الفتح البحري الأول "ذات الصواري".. دروس وعِبر
د. علي الصلابي
مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي
إن إحاطة أبناء الأمة وتذكيرهم بالمراحل التاريخية الإسلامية المشرقة، وأقصد مرحلة الفتح والانتشار الإسلامي الأول براً وبحراً، لهو أمر في غاية الأهمية في ظل التحديات الخطيرة والأوقات العصيبة التي تمر بها أمتنا في مشارقها ومغاربها. وتلك المرحلة المشرقة تُلهم جيلنا والأجيال القادمة قيم وأخلاق الفاتحين وعوامل النصر والفتح والتمكين وترفع من همتهم وتعينهم على حفظ الدين. وليس أجل في هذا الوصف من الحديث عن معركة تاريخية اعتبرت مرحلة تحول كبرى في تاريخ الدولة الإسلامية ودورها الحضاري، وهي معركة ذات الصواري التي خاضها الأسطول الإسلامي مع الأسطول البيزنطي في البحر الأبيض المتوسط وكان النصر حليف المسلمين في سنة 35هـ/ 655م. فكيف جرت المعركة؟ وما أسباب النصر فيها؟ وما الدروس التي نستلهمها من ذلك النصر الإسلامي البحري العظيم؟
معركة ذات الصواري:
أصيب الرُّوم بضربةٍ حاسمةٍ في إفريقيا، وتعرَّضت سواحلهم للخطر بعد سيطرة الأسطول الإسلاميِّ على سواحل المتوسط من رودس حتَّى برقة، فجمع قسطنطين بن هرقل أسطولاً بناه الرُّوم من قبل، فخرج بألف سفينةٍ، لضرب المسلمين ضربةً يثأر بها لخسارته المتوالية في البرِّ، فأذن عثمان رضي الله عنه لصدِّ العدوان، فأرسل معاوية مراكب الشَّام بقيادة بُسْر بن أرطاة، واجتمع مع عبد الله بن سعد بن أبي السَّرح في مراكب مصر، وكانت كلُّها تحت إمرته، ومجموعها مئتا سفينةٍ فقط، وسار هذا الجيش الإسلاميُّ، وفيه أشجع المجاهدين المسلمين ممَّن أبلوا في المعارك السَّابقة، فقد انتصر هؤلاء على الرُّوم من قبل في معارك عديدةٍ، فشوكة عدوِّهم في أنفسهم محطَّمةٌ، لا يخشونه، ولا يهابونه، على الرَّغم من قلَّة عدد سفنهم إذا قيست بعدد سفن عدوِّهم، خرج المسلمون إلى البحر، وفي أذهانهم وقلوبهم إعزاز دين الله، وكسر شوكة الرُّوم، ولقد كان لهذه المعركة التَّاريخية أسبابٌ، منها:
بدأ الرُّوم القتال، فهم في رأيهم قد ضمنوا النَّصر عندما قالوا: بل الماء، الماء، الماء! وانقضُّوا على سفن المسلمين بدافع الأمل بالنَّصر، مستهدفين توجيه ضربةٍ أولى حاسمةٍ يحطِّمون بها شوكة الأسطول الإسلاميِّ - إصابة الرُّوم في سواحلهم الشَّرقيَّة، والجنوبيَّة بعد أن سيطر المسلمون بأسطولهم عليها.
- خشية الرُّوم أن يقوى أسطول المسلمين، فيفكروا في غزو القسطنطينية.
- أراد قسطنطين بن هرقل استرداد هيبة ملكه بعد الخسائر المتتالية برّاً، وعلى شواطئه في بلاد الشَّام، ومصر، وساحل برقة.
- كما أراد الرُّوم خوض معركةٍ ظنُّوا: أنَّها مضمونة النَّتائج، كي تبقى لهم السَّيطرة في المتوسِّط، فيحافظوا على جزره، فينطلقوا منها للإغارة على شواطأى بلاد العرب.
- محاولة استرجاع الإسكندريَّة بسبب مكانتها عند الرُّوم، وقد ثبت تاريخيّاً مكاتبة سكانها لقسطنطين بن هرقل ملك الرُّوم.
أقوال المؤرخين في وقوع ذات الصواري؟
هذا السُّؤال لم يجد المؤرِّخون جواباً موحَّداً، فالمراجع العربيَّة لم تحدِّد مكانها، باستثناء مرجعٍ واحدٍ -على ما نعلم- صرَّح بالمكان بدقَّةٍ، وآخر قال: اتَّجه الروم إليه.
* في كتاب فتح مصر وأخبارها، ذكر الكتاب خطبة عبد الله بن سعد بن أبي سرحٍ، وقال: قد بلغني: أنَّ هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركبٍ... ولم يحدِّد مكان المعركة.
* الطَّبري في أخبار (سنة 31هـ)، ربط حدوث ذات الصَّواري بما أصاب المسلمون من الرُّوم في إفريقيا، وقال: فخرجوا في جمعٍ لم يجتمع للرُّوم مثله قطُّ.
* لم يذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ، مكان الموقعة أيضاً، ولكنَّه ربط سبب وقوعها بما أحرزه المسلمون من نصرٍ في إفريقيا بالذَّات.
* في كتاب ابن كثير البداية والنِّهاية؛ فلمَّا أصاب عبد الله بن سعد بن أبي سرح مَنْ أصاب من الفرنج، والبربر ببلاد إفريقيا، حميت الرُّوم، واجتمعت على قسطنطين ابن هرقل، وساروا إلى المسلمين في جمع لهم لم يُرَ مثلهُ منذ كان الإسلام، خرجوا في خمسمئة مركبٍ وقصدوا عبد الله بن سعد بن أبي سرحٍ في أصحابه من المسلمين ببلاد المغرب.
* في كتاب (تاريخ الأمم الإسلاميَّة)، لم يذكر مكان الموقعة أيضاً، ورجَّح الدكتور شوقي أبو خليل: أنَّ المعركة كانت على شواطئ الإسكندرية، وذلك للأسباب التالية:
* ابن تغري بردي في (النُّجوم الزَّاهرة في ملوك مصر والقاهرة) يذكر صراحةً: غزوة ذات الصَّواري في البحر من ناحية الإسكندريَّة.
* ابن خلدون في تاريخه: ثمَّ بعث -ابن أبي سرح- السَّرايا، ودوَّخ البلاد، فأطاعوا، وعاد إلى مصر، ولمَّا أصاب ابن أبي السَّرح من إفريقيا ما أصاب، ورجع إلى مصر خرج قسطنطين بن هرقل غازياً إلى الإسكندرية في ستِّمئة مركبٍ.
* الأسطول الرُّومي صاحب ماضٍ عريقٍ، فهو سيِّد المتوسط قبل ذات الصَّواري، فهو أجرأ على مهاجمة السَّواحل الإسلاميَّة، ولذلك رجح الدُّكتور شوقي أبو خليل مجيء الأسطول الرُّومي إلى شواطأى الإسكندريَّة؛ لاستعادتها بسبب مكانتها عند الرُّوم ومكاتبة أهلها لملكهم السَّابق، وهو بذلك يقضي أيضاً على الأسطول الفتي في مهده، الّذي شرع العرب في بنائه بمصر، فتبقى للرُّوم السَّيطرة والسَّطوة في مياه المتوسط، وجزره.
* المراجع الأجنبيَّة تعرِّف ذات الصَّواري بموقعة (فونيكة)، وفونيكة: هو ثغرٌ يقع غرب مدينة الإسكندرية، بالقرب من مدينة مرسى مطروح، فهي تحدِّد الموقع تماماً.
أحداث ذات الصواري:
قال مالك بن أوس بن الحدثان: كنت معهم -في ذات الصَّواري- فالتقينا في البحر، فنظرنا إلى مراكب ما رأينا مثلها قطُّ، وكانت الرِّيح علينا -أي: لصالح مراكب الروم- فأرسينا ساعةً، وأرسوا قريباً منَّا، وسكتت الرِّيح عنا، قلنا للرُّوم: الأمن بيننا وبينكم. قالوا: ذلك لكم، ولنا منكم، كما طلب المسلمون من الرُّوم: إن أحببتم ننزل إلى السَّاحل فنقتتل، حتى يُكتب لأحدنا النَّصر، وإن شئتم فالبحر. قال مالك بن أوس: فنخروا نخرةً واحدةً، وقالوا: بل الماء، الماء، الماء! وهذا يظهر لنا ثقة الرُّوم بخبرتهم البحريَّة، وأملهم في النَّصر لممارستهم أحواله، وفنونه، وقد مرنوا عليه، فأحكموا الدِّراية بثقافته، وأنوائه، فطمعوا بالنَّصر فيه، خصوصاً وأنَّهم يعلمون حداثة عهد المسلمين به.
بات الفريقان تلك اللَّيلة في عرض البحر، وموقف المسلمين حَرِجٌ، فقال القائد المسلم لصحبه: أشيروا عليَّ؟ فقالوا: انتظر اللَّيلة بنا لنرتِّب أمرنا، ونختبر عدوَّنا، فبات المسلمون يصلُّون، ويدعون الله -عزَّ وجلَّ- ويذكرونه، ويتهجَّدون، فكان لهم دويٌّ كدويِّ النَّحل، على نغمات تلاطم الأمواج بالمراكب، أمَّا الرُّوم؛ فباتوا يضربون النَّواقيس في سفنهم، وأصبح القوم، وأراد قسطنطين أن يسرع في القتال، ولكنَّ عبد الله بن سعد بن أبي سرح لمَّا فرغ من صلاته إماماً بالمسلمين للصُّبح، استشار رجال الرأي، والمشورة عنده، فاتفق معهم على خطَّةٍ رائعة: فقد اتفقوا على أن يجعلوا المعركة برِّيَّة على الرَّغم من أنَّهم في عرض البحر، فكيف تمَّ للمسلمين ذلك؟ أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامست سفنهم سفن العدوِّ، فنزل الفدائيون، أو -رجال الضَّفادع البشريَّة في عرفنا الحالي- إلى الماء، وربطوا السُّفن الإسلاميَّة بسفن الرُّوم، ربطوها بحبالٍ متينةٍ، فصار (1200) سفينة في عرض البحر، كلُّ عشرةٍ أو عشرين منها متَّصلةٌ مع بعضها، فكأنها قطعةُ أرض ستجري عليها المعركة، وصَفَّ عبد الله بن سعدٍ المسلمين على نواحي السُّفن يعظهم، ويأمرهم بتلاوة القران الكريم، خصوصاً سورة الأنفال، لما فيها من معاني الوحدة، والثَّبات، والصَّبر.
كانت ذات الصَّواري حدّاً فاصلاً في سياسة الرُّوم إزاء المسلمين، فأدركوا فشل خططهم في استرداد هيبتهم، أو استرجاع مصر، أو الشَّام، وانطلق المسلمون في عرض هذا البحر، الّذي كان بحيرة روميَّة |
وبدأ الرُّوم القتال، فهم في رأيهم قد ضمنوا النَّصر عندما قالوا: بل الماء، الماء، الماء! وانقضُّوا على سفن المسلمين بدافع الأمل بالنَّصر، مستهدفين توجيه ضربةٍ أولى حاسمةٍ يحطِّمون بها شوكة الأسطول الإسلاميِّ، فنقض الرُّوم صفوف المسلمين المحاذية لسفنهم، وصار القتال كيفما اتَّفق وكان قاسياً على الطَّرفين، وسالت الدِّماء غزيرة، فاصطبغت بها صفحة الماء، فصار أحمر. وترامت الجثث في الماء وتساقطت فيه، وضربت الأمواج السُّفن حتَّى ألجأتها إلى السَّاحل، وقتل من المسلمين الكثير، وقتل من الرُّوم ما لا يحصى، حتَّى وصف المؤرخ البيزنطيُّ (ثيوفانس) هذه المعركة بأنَّها كانت يرموكاً ثانيةً على الرُّوم، ووصفها الطَّبريُّ بقوله: إنَّ الدَّم كان غالباً على الماء في هذه المعركة. حاول الرُّوم أن يغرقوا سفينة القائد المسلم عبد الله بن أبي سرح؛ كي يبقى جند المسلمين دون قائد، فتقدَّمت من سفينته سفينةٌ روميَّة، ألقت إلى سفينة عبد الله السَّلاسل لتسحبها، وتنفرد بها، ولكنَّ علقمة بن يزيد الغطيفي أنقذ السَّفينة، والقائد، بأن ألقى بنفسه على السَّلاسل وقطعها بسيفه.
وصمد المسلمون رغم كلِّ شيءٍ، وصبروا كعادتهم في معاركهم، فكتب الله -عزَّ وجلَّ- لهم النَّصر بما صبروا، واندحر ما تبقى من الأسطول الرُّومي، وكاد الأمير قسطنطين أن يقع أسيراً في أيدي المسلمين، كما ذكر ابن عبد الحكم، لكنَّه تمكَّن من الفرار لمَّا رأى قوته تنهار، وجثث جنده على سطح الماء تلقي بها الأمواج إلى السَّاحل، لقد رأى أسطوله -الّذي تأمَّل فيه خيراً، ونصراً، وإعادة كرامة- يغرق قطعةً بعد قطعةٍ، ففرَّ مدبراً، والجراحات في جسمه، والحسرة تأكل فؤاده، يجرُّ خيبةً، وفشلاً، فوصل جزيرة صقلية.. وألقت الرِّيح هناك، فسأله أهلها عن أمره، فأخبرهم، فقالوا: شمت النَّصرانيَّة، وأفنيت رجالها، لو دخل المسلمون لم نجد من يردُّهم فقتلوه، وخلَّوا من كان معه في المراكب.
نتائج معركة ذات الصواري:
كانت ذات الصَّواري أوَّل معركةٍ حاسمةٍ في البحر خاضها المسلمون، أظهر فيها الأسطول الفتيُّ الصَّبر، والإيمان، والجلد، والفكر السَّليم، بما تفتَّق عنه الذِّهن الإسلاميُّ من خطَّةٍ جعلت المعركة صعبةً على أعدائهم، فاستحال عليهم اختراق صفوف المسلمين بسهولةٍ، كما استخدم المسلمون خطاطيف طويلة يجرُّون بها صواريَ، وشُرُعَ الأعداء، الأمر الّذي انتهى بكارثةٍ بالنِّسبة للرُّوم.
1. كانت ذات الصَّواري حدّاً فاصلاً في سياسة الرُّوم إزاء المسلمين، فأدركوا فشل خططهم في استرداد هيبتهم، أو استرجاع مصر، أو الشَّام، وانطلق المسلمون في عرض هذا البحر، الّذي كان بحيرة روميَّة، وانتهى اسم (بحر الرُّوم) إلى الأبد، واستطاع المسلمون فتح قبرص، وكريت، وكورسيكا، وسردينيا، وصقلِّية، وجزر البليار، ووصلوا إلى جنوة، ومرسيليا.
2. قُتِلَ قسطنطين، فتولَّى ابن قسطنطين الرَّابع من بعده، وكان حدثاً صغير السِّنِّ، ممَّا جعل الظُّروف مواتيةً لقيام حملةٍ بحريَّةٍ، وبرِّيَّةٍ إسلاميَّةٍ تستهدف روما (القسطنطينية) فيما بعد.
3. الإعداد الرُّوحي قبل المعركة، أو مايسمَّى بالتَّوجيه المعنويِّ في أيَّامنا هذه، له قيمته في تحقيق النَّصر، حيث تتَّجه القلوب إلى الله بصدقٍ، فهذا المؤمن الّذي بات ليله في تهجُّدٍ، وذكرٍ، يستمدُّ العون من الله، من عظمته، وعزَّته، بعد أن هيَّأ الأسباب، يلقى الأعداء بروحٍ عاليةٍ لا يهاب الموت، فالله أكبر من كلِّ شيءٍ، وهذه المعارك الّتي نَصِفُ أحداثها التَّاريخيَّة، هي وصفةٌ طبيَّةٌ نعرضها للتَّطبيق، والنَّهج، لنستفيد منها في حياتنا، فحياة الصَّحابة ما هي إلا للقدوة، وسيرةٌ للاتِّباع.
4. أصبح البحر المتوسط بحيرةً إسلاميَّة، وصار الأسطول الإسلاميُّ سيِّد مياه البحر المتوسط، وهذا الأسطول ليس للتسلُّط، والقرصنة، بل للدَّعوة إلى الله، وكسر شوكة المشركين، ونشر الحضارة المنبثقة عن كتاب الله، وسنَّة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
5. عكف المسلمون على دراسة علوم البحريَّة، وصناعة السُّفن، وكيفيَّة تسليحها، وأسلوب القتال من فوقها، وعلوم الفلك المتَّصلة بتسييرها في البحار ومعرفة مواقعهم على المصوَّرات البحريَّة المختلفة -فيما بعد- فعرفوا الأسْطُرْلاب (البوصلة الفلكية) وطوَّروها إلى المدى الّذي استفاد منه بعد ذلك البحَّارة الغربيُّون أمثال: كرستوف كولومبس، وأمريكو فيسبوشي في اكتشافاتهم.
شكل الفتح العثماني البحري الأول (ذات الصواري) مظهراً من مظاهر تفوُّق العقيدة الصَّحيحة الصُّلبة على العراقة البحرية العسكريَّة، والتفوُّق في العدد والإمكانات لدى الروم البيزنطيين، فلقد كان الرُّوم هم سادة البحر منذ القديم، وقد مرُّوا بتجارب طويلةٍ في الحروب البحريَّة، بينما كان المسلمون حديثي عهدٍ بركوب البحر، والقتال البحريِّ، ولكن الله تعالى أعلى المسلمين عليهم برغم التفوُّق المذكور؛ لأنَّه سبحانه قد سخَّر أولئك المؤمنين لنشر دينه، وإعلاء كلمته في الأرض، وإنَّ ممَّا يُشاد به في هذه المعركة قوة قائدها عبد الله بن سعد بن أبي سرحٍ، ورباطة جأشه، ومقدرته الجيِّدة على إدارة الحروب، وهي بعد ذلك لونٌ من ألوان بسالة المسلمين، واستقتالهم في الحروب في سبيل إعزاز دينهم، ورفع شأن دولتهم.
مراجع المقال:
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، القاهرة، طبعة البابي الحلبي، 3/58.
- الذهبي، تاريخ الإسلام؛ عهد الخلفاء الرَّاشدين، ص 359.
- شوقي أبو خليل، ذات الصَّواري، ص. ص 68، 71، 72 – 76.
- الطبري، تاريخ الطَّبري، 5/293.
- عبد الرحمن ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، الرياض، دار النفائس، ط1 1999، 2/468.
- علي محمّد الصلابي، عثمان بن عفان، إستانبول، دار الروضة، 2017، ص. ص 194 – 198.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق