بعد نزوح وتهجير وتحريق.. فوق السلطة يختار شخصية العام
كما تناولت: الحكومة اليمنية الجديدة تُستقبل بالتفجيرات في عدن. الإمارات تتاجر مع تركيا وتدعو السعوديين لمقاطعتها. حزب الله في العراق يهدد رئيس الحكومة بقطع أذنيه. ساعة صفر جديدة يختتم بها حفتر عام 2020. إعلام السيسي يتهم ترامب بأنه يكذب على مصر.
يعاني الطفل الروسي ديما أشيبكوف من سرطان الدم، ولم يتخل عنه رئيسه فلاديمير بوتين بل حقق له أمنيته التي طلبها في زمن الأعياد؛ فقد تزلج معه في الساحة الحمراء في قلب العاصمة موسكو، ولعبا معا هوكي الجليد. وبوقت قليل ونفوذ كبير، استطاع بوتين أن يسعد الطفل، أفلا يتمتع بنفوذ أكبر في سوريا، حيث تتقاسم دولته مع دول أخرى المسؤولية عن مأساة ملايين الأطفال هناك؟
وظهرت طفلة سورية في مقطع فيديو تشكو من شدة البرد في دير الزور، فأهداها جندي عراقي بيتا ومزرعة، محطما برمزية هبته النبيلة جهود عشرات من السنين، بذلتها وتبذلها جهات عدة لتقول لنا إن العرب قبائل تتناحر.
وفي هذا الوقت، تقول تقارير إن مليشيا "فاطميون" الأفغانية، وبدل أن تحزم حقائبها وترحل عن سوريا، تفتتح مقرات جديدة في منطقة حلب، فمعادلة الإحلال الكيميائية تقول لا يحل عنصر في فراغ، بل محل عنصر آخر. فأين أهل الأرض الحقيقيون؟ إنهم في "المنتزحات"، يُهجّرون فوق تهجير.
وآخر مشاهد الإذلال، بضعة مخربين في شمالي لبنان يحرقون مخيما للاجئين السوريين، بعد خلاف فردي مع أحد النازحين، في خطوة لا تختلف عن سلوك أنظمة الاحتلال والاستبداد. فمن يقول في لبنان للنازح السوري "اطلع برا" هل بحث في نسبه وأصوله؟ "فمعظم ولاد العيل بلبنان أصلن سوري لمن لا يعلم".
وفي الفاتيكان، وفي رسالة البابا فرنسيس بأعياد الميلاد، قال "وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن تستصرخ ضمائر العالم". فهل يرى حكام العرب والمسلمين الرؤية نفسها؟
أما في بيروت، فهناك كاهن يفترض أنه من رعية البابا فرنسيس، يشبّه الفلسطينيين والسوريين المهجرين إلى لبنان بالأوساخ، فيقول لمحاورته "نضفيني من الأغراب ليقوم لبنان".
ويعتقد أن مجلة التايم الأميركية هي أول من أطلق لقب شخصية العام عام 1902 وحصل عليه في حينه الطيار الأميركي تشارلز لندبرغ، وتخصص التايم لهذه المناسبة عددا تضع على غلافه صورة شخص أو أكثر، أو فكرة، أو شيئا ما، ارتأت المجلة أنه كان الأكثر تأثيرا في أحداث العام؛ إيجابا أو سلبا.
ومن أبرز الحاصلين على اللقب غاندي، وروزفلت، وهتلر، وستالين، وتشرشل، وإليزابيت الثانية، وعلماء الولايات المتحدة، والملك فيصل، والخميني، وأنور السادات، وغورباتشوف، وأنجيلا ميركل. وهذه السنة وضع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. أما فريق برنامج "فوق السلطة" وإن جاز لهم التصويت لشخصية العام، فسيختار "المُهَجَّرَ السوري".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق