ذكري ثورة لم تتم
فهل تعود الملائكة لتحلق فى سماء مصر بعد ان هجرتها
ذكرى ثورة لن تموت ودماء شهداء لن تجف
د. محمد السيد
كاتب صحفي ومحلل سياسي
يرفض فيه غالبية المصريون الإعتقاد بأن مصر بلدهم، إنما هي للأسياد فقط مع بعض بخور كهنة المعبد من امثال خالد الجندى ومفتي مصر شوقي علام وأوغاد جبلاية القرود من الإعلاميين وفساد قضاة الإعدامات.
سقط الكثير من الضحايا بين شهيد وجريح بنيران النظام في شوارع وميادين الجمهورية فكانت دماءهم الذكية وقود انار شعلة الحرية في ربوع مصر ، وسقط النظام المستبد امام صمود الاحرار وعلا صوت الحرية في الميدان “ارفع راسك فوق انت مصري”
انتابتنا فرحة عارمة بسقوط الطاغية ونسينا الاهم من الرأس ! انها الدولة العميقة المتجذرة في كل شبر من ارض الوطن ومهيمنة علي مفاصله بقوة .
ومع مرور الوقت بدات تكشر الدولة العميقة عن انيابها وتظهر قوتها في سيطرتها علي الاعلام ، اخطر سلاح حاربت به الثورة من اليوم الاول ولم يفطن احد الي خطورته وظللنا ننتظر ما تسفر عنه الاوضاع التي ساءت يوما بعد يوم الي ان وقع الجميع في مصيدة العسكر فهوت الاماني وتبخرت الاحلام واستيقظنا علي عودة العسكر الي سدة الحكم بعدما سفكوا المزيد من الدماء واعتقلوا الالاف من الشرفاء ..
شعب الكنانة يريد إعلامها رياديا ومشرفا يقوده أكفاء وإداريون وشرفاء ومحترفون، والسيسى يقول: وأنا أريد عمرو أديب وأماني الخياط وعزمي مجاهد وأحمد موسى ومصطفى بكري وعشرات من الأدمغة المخاطية والغائطية والبولية التي تصيب الشعب بالغثيان والغضب، ولكنهم يبهجونى ويسعدونى.
فاين الحرية والكرامة والعدالة التي ظللنا نطالب بها حتي منحنا الله اياها ثم بغباء وسذاجة فرطنا فيها ؟
فهل يغضب المصريون ممن يسرقهم، ويعذبهم، ويغشهم، ويعتقلهم، ويمنع مظاهرات الاحتجاج، ويفرغ جيوب فقراءهم، ويتنازل عن أرض ورثوها عن أجدادهم، ويوقع على نقص مياه نهرهم الخالد، ويحكمهم بقانون الشواز، ويحاكم من يرشح نفسه في مواجهته، ويهدر أموالهم ويبنى بها قصوره وفقا لأوامر السيدة الأخيرة انتصار والحقيقة هى إنهزام ، ويختار أسوأ المصريين في برلمان الرشوة والجهل والغباء، ويقرب إليه أعفن إعلامييهم، ويجبرهم على العيش تحت قانون القهر، ويأمر القضاء بالإفراج عن المجرمين، ويحرس ثورة مبارك حتى لا تعود للشعب، ويرفض الافراج عن أبنائهم، ويصنع فلسفة التسول حتى اصبح فضيحة عالمية.
عدنا الي المربع الاول وها نخن نستجدي الاحرار لكي يثوروا ، فالاوضاع اليوم اسوء مئات المرات مما كانت عليه في 2011 ورغم ذلك لا يوجد مؤشرات علي تحرك ضد النظام المستبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق