حملة مشبوهة ضد السوريين في مصر!
التجربة في مصر أثبتت أن المستثمر السوري له تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، فهو يحتفظ بأمواله في مصر ولا يهربها إلى الخارج.
عامر عبد المنعم
الحملة على السوريين في مصر تقف خلفها دوائر صهيونية وأخرى من اللجان الإلكترونية الموجهة، تستغل وقائع مفتعلة لإشعال نار الكراهية ضد الأشقاء، وغرس الخصومة الكاذبة بين شعبين تربطهما علاقات الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا، منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
هذا الطابور الذي يظهر العداوة للسوريين لا يعبر عن الشعب المصري، وليس له صلة بأخلاق الكرم والشهامة والمروءة التي تميزت بها مصر عبر تاريخها، فليس من طباع المصري أن يستأسد على شقيقه في وقت الشدة تحت الاحتلال الأجنبي.
خلاف عادي بين سيدة في الإسكندرية ومستثمر سوري صاحب مطعم صنع منه دعاة الكراهية معركة حامية الوطيس، على وسائل التواصل الاجتماعي، بين الشعبين المصري والسوري، وغردوا حول ما زعموا أنه مطلب لاستعادة حق المصرية!
الغريب أن الحكومة انزعجت وتحركت باندفاع غير مبرر استجابة لهذه الحملة العنصرية، بدلا من التحري وإحقاق الحق وإنهاء النزاع بالعدل والانصاف، وانحازت للسيدة المصرية ضد السوري وهدمت المطعم وأغلقته بدعوى أنه مخالف.
تبدو الحكومة مرتبكة أمام حملات السوشيال ميديا وكأنها تتعامل مع قضية رأي عام، وهذا غير صحيح، وهي تكرر نفس السلوك المعيب عندما قامت لجان الكراهية ذاتها في فترة سابقة بحملة مشابهة ضد السوريين، في واقعة ضد مطعم في محافظة مطروح لأن اسمه " أرطغرل" وزعموا أن السوريين يفرضون ثقافتهم على المصريين!
تبين فيما بعد أن أصحاب المطعم مصريون وليسوا من السوريين، لكن الهجوم الإلكتروني كان هو صاحب الصوت الأعلى واستجابت له أجهزة الدولة وتم تغيير اسم المطعم إلى اسم آخر، رغم أن أرطغرل أحد أبطال التاريخ الإسلامي وهو تركي وليس سوريًا.
حق المسلم السوري
افتعال الخلافات مع السوريين سلوك إجرامي يتنافى مع قيم الإسلام، الذي علمنا أن المسلم أخو المسلم، وكانت هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة إلى المدينة أفضل مثال على روح الأخوة الإسلامية بين المهاجرين والأنصار، الذين تقاسموا بيوتهم وكسرة الخبز.
السوري في مصر ليس غازيا وليس لاجئا وإنما هو أخ وشقيق، اضطرته ظروف بلده إلى القدوم، هربا من القتل بالصواريخ والبراميل المتفجرة، بعد أن احتلت الجيوش الأجنبية سوريا وحولتها إلى منطقة صراع دولي.
السوريون لم يتركوا سوريا لأنهم معارضون لنظام طائفي تصدع، ولم يبق منه غير خيال المآتة الذي لا يملك من أمره شيء، وإنما خرجوا للنجاة من الإبادة بكل أسلحة الدمار.
احتلال سوريا سيتكرر مع دول عربية أخرى، في مسلسل لا يزعم أحد في بلاد العرب أنه سيفلت منه، فبلاد السنة كلها مستهدفة بالتقسيم والإبادة والعدوان الذي لا يرحم.
وحدة سوريا ومصر تاريخيا
الروابط بين مصر وسوريا متينة منذ فجر التاريخ، فمنذ أيام الفراعنة لم يتم تأمين البلد إلا بضم الشام، وسارت على ذات النهج الدول القوية التي جاءت بعدهم مثل المماليك ومحمد علي، وفي المقابل من يحكم الشام ينفتح له الطريق ليمد سلطته إلى مصر مثل الهكسوس والفرس والرومان والفتح الإسلامي وصلاح الدين الأيوبي والعثمانيين.
إن ضلعا الزاوية الجنوبية الشرقية للبحر المتوسط وحدة جغرافية واحدة، وهناك الكثير من العائلات المصرية التي انتقلت إلى الشام، وبالمثل قدم الشوام واستوطنوا مصر، ولم يتفكك هذا الارتباط إلا مؤخرا في عهد الاستعمار حيث قسمت اتفاقية سايكس بيكو الوحدة، وغرست الكيان الصهيوني كحاجز يقطع هذا التواصل الجغرافي والإنساني.
هذه العلاقة التاريخية تشير إلى أن مصير الشعبين في مصر وسوريا (باعتبارها مركز الثقل السكاني) واحد، فتفكيك الشام على النحو الذي تم أضعف مصر وجعلها في حالة تراجع استراتيجي مستمر وتآكل حدودها الشرقية بشكل متواصل.
ولا يغيب عن النظر أن الذين فككوا العراق والشام تشير خططهم المعلنة إلى أن الهدف النهائي لهم هو تفكيك مصر إلى 5 دويلات، وهذا يقتضي أن نتعامل كشعوب مع هذا المكر المعادي بقدر عالٍ من الوعي والمسؤولية، ونغرس في أبنائنا الشعور بروح الجسد الواحد، ونتصدى للحملات العنصرية بكل قوة ورفع الوعي بالخطر الذي يتهددنا جميعا.
المستثمر السوري أفضل من الأجنبي
بعيدا عن المستعربين والمتصهينين، فهناك قطاعات في مجتمعاتنا لا تشعر بالانتماء للإسلام، وقد تكون متجردة من الأخلاق والمروءة والقيم الانسانية، يبررون مواقفهم بدوافع المنفعة الاقتصادية والمصلحة المادية، وعلى هؤلاء أن يفهموا أن تشجيع المستثمرين السوريين على القدوم إلى مصر أفضل من الناحية الاقتصادية من كل المستثمرين الأجانب الذين يمتصون ثرواتنا ويحولون الأرباح إلى الخارج.
التجربة في مصر أثبتت أن المستثمر السوري له تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، فهو يحتفظ بأمواله في مصر ولا يهربها إلى الخارج، وأحدث السوريون طفرة في مجالات إنتاجية عديدة، وليس فقط في مجال المطاعم الذي تفوقت فيه المطاعم السورية على مكدونالدز وكنتاكي وغيرها من الشركات الأجنبية.
السوريون أولى بالرعاية والاهتمام من غيرهم من المستثمرين الأجانب الذين تتحايل عليهم الحكومة ليأتوا إلى مصر، فالسوري لا يختلف عن المصري في الدين والطباع، وفتح الأبواب له أفضل من الأجنبي الذي يختلف معنا في الدين والثقافة والأهداف.
السوري أكثر فائدة للاقتصاد من الأجنبي الأوربي والأمريكي والصهيوني، وشعوره بالأمان والاستقرار وكأنه في بلده يجعله يتوسع في مشروعاته الانتاجية ويشجع غيره ليستثمر في مصر وفي هذا منافع اقتصادية حقيقية.
من المصلحة احترام الشقيق العربي المسلم، لتشجيعه على العيش والاستثمار وحماية أمواله في مصر؛ بدلا من التضييق عليه ودفعه للهروب إلى دول الغرب التي ترحب به وتستقبله وتعطيه الجنسية لتستفيد من استثماراته.
أي المستثمرين أولى بتسهيل منحه الجنسية والإقامة التي وصلت مصاريفها إلى 10 ملايين دولار؟ الأجانب بكل جنسياتهم حتى الإسرائيليين أم السوري المسلم المتفق معنا في كل شيء؟
نسطيع بكرم الضيافة وأخلاق الإسلام أن نحول المآسي التي تعيشها شعوبنا إلى مكاسب لهم ولنا، واحترام الشقيق وقت المحنة واجب علينا قبل كل شيء وليس منة وتفضلا عليهم، وفتح الأبواب لهم يزيدنا شرفا وكرامة.
الأيام دول، فاليوم نحن في أمان لكن لا نعلم على من تدور الدوائر غدا، ولا شعب معصوم في زمن التوحش والخيانات.
الحملة على السوريين في مصر تقف خلفها دوائر صهيونية وأخرى من اللجان الإلكترونية الموجهة، تستغل وقائع مفتعلة لإشعال نار الكراهية ضد الأشقاء، وغرس الخصومة الكاذبة بين شعبين تربطهما علاقات الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا، منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
هذا الطابور الذي يظهر العداوة للسوريين لا يعبر عن الشعب المصري، وليس له صلة بأخلاق الكرم والشهامة والمروءة التي تميزت بها مصر عبر تاريخها، فليس من طباع المصري أن يستأسد على شقيقه في وقت الشدة تحت الاحتلال الأجنبي.
خلاف عادي بين سيدة في الإسكندرية ومستثمر سوري صاحب مطعم صنع منه دعاة الكراهية معركة حامية الوطيس، على وسائل التواصل الاجتماعي، بين الشعبين المصري والسوري، وغردوا حول ما زعموا أنه مطلب لاستعادة حق المصرية!
الغريب أن الحكومة انزعجت وتحركت باندفاع غير مبرر استجابة لهذه الحملة العنصرية، بدلا من التحري وإحقاق الحق وإنهاء النزاع بالعدل والانصاف، وانحازت للسيدة المصرية ضد السوري وهدمت المطعم وأغلقته بدعوى أنه مخالف.
تبدو الحكومة مرتبكة أمام حملات السوشيال ميديا وكأنها تتعامل مع قضية رأي عام، وهذا غير صحيح، وهي تكرر نفس السلوك المعيب عندما قامت لجان الكراهية ذاتها في فترة سابقة بحملة مشابهة ضد السوريين، في واقعة ضد مطعم في محافظة مطروح لأن اسمه " أرطغرل" وزعموا أن السوريين يفرضون ثقافتهم على المصريين!
تبين فيما بعد أن أصحاب المطعم مصريون وليسوا من السوريين، لكن الهجوم الإلكتروني كان هو صاحب الصوت الأعلى واستجابت له أجهزة الدولة وتم تغيير اسم المطعم إلى اسم آخر، رغم أن أرطغرل أحد أبطال التاريخ الإسلامي وهو تركي وليس سوريًا.
حق المسلم السوري
افتعال الخلافات مع السوريين سلوك إجرامي يتنافى مع قيم الإسلام، الذي علمنا أن المسلم أخو المسلم، وكانت هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة إلى المدينة أفضل مثال على روح الأخوة الإسلامية بين المهاجرين والأنصار، الذين تقاسموا بيوتهم وكسرة الخبز.
السوري في مصر ليس غازيا وليس لاجئا وإنما هو أخ وشقيق، اضطرته ظروف بلده إلى القدوم، هربا من القتل بالصواريخ والبراميل المتفجرة، بعد أن احتلت الجيوش الأجنبية سوريا وحولتها إلى منطقة صراع دولي.
السوريون لم يتركوا سوريا لأنهم معارضون لنظام طائفي تصدع، ولم يبق منه غير خيال المآتة الذي لا يملك من أمره شيء، وإنما خرجوا للنجاة من الإبادة بكل أسلحة الدمار.
احتلال سوريا سيتكرر مع دول عربية أخرى، في مسلسل لا يزعم أحد في بلاد العرب أنه سيفلت منه، فبلاد السنة كلها مستهدفة بالتقسيم والإبادة والعدوان الذي لا يرحم.
وحدة سوريا ومصر تاريخيا
الروابط بين مصر وسوريا متينة منذ فجر التاريخ، فمنذ أيام الفراعنة لم يتم تأمين البلد إلا بضم الشام، وسارت على ذات النهج الدول القوية التي جاءت بعدهم مثل المماليك ومحمد علي، وفي المقابل من يحكم الشام ينفتح له الطريق ليمد سلطته إلى مصر مثل الهكسوس والفرس والرومان والفتح الإسلامي وصلاح الدين الأيوبي والعثمانيين.
إن ضلعا الزاوية الجنوبية الشرقية للبحر المتوسط وحدة جغرافية واحدة، وهناك الكثير من العائلات المصرية التي انتقلت إلى الشام، وبالمثل قدم الشوام واستوطنوا مصر، ولم يتفكك هذا الارتباط إلا مؤخرا في عهد الاستعمار حيث قسمت اتفاقية سايكس بيكو الوحدة، وغرست الكيان الصهيوني كحاجز يقطع هذا التواصل الجغرافي والإنساني.
هذه العلاقة التاريخية تشير إلى أن مصير الشعبين في مصر وسوريا (باعتبارها مركز الثقل السكاني) واحد، فتفكيك الشام على النحو الذي تم أضعف مصر وجعلها في حالة تراجع استراتيجي مستمر وتآكل حدودها الشرقية بشكل متواصل.
ولا يغيب عن النظر أن الذين فككوا العراق والشام تشير خططهم المعلنة إلى أن الهدف النهائي لهم هو تفكيك مصر إلى 5 دويلات، وهذا يقتضي أن نتعامل كشعوب مع هذا المكر المعادي بقدر عالٍ من الوعي والمسؤولية، ونغرس في أبنائنا الشعور بروح الجسد الواحد، ونتصدى للحملات العنصرية بكل قوة ورفع الوعي بالخطر الذي يتهددنا جميعا.
المستثمر السوري أفضل من الأجنبي
بعيدا عن المستعربين والمتصهينين، فهناك قطاعات في مجتمعاتنا لا تشعر بالانتماء للإسلام، وقد تكون متجردة من الأخلاق والمروءة والقيم الانسانية، يبررون مواقفهم بدوافع المنفعة الاقتصادية والمصلحة المادية، وعلى هؤلاء أن يفهموا أن تشجيع المستثمرين السوريين على القدوم إلى مصر أفضل من الناحية الاقتصادية من كل المستثمرين الأجانب الذين يمتصون ثرواتنا ويحولون الأرباح إلى الخارج.
التجربة في مصر أثبتت أن المستثمر السوري له تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، فهو يحتفظ بأمواله في مصر ولا يهربها إلى الخارج، وأحدث السوريون طفرة في مجالات إنتاجية عديدة، وليس فقط في مجال المطاعم الذي تفوقت فيه المطاعم السورية على مكدونالدز وكنتاكي وغيرها من الشركات الأجنبية.
السوريون أولى بالرعاية والاهتمام من غيرهم من المستثمرين الأجانب الذين تتحايل عليهم الحكومة ليأتوا إلى مصر، فالسوري لا يختلف عن المصري في الدين والطباع، وفتح الأبواب له أفضل من الأجنبي الذي يختلف معنا في الدين والثقافة والأهداف.
السوري أكثر فائدة للاقتصاد من الأجنبي الأوربي والأمريكي والصهيوني، وشعوره بالأمان والاستقرار وكأنه في بلده يجعله يتوسع في مشروعاته الانتاجية ويشجع غيره ليستثمر في مصر وفي هذا منافع اقتصادية حقيقية.
من المصلحة احترام الشقيق العربي المسلم، لتشجيعه على العيش والاستثمار وحماية أمواله في مصر؛ بدلا من التضييق عليه ودفعه للهروب إلى دول الغرب التي ترحب به وتستقبله وتعطيه الجنسية لتستفيد من استثماراته.
أي المستثمرين أولى بتسهيل منحه الجنسية والإقامة التي وصلت مصاريفها إلى 10 ملايين دولار؟ الأجانب بكل جنسياتهم حتى الإسرائيليين أم السوري المسلم المتفق معنا في كل شيء؟
نسطيع بكرم الضيافة وأخلاق الإسلام أن نحول المآسي التي تعيشها شعوبنا إلى مكاسب لهم ولنا، واحترام الشقيق وقت المحنة واجب علينا قبل كل شيء وليس منة وتفضلا عليهم، وفتح الأبواب لهم يزيدنا شرفا وكرامة.
الأيام دول، فاليوم نحن في أمان لكن لا نعلم على من تدور الدوائر غدا، ولا شعب معصوم في زمن التوحش والخيانات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق