مؤتمرات الشواذ على ضفاف الخليج!
ناصحون
يسعى حكام “الإمارات” للانصهار في المنظومة الغربية، القيمية والحضارية، بشذوذها ونجاساتها وإلحادها، للحصول على الإذن الغربي بالتمدد والتطور؛ بئس الثمن وبئس المثمَن.
الخبر
“تستضيف “دبي” الإماراتية، في أيار/ مايو المقبل، المؤتمر الدولي الخامس عشر حول الهوية الجنسية وحقوق المثليين. وأثار إعلان القائمين على المؤتمر استضافة دبي نسخته الـ (15) جدلا واسعا، ودهشة أوساط داعمة لـ”المثلية”، على اعتبار أن الإمارات جزء من منطقة تشتهر بتطبيق الشريعة الإسلامية.
ولفت موقع “بينك نيوز” إلى تساؤلات عديدة بهذا الشأن، وأهمها مدى سلامة حضور المثليين وأنصارهم للمشاركة والتحدث في المؤتمر، فيما رحب آخرون بهذا “الاختراق”.
أما مجلة “LGBTQ Nation” المعنية بأخبار ما يعرف بـ”مجتمع الميم” النجس، حول العالم، فقد لفتت بأن الدولة “حدّثت أخيرا نظامها القانوني حتى بات أقل اعتمادا على القانون الإسلامي وأكثر انسجاما مع الدول الأخرى، بما في ذلك تخفيف القيود المفروضة على الكحول”.
وكانت لندن قد استضافت النسخة الأخيرة من المؤتمر الدولي الذي يعقد مرتين سنويا، ومن المقرر أن تستضيف أثينا النسخة الأولى منه لهذا العام أبريل المقبل. بينما من المقرر أن تستضيفه دبي مرة ثانية في أيار/ مايو عام 2022″. (1)
التعليق
ليست الجريمة هنا في مسألةٍ بها أي اجتهاد مخالف؛ بل هي قطعية التحريم في جميع الرسالات السماوية. فهي محادة صريحة لرب العالمين ولرسله وأنبيائه، ولكتبه المنزَلة. فهذا هو الكفر البواح والبحث عما يُغضب الله تعالى ليفعلوه..!
ولمتسائل أن يسأل وما فائدة أن تبحث (أمة) من الناس أو (نظام) من الأنظمة عما يُغضب الله تعالى ليفعلوه؛ والإجابة أنها انتهاج سُبل الحصول على رضا المجتمعات التي ترسخ هذه الجريمة وتجعل “حرية”! و”حقوق”! هذه الجريمة علامة تحضر وتطور وعنوانا للحضارة المعاصرة وسِمة بارزة لها. وأن معاداتها علامة تخلف ومجافاة لقيم الجاهلية الغربية ولقيم من يقودها من شياطين الإنس الصهيو صليبيين.
يبحث حكام “الإمارات” عن نيل رضا الشواذ، واستحقاق ثناء اللواطيين، وتحقيق رضا الفلاسفة القابعين خلف تبرير هذه الجرائم. ثم لا تقف الجريمة الى هذا الحد؛ بل المقصود المجيء بهذه الجراثيم الى بلاد المسلمين، ومن ثَم فما يتم خلال هذه المؤتمرات ونتيجة لها هو توطين لهذه الجريمة المتسللة لبلادنا وذلك بتوطين الخلفية “المعرفية” و”الثقافية” المبرِرة لها. ومن ثم سيجدها الناس في إعلانات أو لافتات أو تغيير مصطلحاتها في الإعلام وفي الدراسة، ثم قد يتطور الأمر الى تحريم نقدها في الوعظ الديني المحكوم بالقهر والسجون والقتل في بلاد تعطي الحرية للزناة واللواطيين والفجرة والملاحدة..!
أبعاد المؤتمر
ليست الجريمة هنا (ارتكاب) محرم ـ يستحق صاحبه الحرق أو الرمي من شاهق ـ فقط؛ بل الجريمة هنا استباحة هذا المحرَم. وهي جريمة قوم لوط، فلم تقتصر جريمتهم على فعل المحرم؛ بل استحلاله واستقراره ورفض تحريمه وإنكاره، بل واستنكار تحريمه والنهي عنه، بل وتمادوا الى استنكار من يمتنع عن جريمتهم ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل: 56].
ومن ثم ستجد تغييرا للقوانين، أكثر صراحة، يتبع مثل هذه المؤتمرات، وتقريرا أشد لهذه الفواحش؛ في التعليم والتوجيه والإعلام والثقافة، بل وفي الهيئات التي ستنشأ والنوادي وغيرها..الخ وهي أمور تعتمد عامل التدرج والتتابع والزمن بتعويد المسلمين في هذه البلاد على رؤية هذا وسماعه؛ طمعا في استساغة الناس لوجود الجريمة وفلاسفتها ورموزها. وهم لا يطلبون من الناس الفعل ـ مع أنها لن تُعدم فساقا تشجعهم على التصريح والمجاهرة ـ بل يطلبون منهم قبول الجريمة واستساغة المحرم وصولا الى القناعة بإباحتها لمن شاء وعدم الإنكار عليه، بل الإنكار على دين الله الذي يحرمها..!!
مواقف كاشفة
هنا كذلك وضوح وكشف لماذا يسمح الغرب لهذا النظام ـ الإماراتي ـ بالتطور المالي، وبالسلاح المتقدم. والسبب الواضح هو أن هذا النظام المجرم يثبت للغرب الصليبي أنه ينصهر في منظومته القيمية والحضارية وأنه يمثله في المنطقة وينتظم في قيمه الجاهلية والمجرمة..! فهو إذا ربيب وتوأم للنظام الصهيوني في فلسطين المحتلة؛ ولهذا يطمئن اليه الغرب “الصهيو صليبي”؛ لاطمئنانه الى ولائه له وانصهاره في منظومته القيمية “النجسة” والمعرفية “المنحرفة”. ومعاداته للإسلام.
لا يأبه هؤلاء الفجار لانتقاد الجماهير والعلماء وبعض الظواهر الإعلامية لما يقومون به؛ حيث لا قوة ولا شوكة للمسلمين المنكِرين عليهم؛ ففي نظرهم، هم ظواهر صوتية مؤقتة ومتوقَعة، سيتجاوزونها ويصِلون الى ما يطلبون. لهذا أمر الله الأمة بالقوة والأخذ على يد المجرمين.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
هوامش:
- موقع “عربي 21 “: دبي تستضيف المؤتمر الدولي لـ”المثلية” في مايو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق