإني على ثقة من طريقي
إلى الله رب السنا والشروق
وإن عافني الشوك أو عاقني
فإني أمين لعهدي الوثيق


فرد يوسف العظم من الأردن قائلاً:

أخي من ربا الأردن الصابر
ومن حرم المقدس الطاهر
أبثك شوقا وبشرى غد
كريم على الخالق القادر


فبادرهم من العراق وليد العظمي:

أخي يا مقيماً وراء السدود
تلوح بوجهك سيما السجود
فمهما أعدى العدى من قيود
فلن نستكين لحكم العبيد


ختمها من السودان د.فتح الرحمن الجعلي:

أخي إنني قد تركت الكلام
ويممت وجهي لرب الأنام
أروم الحياة حياة الكرام
علوم وذكر ورأي سديد
*
ففي الذكر روح تريح الفؤاد
وبين الكتاب لطيف المداد
ولست ضعيفاً وسهل القياد
لأرضى اتباعاً كشأن العبيد
*
نفرنا فكنا جنود القتال
وعدنا فعاد جميل المقال
ولسنا حميراً ولسنا بغال
لتبقى علينا قيود الحديد
*
أخي لك مني تحايا الكرام
فزد في صلاة وزد في الصيام
وجدد نشاطك جد في القيام
لتحيا سعيداً بعهد سعيد

وأسأل الله أن يفرج عن هذه الأمة، عاجلاً غير آجل، بعز عزيز، ومجد سعيد.

د.عصام عبداللطيف الفليج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق