الاثنين، 1 فبراير 2021

الغراب الأسود

الغراب الأسود
إمبراطورية أحلام “محمد بن زايد” الفاشل


تقرير بقلم الخبير السياسى والإقتصادى
د.صلاح الدوبى 

يحكى أن هناك شخصية عربية، اعتبرت رمزا للخيانة، وعنوانا لها، هي شخصية “أبو رغال”، وكانت العرب ترجم قبر هذا الخائن في كل موسم حج بعد انتهائهم من إداء مراسيم حجهم، واستمر هذا التقليد حتى ظهور الإسلام. لكن اسم هذا الرجل خلدته العرب حتى باتوا يطلقونه على كل من خائن لوطنه وقومه ودينه.

وأبو رغال هذا، هو من عمل كدليل لأبرهة وجيشه ليصل بهم إلى مكان الكعبة حيث أن أبرهة كان يريد هدمها، وفي الوقت الذي رفضت العرب جميعًا أن يدلوا أبرهة على طريقها، كان أبو رغال هو من الوحيد الذي تطوع لخدمة هذا الغازي.

وعلى ما يبدو أن لكل عصر أبو رغاله، ويفترض على العرب أن يعيدوا سنة رجم أخوان أبو رغال من جديد، على ما فعل وعلى ما سيفعل. وأبو رغال عصرنا اليوم هو “محمد بن زايد”، فهو اليوم يقوم بمقام الدليل لعدو الأمة نتنياهو وجيشه الصهيوني للتوغل بأرض العرب، كما فعل أبو رغال فيما سبق. ورغم أن هناك الكثير من أشباه “بن زايد” في خيانتهم لقومهم وعروبتهم ودينهم، إلا أن الأخير فاقهم في عرض نفسه ليتبوأ المكان الأكثر فاعلية في خدمة الصهيونية وتمكينها من أرض العرب والمسلمين.

انفجر المغردون العرب والمسلمون غضبا عقب إعلان الامارات عن تطبيعها الكامل مع المحتل الاسرائيلي معتبرين ما حدث خيانة كبرى لاتغتفر من قبل الامارات للأمة الاسلامية، ووصلت وسوم تطبيع الإمارات خيانة، التطبيع خيانة خيانة الامارات الى الصدارة في أعلب الدول العربية والاسلامية.

إنه ثمرة سنوات طويلة من السقوط في وحل الخيانة والعمالة مع الاحتلال الصهيوني. ما حدث ليس أكثر من إعلان عنوانه (فضح اللثام عن وجوه اللئام) وإعلان صهيونية النظام الرسمي الحاكم في الإمارات”.


هل نجحت الإمارات في بناء حلمها الامبراطوري الخيالى

جميع حالات التدخل الإماراتي في بلدان الربيع العربي باءت بالفشل، وأدت إلى أثر عكسي أضرّ بالإمارات وصورتها عربياً ودولياً، ويبدو أن بن زايد يبني إمبراطورية من الرمل!

ففي السودان

 رفضت القوى المدنية الانصياع للمجلس العسكري، خاصة بعض فض اعتصام القيادة العامة بالقوة مما أدى إلى مقتل العشرات، وكشف الوجه الحقيقي للمجلس العسكري وخاصة الجنرال تاجر الجمال  محمد حمدان (حميدتي).

وفي اليمن

 بدا واضحاً أن لدى الإمارات أجندة خاصة هناك وليست مجرد حليف للسعودية، ولكن هذه الأجندة تتعثر كل يوم، ويزداد التورط العسكري الإماراتي في حرب لا فائدة ولا طائل من ورائها. وقد شوّهت الحرب صورة الإمارات التي تحاول رسمها لنفسها باعتبارها منارة للتسامح في المنطقة، وذلك نتيجة للخسائر البشرية خاصة من الأطفال والتجويع الذي يتعرض له الشعب اليمني. ولعل ذلك ما يفسر الانسحاب الإماراتي وإعادة الانتشار في اليمن.

وفي مصر

؛ رغم ما يبدو استقراراً سطحياً فإن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تغلي ويمكنها أن تنفجر في أية لحظة.

وفي ليبيا 

فشل حفتر حتى الآن في فرض سيطرته على البلاد، وفشلت حملته العسكرية على طرابلس بعد مرور قرابة أربعة أشهر على انطلاقها، وذلك رغم الدعم العسكري والسياسي واللوجيستي الذي تقدمه له الإمارات ومصر والسعودية ودول أوروبية مثل فرنسا.

أما حصار قطر

؛ فقد فشلت كل محاولات الإمارات عزل قطر إقليمياً ودولياً، وخسرت المعركة الأخلاقية والسياسية معها. 

وأخيراً فيما يخص ايران دخلت المنطقة في أجواء تصعيدية، والذي قد يتطور إلى مواجهة إقليمية.

اكتشف حكام الإمارات أنهم يحكمون ما يشبه شركات متعددة الجنسيات أكثر من كونها دولة حقيقية بالمفهوم العالمي.
إذا كان بإمكان الشركات أن تمارس السياسة، فإن موظفيها لا يمكنهم خوض الحروب.
وأن إرسال الجنود إلى الخارج يتطلب ما هو أكثر بكثير من الأسلحة المتطورة باهظة التكلفة.
وأن المغامرات العسكرية الخارجية تأتي دوما مع عواقبها السياسية والشعبية حتى وإن وقعت على بُعد آلاف الأميال من الحدود.
وأن أحلام “محمد بن زايد” لامتلاك قوة عسكرية ضخمة منذ ثلاثة عقود مضت، وإن أصبحت واقعا مرئيا اليوم فإنها يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها إلى كوابيس عسكرية وسياسية لا نهاية لها.

إمبراطورية الجواسيس

لمعت الإمارات في عالم الجاسوسية الكلاسيكية، قبل أن تصبح سيدة التجسس الإلكتروني أيضا في الأعوام الأخيرة.

تبقى دبي من أكثر النقاط نشاطا في العالم فيما يتعلق بعمليات التجسس، لأنها محور النقل العالمي، ومركز المؤتمرات الراقية، ووجهة سياحية جذابة، بالإضافة إلى أنها نقطة التقاء العالم الإسلامي والإفريقي والجنوب آسيوي، خاصة الهندي والأفغاني. كما تمثل دبي مركزاً مالياً ومحطة لغسيل الأموال، بعد بيروت. وتجعل كل هذه الظروف من الإمارات «منطقة صيد» ملائمة للمخابرات.

فتشوا عن إسرائيل

لم تنجح جميع الطائرات التي تقلع وتهبط بشكل يومي من مطار بن غوريون في إثارة شهية الصحفيين مثلما نجحت طائرة ترفع علمًا سويسريًا، تطير في رحلة أسبوعية واحدة تقريبًا لوجهة واحدة هي الأردن، ومنها إلى أبو ظبي، ولا يتم تسجيل الرحلة في مطار الملكة علياء ولا في مطار أبوظبي.

وراء الرحلة الغامضة رجل أعمال إسرائيلي اسمه ماتي كوتشافي مؤسس شركة آسيا غلوبال تكنولوجي AGT.

ولد كوتشافي Mati Kochavi في حيفا ودرس التاريخ والفلسفة في جامعتها، وانتقل في التسعينات إلى نيويورك، وهناك صنع الرجل ثروته الأولى عبر الاستثمار في عالم العقارات.

في عام 2007 اختار رجل الأعمال الإسرائيلي أن يلقي بثقله بشكل رسمي في صناعة المراقبة الإلكترونية، وأسس شركة AGT في زيورخ بسويسرا.

تعمل الشركة اليوم في خمس قارات حول العالم، مع إجمالي عقود تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار، لكن أحد أكبر عقودها على الإطلاق، وربما أول عقودها على الأرجح، كان عقدًا بقيمة 800 مليون دولار مع الإمارات، لتوفير نظام للمراقبة للبنى التحتية الأساسية وحقول النفط.

قبل توقيع العقد الكبير بعام واحد، استثمرت الإمارات 20 مليون دولار في عقد واحد للحصول على صور من مشروع الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية إيمدج سات image sat، الذي يمثل طفرة في صور الأقمار الصناعية التجسسية، بقدرة فائقة على التمييز بين أي جسمين لا يفصل بينهما مسافة أكثر من 70 سم على الأرض، بدقة غير مسبوقة. وكانت إسرائيل قد أطلقت القمر الصناعي بهدف التجسس على الأنشطة النووية الإيرانية، وكانت الإمارات ربما ترغب في الحصول على صور لأنشطة إيران على الجزر المتنازع عليها.

بين عامي 2007 و2015، أسست AGT أحد أنظمة المراقبة الأكثر تكاملًا في العالم، وهو نظام يحوي آلاف الكاميرات وأجهزة الاستشعار الممتدة على طول 620 ميلًا على كامل الحدود الإماراتية، بينما تصب المعلومات التي يقوم بجمعها في قاعدة بيانات تُدار من خلال إحدى أكبر شركاته في قلب إسرائيل، يرأس مجلس إدارتها رئيس سابق جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”.


نظام المراقبة الشامل الذي أسسه كوتشافي في الإمارات معروف باسم عين الصقر Falcon Eye، ويعتقد أنه تم تفعيله بشكل كامل منتصف العام الماضي، لإحكام الرقابة الصارمة والمخيفة على جميع أشكال الاتصالات في البلاد.

تستطيع أبو ظبي اليوم تحليل ملايين المنشورات التي تحوي فكرة أو كلمة معينة تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقياس مدى تأثيرها وتقديم تحليل طيفي لهذا التأثير، بل وإعادة هندسة الرأي العام حسب أهوائها.

لا تتوقف الإمارات عند مواطنيها ووافديها، بل تتعدى عمليات جمع المعلومات حدود الدولة لتنفذ مهام أخرى.

التجسس على المعارضين في الخارج

كشفت صحيفة Helsinkit Times الفنلندية أن شركة Dark Matter الإماراتية تعمل على الأراضي فنلندا عام 2014 على الأقل، عبر شركة فرعية. بالشركة في فبراير/ شباط 2019 عن عمليات تجسس على الصحفيين والمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان نيابة عن حكومة الإمارات العربية المتحدة.

يتم تنفيذ الجزء الأكبر من عمليات الشركة من مجمع سري يُعرف باسم “The Villa” في أبو ظبي ، حيث يقوم الموظفون بإعداد وتنسيق عمليات قرصنة الهاتف المحمول ، وهجمات للحصول على فدية ، وحملات التجسس على أشخاص يُعرفون أنهم معادون للأسرة الحاكمة في الإمارات. ولاحظت الصحيفة أن موقع شركة Dark Matter على شبكة الإنترنت يذكر مكاتب في دبي وأبو ظبي وكندا، دون ذكر أي وجود في فنلندا.

تنتج الشركة أيضًا أجهزة أمان بما في ذلك هاتف ذكي يُفترض أنه “مقاوم للاختراق” يسمى KATIM. من المعروف أن شركة Dark Matter تقرّبت من الشركات الناشئة في فنلندا عام 2016 لمناقشة فكرة إنتاج تكنولوجيا الهواتف الذكية. ومنذ ذلك الحين تم توظيف عدد من المهندسين الفنلنديين للعمل في الشركة.

الغراب الأسود”الإمراتى يراقب العالم الافتراضي

قطعت الإمارات في الأعوام الأخيرة شوطا كبيرا في تأسيس وإدارة واحدة من أكبر شبكات القرصنة والتجسس الإلكتروني في العالم، بخبرات إسرائيلية وأمريكية.

بدأ مشروع الغراب Raven التجسسي في العام 2009 بمساعدة أمريكين من متعاقدين عملوا في المخابرات الأمريكية، ومسؤولين في البيت الأبيض كانوا تحت إدارة جورج دبليو بوش. ونقلت الإمارات مشروع رافين إلى شركة أمن إلكتروني في أبو ظبي، هي دارك ماترDark Matter، حيث اضطرّت عدد من الأمريكيين بالمشروع إلى إنهاء مهمتهم بعد أن طُلب منهم مراقبة مواطنين أمريكيين باستخدام برنامج التجسس كارما Karma spyware.

يعتمد كارما جزئيا على ثغرة في برنامج iMessage الذي يستخدم في التراسل في أبل، سمحت بزرع برمجيات خبيثة حتى إذا لم يستخدم مالك الهاتف برنامج آي مسج.

لا يحتاج كارما سوى إلى توجيه رسالة نصية إلى الهدف.

مشروع الغراب الإماراتى

بعد أسبوعين من تركها منصبها في وكالة الأمن القومي الأمريكي، في عام 2014 ، بدأت لوري ستراود Lori Stroud عملها الجديد في المنطقة العربية، رفقة خبراء وعملاء استخبارات أمريكيين عديدين. كان هذا العمل، كما يوضح تقرير أعدته وكالة رويترز، يصب لصالح أعمال غير قانونية تقوم بها السلطات الإماراتية.

انضمت ستراود إلى مشروع الغراب Project Raven، والذي يتألف من فريق سري يضم أكثر من 12 عميلًا سابقًا في الاستخبارات الأمريكية، تم توظيفهم لمساعدة أبوظبي على المشاركة في التجسس ومراقبة حكومات ودول أخرى، بما في ذلك قطر، بالإضافة إلى نشطاء حقوقيين معارضين للعائلة الحاكمة. وتطور عملها كما توضح الوكالة لثلاث سنوات، حتى اكتشفت وغيرها من مواطنيها الذين شاركوا في هذا المشروع، أن عملهم يقطع الخط الأحمر، أي استهداف مواطنين أمريكيين ومراقبتهم.

وحسب الوكالة، فإن قصة هذا المشروع تكشف كيف استخدم عملاء سابقون في الحكومة الأمريكية أحدث أدوات التجسس الإلكتروني، لخدمة نظام استبدادي يستهدف معارضيه.

ضحايا الغراب الأسود

في نهاية يناير/ كانون ثاني 2019، انفردت وكالة رويترز بتقرير عنوانه: الإمارات استخدمت سلاحا إلكترونيا فائقا للتجسس على هواتف آيفون خصومها.

ونقلت عن خمسة ضباط سابقين ووثائق برمجية اطلعت عليها رويترز أن أداة التجسس سمحت للإمارات بمراقبة مئات الأهداف بدءا من عام 2016، ومنهم أمير قطر ومسؤول تركي رفيع المستوى والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان.

بعدها بأسابيع عادت الوكالة لتكتب تقريرا حصريا آخر بعنوان “برنامج تجسس إماراتي استهدف رئيس شبكة الجزيرة والإعلامية جيزيل خوري، وهي مقدمة برنامج في تلفزيون (بي.بي.سي) العربي، ورئيس شبكة الجزيرة، وشخصيات إعلامية عربية بارزة أخرى.

وبحسب الرسائل المسربة، فإن الإماراتيين طلبوا أيضا اعتراض مكالمات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والمعارض الإماراتي أحمد منصور، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والذي تم اعتقاله فيما بعد.

في الحالتين استخدم عملاء الإمارات أداة تجسس متطورة تسمى كارما  Karma، في حملة تظهر كيف أن الأسلحة الإلكترونية فائقة الفاعلية بدأت تتسرب خارج القوى الكبرى وتصل إلى أيدي دول أصغر، حسب تعبير “رويترز”.

وقالت New York Times إن مسؤولين في الإمارات طلبوا تسجيل مكالمات أمير قطر الهاتفية، بالإضافة إلى تسجيل مكالمات الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني السعودي السابق، بحسب رسائل بريد إلكترونية مسربة قدمت أمس الخميس، في قضيتين ضد NSO الشركة المصنعة لبرامج المراقبة التي استعانت بها أبوظبي، وتتخذ من “إسرائيل” مقرا لها.

ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الآن، بالتحقيق في ما إذا كان موظفو المشروع الإماراتي الأمريكيون قد سربوا تقنيات مراقبة أمريكية سرية بالفعل، وإذا كانوا قد استهدفوا شبكات الكمبيوتر الأمريكية بشكل غير قانوني.

القادم خطة الإمارات وإسرائيل فى تدمير قناة السويس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق