التضحية!
ليست المأساة العظمى أن بلغ تمكن العدو منا أنه يقتل إخواننا أمامنا ولا نستطيع أن نتحرك!
مهما احترقنا واكتوينا بالحزن والغضب فنحن في أوطان هي في الحقيقة سجون وزنازين، يحكمنا فيه من ينتمي لعدونا ويتعامل معنا نحن كالأعداء!!
أعظم من هذه المأساة أننا نرى بأعيننا مصيرنا نحن في قابل الأيام.. ونعجز أيضا..
إن المحبوس المقيد لا يستطيع أن يهرب من الحريق القادم إليه حتى وهو يراه، ولا يمكنه أن ينقذ نفسه من الغرق إذا ساخت به أرض السجن أو انفتحت في زنزانته المياه!!
نحن كهذا السجين، ترانا ننظر إلى أنفسنا في مرآة أهالينا في غزة والشام وتركستان وأراكان وغيرها.. ننظر إلى مصيرنا القادم نحونا ولا نملك أن ندفعه من شدة عجزنا وتحكم الأنظمة الخائنة فينا!
على أن القتل والسحل بيد العدو أهون من القتل والسحل بيد الذي يبدو ويظهر أنه ابن البلد.. وانظروا كيف تكتظ أروقة السياسة والإعلام بالبحث في مسألة تهجير الغزيين، بينما لم ينتبه أحد ولم يحفل بتهجير أهل رفح وسيناء وبورسعيد وجزيرة الوراق ومناطق جدة و.. و.. إلخ!
إن الغلاف "الوطني" استطاع تزييف الجريمة وتزيينها لتمر بردا وسلاما على المشاهدين والسامعين، مع مخدرات ومسكنات "الاستثمار" و"المصلحة العليا" و"الأمن القومي"!!
وأعظم من مأساة غزة، ومن مأساة عجزنا.. أن تنتهي هذه الحرب ولم نتعلم منها أبسط حقائق الحياة والواقع!
لئن انتهت هذه الحرب ولم نخرج منها وقد امتلأنا بغضا وعداء وكراهية للغرب ومنظماته الدولية وما يسميها قيمه الحضارية.. فنحن نستحق أكثر مما نحن فيه!
ولئن انتهت ولم نمتلئ بعدها بغضا وعداء وكراهية لهذه الأنظمة التي حبستنا وأعجزتنا وقتلتنا ورأينا معها كيف مات الناس أمامنا من الجوع والبرد وقلة الدواء.. فنحن نستحق أكثر مما نحن فيه!
ولئن انتهت ولم نمتلئ بعدها احتقارا وازدراءًا واشمئنزازا من جوقة المنافقين من المشايخ والصحفيين والإعلاميين الذين يزيفون الدين ويزيفون الوعي ويخدرون الضمائر.. فنحن نستحق أكثر مما نحن فيه!
لئن عجزنا عن كل شيء.. فلن نعجز عن أن نموت، ونقتل معنا كل هذا الوهم وكل هذا الزيف وكل هذا الباطل.. باطل الغرب الإنساني وباطل الأنظمة المحلية وباطل النخبة المدجنة!!
فلنمت معا كي يرثنا من لا ينخدع بهذه الأغاليط والتخاريف فيدفع ثمنها من جديد.. ولتكن هذه هي هديتنا وميراثنا لمن بعدنا، ولتكن هذه هي تضحيتنا بأنفسنا لئلا نموت بلا ثمن!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق