كما جاء عقب حكم محكمة العدل دراسة مقترح بين مصر والاتحاد الأوروبي لإغلاق معبر رفح،وهو المعبر الوحيد بين مصر وقطاع غزة،واستبداله بمعبر كرم أبو سالم بين مصر وفلسطين المحتلة،والذي يسيطر عليه الكيان المحتل،ومعبر إيريز بين قطاع غزة و فلسطين المحتلة.
فكيف لمصر وهي التي تملك اليد العليا والحبل السري الذي يمكنه نقل الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات الانسانية تفقد الانسانية وترضى بقطع شريان الحياة عن اثنين مليون من اهالي القطاع ؟
لماذا لاتقوم بفتح معبر رفح تحت مظلة الإرادة المصرية والقانون الدولي والمنظمات الإغاثية الأممية وتخضع لارادة الاحتلال وتقبل بكل هذا الاذلال؟
الى متى الصمت ياشعب مصر العظيم واخوانكم في جحيم وضيم ؟
متى تكسرون الاغلال وترفضون الخذلان؟
الى متى يا امة المليار نبقى نسير بلا بوصلة ومن غير وزن ضمن التوازنات الدولية؟
الى متى هذه الغثائية؟
الى متى سنبقى شعوبا واهمة تريد بعصا سحرية ان تقضي على البؤس والشقاء وتحقق المجد والرخاء بالتطلع الى دول اجنبية ؟
يقول علي عزت بيغوفيتش في كتابه الاعلان الاسلامي:”إن الدعم الحقيقي الذى يمنحه الشعب المسلم لأيّ نظام فى السلطة ستجده –دائما- يتناسب تناسبًا طرديًّا مع مقدار مايتمتع به النظام من طابع إسلامي،فكلما ابتعد نظام الحكم عن الإسلام قلّ دعم الشعب له وهكذا تبقي الأنظمه المعاديه للاسلام محرومة تماما من اي دعم شعبي ومن ثم تجدُ نفسها _طوعا او كرها _ مجبورة على البحث عن هذا الدعم لدى القوى الأجنبية،ولذلك فإن التبعية التي تغرق فيها هذه الانظمة هي نتيجة مباشره لتوجهاتها اللإسلامية“.
فهذه النظم التي ترى شعوبها خصوما لها وتروي جذور سلطانها من دمائها،كيف يمكن أن تعتمد عليها في حمايتها؟
إن معضلتنا الحقيقية هي مع هذه الحكومات التي أصبحنا نمتلك معها قابلية للاستبداد والدمار كما كنا مع غيرها نمتلك قابلية للاستعمار،فالاصلاح الحقيقي برأينا الذي ينبغي ان تنشده نخبنا ليس هو الاصلاح الذي يدور في فلك حكامنا،فذاك كمن يريد أن يتعلق بجذع شجرة اجتثّت من فوق الأرض ولا قرار لها،فهذه النظم جعلت شعوب الامة الاسلامية مشدودة الاطراف بين ماضيها وحاضرها،بين أصيلها ودخيلها،وبين قلة متحكمة تدعي الديموقراطية وغالبية محكومة بالديكتاتورية،بين نظم بملامح الاستقلال وروح الاحتلال،وفي الوقت الذي تعتقد فيه شعوب الامة الاسلامية المعاصرة ان ازماتها قطرية،فانها تغفل انها امة واحدة لان عدوها واحد،فمنذ تاريخ الحادي عشر من سبتمبر 2001 والولايات الامريكية تبسط تاريخها الدموي على جغرافية العالم الاسلامي باسم الحرب الدولية على الارهاب،فراحت تنفذ هجوماتها العسكرية على افغانستان والعراق وغيرها ولم تكتف بذلك بل واتجهت الى الاصلاح السياسي الشامل ضمن ماأصبح يسمى:”استراتيجية الشرق الاوسط الكبير” برفع راية كاذبة خاطئة هي راية الحوار بين الحضارات التي مهدت للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب،ومد ايادي السلام البيضاء إلى الايادي الملطخة بدماء الابرياء،واعلان العداء للمقاومة الاسلامية المشروعة “حماس”،فالفاعلية الاصلاحية كما نراها ينبغي أن تقوم عوالمها في ثلاثة دوائر:
1.الدائرة الاولى عالم الافكار: بتجميع افكار العقول والنخب الفكرية الاسلامية
2.الدائرة الثانيةعالم التنظيمات والمؤسسات: بتنظيمها
3.الدائرة الثالثةعالم التفاعلات: بتفعيلها
وأما خارج هذه الدوائر والمستويات فاننا سنبقى خارج الحضارة،خارج التاريخ،فالنظام العالمي الذي يسير في سباق نحو التسلح والفناء،لاينبغي استخلافه الا بسباق نحو السلام بقيم الاسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق