عندما يحتفل المسلم بعيد الفاحشة؟!
عندما يحتفل المسلم بعيد الفاحشة؟!
د. عز الدين الكومي
اعتاد كثير من المسلمين – وللأسف – أن يحتفلوا في الرابع عشر من فبراير من كل عام بما يسمى عيد الحب( فالنتين)
وهذا العيد هو في الأصل عيد روماني جاهلي،كان الرومان يحتفلون به في الخامس عشر من فبرايرمن كل عام،وبعد دخولهم النصرانية قام القس المعروف باسم “فالنتين” بارتكاب جريمة الزنا فحُكم عليه بالإعدام وأعدم فعلا في 14 فبراير عام 270 م ، فعدَّلوا الموعد للرابع عشرمن فبراير بدلا من الخامس عشر.
ومنذ ذلك الحين لايزال هذا العيد مستمراً لإشاعة الفاحشة والمنكر بين الناس .
ومع ذلك تجد كثير من المسلمين يحتفلون بعيد الفاحشة.
لقد صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال:(لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه.قالوا،اليَهودُ والنَّصارى؟قالَ: فمَن؟).
فلا أدري لماذا يحتفل المسلمون بهذه المناسبة المقززة القذرة ؟
وعن طبيعة هذا العيد فقد ذكرت الموسوعة الكاثوليكية أن القس”فالنتين”الذي عاش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني “كلاوديس الثاني” فقام هذا الإمبراطوربسجن “فالنتين” لسبب ما،وبينما كان “فالنتين” في السجن وقع في غرام ابنة أحد حراس السجن وأقنعها حتى تنصّرت، وتنصر معها 46 من أقاربها،فزنا بها،فقرر الإمبراطور إعدامه .
وكانت عندما تزوره تحمل معها وردة حمراء لإهدائها له،فقررالإمبراطورإعدامه؛ وعندما حان موعد الإعدام أرسل فالنتين إليها بطاقة، مكتوبا عليها “من المخلص فالنتين،ثم أعدم في 14 فبرايرسنة 270م؛ فأقام النصارى عيداً إحياء لذكراه؛ لأنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صورطفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً، وهو إله الحب لدى الرومان!!
وعلينا أنْ نعلم أنَّ في الاحتفال بهذا العيد تشبُّهٌ بغير المسلمين !!.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “من تشبَّه بقوم فهو منهم”.
وفي حديث أنس رضي الله عنه قال : قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما،فقال صلى الله عليه و سلم:(قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما:يوم الأضحى ويوم الفطر).
وإذا كان هؤلاء المحتفلون يبحثون عن الحب..فقد ضرب لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في محبته لأهله؛فكان صلى الله عليه وسلم يحرص أن يشرب من الموضع الذي شربت منه عائشة رضي الله عنها،وفي مرض موته يستاك بسواكها،ويموت وهو على صدرها ،وكانت تقول رضي الله عنها:مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي).
بل قرَنَ النبي صلى الله عليه وسلم بين حب النساء وقربه من ربه سبحانه وتعالى في حديث واحد ، فقد قال صلى الله عليه وسلم “حبب إلي من الدنيا: النساء، والطيب،وجعل قرة عيني في الصلاة” وفي رواية : ” حبب إلي من دنياكم ثلاث ..” الحديث .
أما ما نراه اليوم من ترويج للفواحش من خلال الإعلام الفاسد من العشق والغرام والهيام فليس من الإسلام في شيء بل هو أحد أبواب إشاعة الفاحشة ، قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[ سورة النور: 19].
بل إن الإسلام منع مجرد النظرة المحرمة لما يترتب عليها من آثار ضارة، وشرع غض البصر؛لأن الإنسان قد يتمادى في النظرات المحرمة بزعم أنها نظرات بريئة.
والله تعالى يقول:[قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ….] (سورة الأحزاب).
لما في ذلك من تزكية للأنفس،وتطهير للمشاعر، وضمان لعدم تلوثها بالانفعالات الشهوانية في غير موضعها ؛ ولما في ذلك من صيانة للحرمات .
وفي الحديث “يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة”.
بل إن النبى صلى الله عليه وسلم عندما رأى مشهداً يستوجب منه أن يتدخل لمنعه بيده فعل،فعن عبد الله بن عباس قال: “كان الفضل بن عباس رديف رسول اللهﷺ يجلس وراءه على الدابة – فجاءت امرأة من خثعم للرسول ﷺ تستفتيه ، فجعل الفضل – وكان شاباً – ينظر إلى المرأة وتنظر إليه ، فجعل رسول الله ﷺ يصرف وجه الفضل إلى الشقّ الآخر بيده الكريمة ﷺ ، يصرفها بيده حتى لا ينظر، فسأله العباس: “يا رسول الله :رأيتك تصرف وجه ابن أخيك؟، فقال ﷺ: “إني رأيت غلاماً شاباً وجارية شابة فخشيتُ عليهما الشيطان”.
وفي ذلك يقول شهيد القرآن – سيد قطب – رحمه الله :
”إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهيج فيه الشهوات في كل لحظة ، ولا تستدار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين ، ولقد شاع في وقت من الأوقات أن النظرة المباحة والحديث الطليق والاختلاط الميسور والدعابة المرحة بين الجنسين،والاطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة .. شاع أن كل هذا تنفيس وترويح ، وإطلاق للرغبات الحبيسة ،ووقاء من الكبت ، ومن العقد النفسية،وتخفيف من حدة الضغط الجنسي وما وراءه من اندفاع غير مأمون ، شاع هذا على إثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الإنسان من خصائصه التي تفرّق بينه وبين الحيوان ، والرجوع به إلى القاعدة الحيوانية الغارقة في الطين وبخاصة نظرية فرويد ، ولكن هذا لم يكن سوى فروض النظرية” .
لذلك يسعى هؤلاء المروِّجون للانعتاق من كل قيد وإطلاق العنان للشهوات وفتح أبواب البهيمية بوسائل مختلفة،ومنها عيد الحب هذا الذي هو في حقيقته عيد للفاحشة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق