الأحد، 17 يناير 2021

دماء المسلمين في “مالي”، لا صريخ لهم ولا قانون!

دماء المسلمين في “مالي”، لا صريخ لهم ولا قانون!


ناصحون

أباد الجيش الصليبي الفرنسي حفل زفاف لمسلمين في مالي، ولم يبالِ بما قتل ولا من قتل. مجزرة مروعة لا بواكي لها ولا قانون ولا ضابط ورقابة ولا مسؤولية يخافونها..! أوضاع معوجة تحاسَب عليها الأمة!

الخبر

“زعمت فرنسا، الثلاثاء (5/1/2021)، بأنها “قتلت عشرات الجهاديين في غارة جوية في وسط مالي”، بينما نقلت وسائل إعلام مالية، أن البلاد شهدت مجزرة مروعة ذهب ضحيتها أكثر من (100) مدني كانوا يحضرون حفل زفاف..!

وقال مقر عسكري صليبي فرنسي لوكالة “فرانس برس”، إن طائرات مقاتلة “حيَّدت” عشرات الجهاديين في وسط مالي بعد تعقب المجموعة لعدة أيام. وشن الجيش الفرنسي هجوماً على قرية “بونتي”، ليل الأحد إلى الاثنين.

وأكد الجيش الصليبي الفرنسي أن “الهجوم لم يستهدف المدنيين وإنما جماعات مسلحة”. وذلك خلاف ما نقلته وسائل إعلام مالية، فقد قال شهود عيان، أن عددا كبيرا من الأشخاص بينهم نساء وأطفال، الذين حضروا حفل زفاف في القرية قُتلوا في الغارة الجوية، ولم ترد معلومات عن عدد المصابين”. (1)

التعليق

قَتل الصليبيون الفرنسيون مائة مسلم، رجالا ونساءا وأطفالا. لا بواكي لهم، ولا صريخ. لا ضجيج لهم ولا أنين. لا إعلام يصرخ ولا مذيعة تبكي ولا مواثيق أممية ولا عقوبات ولا قوانين.

يتساءل البعض كيف يقتل الصليبيون الفرنسيون المسلمين في مالي وهي دولة مستقلة..؟!

السؤال وجيه، لكنه متأخر ومتجاهل لحقائق كبيرة؛ أبرزها أن الخطأ في كلمة “دولة مستقلة..!”؛ وهل من دولة للمسلمين اليوم مستقلة؟!! من مشارق الأرض الى مغاربها هي دول تحت الهيمنة والاحتلال الصليبي، الغربي والشرقي، محتلة من خلال من خلال الطغمة الحاكمة العسكرية والسياسية والفكرية على السواء، وبأدوات الاحتلال الحديث بين النخب العميلة، والجيوش التابعة، والاحتياج الاقتصادي، والقواعد العسكرية، وسوط القانون الدولي.

والقانون الدولي ومجلس الأمة والأمم المتحدة هو أداة للهيمنة.

منذ متى ومالي أو الجزائر أو مصر أو بلاد الحرمين أو الخليج أو غيره حرة أو مستقلة..؟ هل العلَم والنشيد يعني الاستقلال؟! وهل الصراخ الوطني والنعرة الجاهلية المراد بها الانفصال عن جسم وكيان الأمة الإسلامية يعني التحرر أم يعني الانخداع للعدو والرضا بالجاهلية والردة عن هذا الدين..؟

وأي مظاهر استقلال الدولة والقواعد الصليبية تملأ البلاد؟ وجنودهم وطيرانهم يخترقونها ويقتلون من شاؤوا بلا إذن ولا ضابط.. وبلا ثمن؟

أما أوار الحقد الصليبي في قلوب الفرنسيين، وفي كيانهم السياسي وتاريخهم البعيد والقريب، وفي ثقافتهم المعوجّة، وفي غطرستهم؛ فهذا شأنهم. والشياطين تؤزهم لهذا العداء. لكن أين الأمة المسلمة في مالي؟ وأين السلطة التي أعقبت الثورة وما يشبه الاحتجاجات التي قادها الإمام “إبراهيم أبو بكر كيتا”؟

وهل عقب كل حراك شعبي، وكل ثورة مزعومة؛ يتسلم القيادةَ أنجاسٌ جدد يبدؤون رحلة عمالة جديدة وشوط فساد كبير والتهام المزيد من دماء المسلمين؟

لنجاح الثورات

ليس هناك حراك ناجح تغيب عنه العقيدة. وليس هناك ثورة مزعومة تتحرج أو تخاف من (لا إله إلا الله). وليس هناك احتجاج شعبي مقبول إلا إذا كانت قواعد الإسلام مسلَّمات بديهة له؛ الولاء لله ورسوله ودينه وأمة الإسلام، والتميز والبراء والمفاصلة للكافرين، وإقامة شريعة الله، وأخذ أسباب القوة للانعتاق من التبعية. وفضح الفاسدين والطغاة والمجرمين وفضح زيف شعاراتهم وما يحتمون خلفه من “وطنية” ـ يخونونها ـ و”استقلال” ـ صوري مزعوم ـ و”استقلال قرار” ـ يعلمون كذبه تماما؛ حيث يتلقون من فرنسا أو انجلترا أو أمريكا الأوامر الحقيقية التي سيقومون بمهمة تنفيذها ولو على جماجم وثروات ومقدرات أمتهم؛ بل ولو قدموا دين الله تعالى قربانا لإثبات جدارتهم بتلك المناصب.

أريقت دماء المسلمين وانتشرت أشلاؤهم في عُرس وأفراح يقيمونها رغم المخاوف والظلام الذي يعيشونه. لم يَبْكِ لهم باكٍ، ولم يعتذر الفرنسيون، ولم تستحِ حكومة “مالي” العميلة، ولم تُسمع أصوات حقوقية ولا قانونية، ولا صوت دولي يندد، ولا أمة تغضب. وتمضي هذه الدماء بجوار أخرى تراق في أماكن شتى وتحت رعاية دولية وبحقد صليبي أو وثني..! كما يحدث قريبا منهم في “إفريقيا الوسطى”.

يظن الكفار وعملاؤهم أن هذا سيمر بلا ثمن ولا عقوبة. وهذا وهْمٌ كبير؛ فللأمة ذاكرتها التي تختزن وتمتلئ وسيضطرم أوار غضبها يوما تمحو فيه وجود الكفار ـ كقوة وسلاح وهيمنة ـ في بلادهم، وتنقلب الأمور أيما انقلاب.. إنما يحاولون تأخير يقظتها وفَوْرتها؛ ويأبى الله والمسلمون.


هوامش:

  1. موقع “سبوتنيك عربي”:فرنسا تعترف بشن غارات جوية على مالي وقتل العشرات.

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق