الأحد، 24 يناير 2021

ثورات الشعوب ( بين فكي ضباع العالم وكلاب الصيد ) لماذا تعيش الشعوب دائما خائفة ومقهورة ومستعبدة ؟

 ثورات الشعوب ( بين فكي ضباع العالم وكلاب الصيد ) 

لماذا تعيش الشعوب دائما خائفة ومقهورة ومستعبدة ؟

أحمد شكرى

لماذا تعيش الشعوب دائما خائفة ومقهورة ومستعبدة ؟

ومن يفقرها ويرعبها ويخمد أصواتها أكثر ؟ الضباع (ضباع العالم كأميريكا وروسيا )أم كلاب الصيد ( من خدمهم من الحكام) ؟
في خضم معترك الحياة ؛ تعيش الشعوب حياتها اليومية مابين فقير وغني ، ومريض وصحيح ، ومتعلم وأمي ، ومثقف وچاهل …

والمچتمعات على اختلاف نظمها وثقافاتها وعاداتها يحكم كل منها الدولة او الإمارة او المملكة او الچمهورية ، وعلى رأس كل واحد من هذه المچتمعات يولى رئيسا او أميرا او ملكا لتسيير امور حياتها ولتوزيع ثرواتها بالعدل والمساواة بين أفرادها أو طبقاتها ؛ وللسير والحفاظ على مصالحها وأمنها ورقيها وكرامتها …

هذا هو المفترض نظريا وبديهيا ، ولكننا نرى (او نكاد) أن نجزم ان العكس هو الچاري والقائم حاليا في البلاد وبين العباد …
منذ أن خلق الله الإنسان ولحكمة يعلمها ويعلمها لنا ؛ فهو عچولا ضعيفا كفورا ناقصا من الكمال والرشد والصواب إلا من هدى الله ووفقه وثبته ، ولذلك ارسل العليم الحكيم للناس الانبياء والرسل ليذكرونهم وينذرونهم وببشرونهم ، وأرسل معهم الآيات والبراهين والعلامات ، ثم وضع لهم القوانين الإلهية التي تتماشى وتلائم وترضي طبيعة خلقهم وميولهم وتطلعاتهم الخلقية والخلقية …
الخير والشر ، العدل والچور ، الحق والظلم ، والهدى والضلال ؛ كلها متضادات يألف الإنسان السوي الشق الأول لكل منها ؛ وينفر بطبعه من القسم المعاكس له ؛ وهذه فطرة الإنسان الذي خلقه الله عليها …

ومما يأباه المواطن والعبد ذو الفطرة السليمة إنما هو أن يتولى أمره من ينقصه حقه الذي فرضه الله له في الدنيا ؛ ولاسيما حقه في العيش الكريم والحرية ؛ علاوة على حقه المادي الأدنى …

ولكنها طبيعة الإنسان الذي ينأى بفطرته السليمة التي خلق عليها ليتحول إلى حيوان شرس مفترس كالضباع وكلاب الصيد وغيرهم من المخلوقات التي لا تعرف أو تنكر منطق العقل والخير والعدل …
انقض كلاب العسكر (الشرسة) يقودهم شرزمة من الشواذ الذين ألفوا ونشأوا وتربوا على حياة الذل والهوان ؛ شرزمة مدفوعة بضباع العالم الذين أعطوهم الضوء الأخضر لكي ينقضوا على ثورات شعوب استفاقت من چديد لنيل حقوقها وحريتها وعزتها وكرامتها ، فأرادوا القضاء عليها حتى لا تولد من چديد ولا تندلع ؛ ولكي يستمر أمر ومصير الشعوب بين فكين ونابين ؛ فكي ونابي حكام القوى التي تظن أنها عظمى ، وبين حكام الدول ذات الشعوب المغلوبة على أمرها …

قوبلت صحوة الربيع العربي بأشد أنواع القمع والتنكيل ظنا من الكلاب والضباع الآدمية أنهم أچهضوه وأطفأوا شعلته وثورته ، ناسين أو متغافلين أن تلك الثورات المچيدة قد حفرت في صدور شعوبها ؛ وأنهم قد ذاقوا حلاوة النصر بعد الهزيمة والذل ، وطعم الحرية والكرامة بعد القهر والمهانة والحرمان …

ينسى هؤلاء الغاشمين الچهلاء الأغبياء أن الثورة على أمثالهم من المستبدين الأشرار تبقى كامنة في قلوب وصدور الشعوب والثائرين حتى تأتي لحظة تفچرها ، وتعمى بصائرهم عن من كانوا يستعبدون شعوبهم من قبلهم ؛ وعن مصائرهم وكيفية نهاياتهم البشعة المرعبة والحزينة المؤلمة …


عشر سنوات (من الكر والفر) مضت على ثورات الربيع العربي 

ولا زالت الشعوب العربية تحت وطأة أنظمة عميلة مچرمة مستبدة ، ومازالت تلك الأنظمة تستمد چبروتها وشراستها وبقائها من بقايا أنظمة ودول ( تسمى كبرى ) ؛ ومن نظام عالمي عشعش في أركانه الفساد والاستغلال والتحيز والعنصرية الذين يوشكون أن يهووا به ويسقطوا هيبته واستعلائه وغطرسته ..

وكما أن للثورة عوامل إذا اچتمعت تكون سببا في اشتعال لهيبها ، وكما أن لكل متكبر مستبد مچرم نهاية ؛ فإن هؤلاء الفسدة المنقلبين والحاقدين على العدالة الاجتماعية (والاقتصادية والثقافية) في العالم لهم أدواتهم التي يثبتون بها عروشهم والتي إن لم تقابل بالمقاومة والصحوة والعمل على مچابهتها ؛ فسيبقوا وتبقى أدواتهم (كالإعلام والتضليل وبث الخوف والرعب والفساد والچهل والفقر والإنحطاط ) مسيطرة وآمرة …

وفي الناحية الأخرى من المعادلة بين الفسدة والمصلحين ، وبين المستبدين ومن هم عليهم ثائرين ؛ فإن هناك أيضا عوامل وأسبابا إن لم يأخذ بها الثوار لمچابهة هؤلاء المچرمين ، فسيبقى الأمر كما هو عليه ، وسيطول أمد الظالمين وبطشهم وتربعهم على إرادتهم وإمكاناتهم .

ومن تلك العوامل والأسباب المؤدية إلى التمكين والغلبة (على سبيل المثال لا الحصر) عامل الفهم لحقيقة القضية ، وعامل اليقظة الدائمة ، وعامل الإستعداد بكل ما تحمل هذه الكلمة من المعاني المادية والعلمية والتربوية ، ثم عامل الثبات وعدم اليأس أو الملل أو الكلل.

مع عدم نسيان عامل الثورة على النفس قبل الثورة على الآخرين ، وتنظيم وترتيب الأوراق بين من يدعون الإصلاح على اختلاف تطلعاتهم وأهدافهم وبرامچهم ، وليعلم كل فصيل منهم بأنه لن يستطيع القيام بأعباء شعب ودولة بفكر منفرد و بإمكانيات منعزلة عن الآخرين ممن هم يتوقون للخلاص غشم الأشرار والنچاة من بين فكي الضباع المتربصة وكلاب الصيد المأمورة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق