حدود السخرية السياسية في وثيقة تقييد الفضائيات
بلا حدود - أحمد السنوسي
تقديم: أحمد منصور
تاريخ بث الحلقة:20/2/2008
تاريخ بث الحلقة:20/2/2008
- قرارات وزراء الإعلام والإعلام الرسمي
- السلطة والكراسي
- الانتخابات والديمقراطية العربية
- مظاهرات ومسرحيات وقمع
- مهمة السخرية السياسية ومستقبلها
- السلطة والكراسي
- الانتخابات والديمقراطية العربية
- مظاهرات ومسرحيات وقمع
- مهمة السخرية السياسية ومستقبلها
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة المغربية الرباط، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. حلقة اليوم عن السخرية السياسية التي ستكون طابعها من بدايتها إلى نهايتها. وإذا كان دوري هو أن أتقمص الرأي الآخر دائما في هذا البرنامج فإني سأحاول أن أكون كذلك قولا وفعلا. فالسخرية السياسية هي أحد أهم أشكال الإبداع وقد برز كتاب وفنانون ساخرون على مدار التاريخ أثروا في العالم بإبداعاتهم وليس بعيدا عن الثقافة العربية القديمة، الجاحظ والمتنبي وأبو حيان التوحيدي وابن الرومي وابن المقفع وعشرات أو مئات آخرون، وعن الثقافة العالمية، سقراط وبرنارد شو وشكسبير وآخرون كثيرون. وفي العصر الحديث تطورت السخرية السياسية بشكل كبير من خلال الصحافة ووسائل الإعلام، فقد دفع ناجي العلي حياته ثمنا للسخرية السياسية من خلال رسومه الكاريكاتورية، كما أن البرامج السياسية الساخرة من رؤساء الدول الغربية من خلال ممثلين ساخرين أو صناعة دمى شبيهة بهم أصبحت من أشهر البرامج السياسية الساخرة التي تتابع على نطاق واسع في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول أوروبا، ولم يقم رئيس واحد من رؤساء تلك الدول بمنع أو مصادرة أي برنامج سياسي ساخر أو تحويل أي فنان أو مبدع للمحاكمة رغم أنها تجعل من رؤساء تلك الدول أضحوكة للصغير والكبير، هذا بخلاف وسائل السخرية الأخرى وعلى رأسها المسرح والرسوم الكاريكاتورية. لكن في عالمنا العربي اجتمع وزراء الإعلام العرب وخرجوا بفرمانات وقرارات ثورية تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن ينال تصريحا أو تلميحا من أي زعيم أو وزير أو حتى غفير يعمل في حمى الحكومات والحكام العرب. وانطلاقا من الالتزام بهذه الفرمانات فإننا نقدم هذه الحلقة مع الفنان أحمد السنوسي أحد أبرز صناع الكوميديا السياسية الساخرة في العالم العربي، وذلك حسب وصف كبريات الصحف ووسائل الإعلام الغربية الفرنسية والإسبانية والأميركية والهولندية والبلجيكية والإيطالية التي كتبت عنه وغيرها من الصحف الأخرى. غير أن ما ينبغي أن يعرفه المشاهدون هو أن أحمد السنوسي ممنوع من تقديم عروضه المسرحية أو الفنية أو الظهور في وسائل الإعلام المغربية الرسمية منذ 18 عاما. ولد أحمد السنوسي في العصور الوسطى، درس المسرح في المغرب والمسرح السياسي الساخر في فرنسا وقد بدأ تقديم عروضه المسرحية الساخرة منذ أن كان طالبا لكنه برز من خلال عروضه المسرحية مع فرقة ناس الغيوان وجيلجي لالا عبر ثنائية بزيز وباز فاشتهر باسمه الفني الساخر بزيز. أصدر في بداية الثمانينيات مع بعض الكتاب والصحفيين المغاربة جريدة أسبوعية ساخرة كان عنوانها "الهدهد" سرعان ما تم إيقافها واعتقال صاحبها والتحقيق معه ومنعه من إصدارها مرة أخرى. بدأت محاصرة السنوسي ومنعه من تقديم أعماله المسرحية الساخرة تدريجيا من منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، إلا أنه منع بشكل نهائي بعد حرب الخليج عام 1991 فأخذ يقدم عروضه المسرحية الساخرة خارج المغرب وتحديدا في معظم الدول الأوروبية على مسارح فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها. هدد بالإضراب عن الطعام عدة مرات للمطالبة برفع الحظر عنه وتعاطفت معه معظم أو كل منظمات حقوق الإنسان وحرية التعبير في أنحاء العالم وأصدرت بيانات مؤيدة ومناصرة له، لكنه لا زال ممنوعا. شارك في كل التظاهرات السياسية التي أقيمت في المغرب المؤيدة للحقوق العربية، ومن أشهر مسرحياته السياسية الساخرة "عرس الديب" و"رأس الخيط" و"التأشيرة والحقيبة" و"الوحلة" أو الورطة و"الماء في الرمال" و"المفاتيح" و"مسمار جحا" و"أبو رشوة" و"سهرة الأخبار". أما أحدث عروضه المسرحية الساخرة فربما أفلح معه الليلة، تحت التهديد والوعيد وتطبيق قرارات وزراء الإعلام العرب عليه وعلى أمثاله، في أن يقدمها لكم من خلال بلا حدود. طبعا إحنا قيدناك وكتفناك وأغلقنا فمك لأننا لا نأمن لسانك، ولأننا سنطبق ابتداء من هذه الحلقة القرارات على كل الضيوف، لن يسمح لأحد أن ينال من أي زعيم أو زوجته أو أولاده أو أحفاده أو أحفاد أحفاده أو أقاربه حتى الدرجة المائة.
أحمد السنوسي: (مقيدا ومكمما) مممممم.
أحمد منصور: لن يسمح. لن يسمح. لن يسمح لأي ضيف أن ينال من أي وزير أو حتى غفير يعمل في أي حكومة، فقط المسموح لك بأن تتناولهم بالنقد كما تشاء وأن تقول ما تريد عنهم هي هذه الشعوب المنكوبة.
أحمد السنوسي: (يشير بيديه: لا لا)
أحمد منصور: خلاص خليك متكتف. قلت إيه؟ موافق؟
أحمد السنوسي: (يشير برأسه: نعم)
أحمد منصور: أتكون مؤدب؟ لن تنال من أحد؟ شوف، إذا كنت ناوي تضحك علي، عارف العصاية ده كويس؟ أكلت بها علقة قبل كده.
أحمد السنوسي (من خلال الكمامة): ممم 1996.
أحمد منصور: سنة 1996.
أحمد السنوسي (من خلال الكمامة): مع المعطلين. جائزة.
أحمد منصور: هي جاهزة برضه. إذا رحت كده ولا كده العصاية أهه. جربت الكرابيج دي؟ إحنا بعد كده الضيوف حنأخذ معنا الأدوات دي معهم. الضيف يكون معنا عصاية ومعنا كرباج، إذا التزم وكان مؤدب وكويس OK، ما كانش، حنقص لسانه بالمقص ده، ونقدم لسانه قربانا للحكام والحكومات. كل الضيوف اللي لسانهم طويل حنقص لسانهم، إحنا ملتزمين بالقرارات.
أحمد السنوسي (من خلال الكمامة): قرارات الوزراء؟
أحمد منصور: وزراء الإعلام العرب. حتلتزم ولا نسيبك مربوط؟ شايف الرجالة اللي أنا جايبها دي، اللي كتفوك؟ دول كمان كل واحد معه شومة، كل واحد معه عصاية، إذا ما التزمتش حأسلطهم عليك. خلاص حتلتزم؟
أحمد السنوسي (من خلال الكمامة): مممم.
أحمد منصور: فكوه يا رجالة.
أحمد السنوسي: هؤلاء وزراء الإعلام العرب؟ هذا وزير الإعلام العربي؟
أحمد منصور (مقاطعا): بس! لا، دول أنا جايبهم من وزارة الداخلية، خبراء تعذيب.
أحمد منصور: لا، دول تبع وزراء الداخلية خبراء تعذيب. بس! لو خرجت كده ولا كده الحاجات جنبي أهه. قل لي رأيك إيه في القرارات العظيمة اللي اتخذها وزراء الإعلام العرب؟
أحمد السنوسي: أولا هؤلاء وزراء الإعدام العرب.
أحمد منصور: إيه؟
أحمد السنوسي: وزراء الإعدام العرب.
أحمد منصور: أنت حتبدأ؟
أحمد السنوسي: لا يعني أنا أريد أن أقول إنها جاءت في القافية، جاءت في القافية فقط، أنا لم أخرج عن الالتزام. فالوزراء أول مرة يأخذوا قرار، الحمد لله. اجتمعوا وأخذوا قرار، يعني هذا شيء جميل.
أحمد منصور: ممتاز.
أحمد السنوسي: يعني هم يبغوا يراقبونا يعني. التلفزات الأرضية كلها ممنوعة ومراقبة وتابعة للحاكم وناطقة باسمه، والآن.. يعني الدول الأخرى أقامت ديمقراطية وتكنولوجيا وبعثت رواد فضاء. وهم اليوم وزراء الإعلام العرب أولا في البلدان الديمقراطية ما فيش وزراء إعلام عرب، ما فيش وزارة إعلام.
أحمد منصور: ما هو ما فيش وزراء إعلام عرب! هناك ما فيش وزراء إعلام عرب، وزراء الإعلام العرب عندنا إحنا بس.
أحمد السنوسي: عندنا فقط.
أحمد منصور: ممكن نصدرهم عندهم؟
أحمد السنوسي: لا، لا يمكن تصديرهم، لأنه ما بقاش في وزارات، أولا. ثانيا يعني هذا فتح علمي كبير..
أحمد منصور(مقاطعا): اللي قاموا به طبعا.
أحمد السنوسي(متابعا): اللي قاموا به. بعثوا مراقبين وشرطة فضائية. لأنه من قبل كانت عندنا الشرطة القضائية، اليوم بفضل قرارات وزراء الإعدا... الإعلام، أصبحت عندنا شرطة فضائية مقابل الشرطة القضائية، وهذا إنجاز علمي سيشهد له التاريخ."بفضل قرارات وزراء الإعلام أصبحت لدينا شرطة فضائية مقابل الشرطة القضائية، وهذا إنجاز علمي سيشهد له التاريخ"
أحمد منصور(مقاطعا): وهذا إنجاز عظيم. أيوه كده، دائما تتكلم عن الإنجازات، تفضل.
أحمد السنوسي: إنجازات رائعة. ولا ننس أن هذه القرارات ديال وزراء الإعلام تم إمضاءها في جامعة الدول العربية، وهذا يعني ما ننساش نسوي هذه القضية أن هذه الجامعة التي مقبرة القرارات، جامعة الدول...
أحمد منصور (مقاطعا): إيه؟! إيه؟!
أحمد السنوسي (متابعا): لا، يعني جامعة الدول العربية أول مرة اجتمعوا فيها وزراء إعلام وأخذوا قرار. يعني هذا شيء..
أحمد منصور(مقاطعا): أيوه، تمدح بس. كل كلامك يبقى مديح وإنجازات.
أحمد السنوسي: لا أنا سأحاول يعني.. هو البرنامج الحمد لله مباشر. فهذه يعني الوزراء...
أحمد منصور(مقاطعا): الرجالة واقفة أنت عارف.
أحمد السنوسي(متابعا): لا أنا لا أقصد وزراء الإعلام العرب، وزراء الإعلام يعني اللي كانوا في الجامعة العربية. يعني الجامعة العربية ممكن تحمل اسم جديد وهو الجامعة المانعة، من الآن لا يمكن أن نسميها الجامعة العربية، هي ليست جامعة ولكن مانعة. إذاً..
أحمد منصور(مقاطعا): إيه هي النصائح التي، بصفتك يعني أنت خبير وكذا، إيه النصائح التي تقدمها لوزراء الإعلام العرب من أجل تطوير نشرات الأخبار، تطوير هذه الأشياء بالشكل، كما جاء في الوثيقة، بالشكل المهني العلمي الراقي، كذا؟
أحمد السنوسي: في الحقيقة أن استغربت أنهم يقولون بشكل مهني وعلمي وهم وزراء الإعلام كان يطبقوا هذا الشيء في التلفازات الأرضية الرسمية؟ هل فيها مثلا مهنية؟! هل فيها حرية تعبير؟!
أحمد منصور: طبعا.
أحمد السنوسي: طبعا؟! آه طبعا. لكن يا أخي..
أحمد منصور(مقاطعا): أنت شايف حاجة ثانية؟
أحمد السنوسي: أنا شايف أنه مثلا التلفازات الرسمية عندنا، عندنا التلفزة الرسمية مثلا هي الآن أصبحت وسيلة للتعذيب.
أحمد منصور: كيف؟
أحمد السنوسي: كيف، أنه مثلا يأخذوا واحد معتقل يعتقلوه ويعملوه في زنزانة ما فيهاش نوافذ ويعملوا فيها تلفزة رسمية، تلفزة رسمية يعني 24 ساعة هذا المعتقل يتفرج في البرامج الرسمية. وأنت تعرف مثلا البرامج الرسمية من نشرات الأخبار ويعني برامج كلها تمدح في الحاكم ولا أخبار ولا معلومات ولا معطيات، فهذا المعتقل يتفرج، بعد ساعات ينهار.
أحمد منصور: ينهار؟!
أحمد السنوسي: ينهار، لأنه تفرج 12 سنة في تلفزة رسمية عربية ينهار، ثم من بعد ذلك يعترف بالشيء اللي فعله والشيء اللي ما فعلوش. في واحد آخر كان يشوف مثلا...
أحمد منصور(مقاطعا): يعني التلفزيونات الرسمية وسائل للتعذيب أصبحت؟
أحمد السنوسي: وسائل للتعذيب النفسي والتعذيب الجسدي. أنت لما نحطك أنت والتلفزة الرسمية 24 سنة، يعني 24 ساعة تصبح 24 سنة، حتعترف بالشيء اللي اقترفه والشيء اللي ما اقترفته. في واحد يا أخي..
أحمد منصور(مقاطعا): طيب ماذا يفعلون حتى يطوروها؟
أحمد السنوسي: يطوروها مثلا، أنا أعتقد أنه جاء واحد من هدوك اللي اجتمعوا في المانعة العربية واقترح أنه مثلا الأخبار يوضعوا لها ألحان.
أحمد منصور: إزاي يعني؟
أحمد السنوسي: يلحنوا مثلا أخبار، لأنه في أخبار الآن الجمهور أصبح يهرب شوية للفضائيات والتلفزات الفضائية..
أحمد منصور(مقاطعا): كلها قتل وضرب وكذا، وانفجارات.
أحمد السنوسي(متابعا): يعني مثلا.. وانفجارات. لا يعني كلها تتكلم عن السلطة ومنجزات السلطة.
أحمد منصور: عندك نموذج؟
أحمد السنوسي: نموذج مثلا، أنا أعتقد أنه مثلا يجي واحد مذيع يعطوه لما يبغي يقول الأخبار.. علشان تكون في منوعات، أخبار منوعة.
أحمد منصور: يعمل إيه؟ إديلنا نموذج طيب.
أحمد السنوسي: نموذج مثلا.(مغنيا) الآن مع الخبر، مع الخبر، مع الخبر. جلالة الرئيس استقبل، استقبل جلالة الرئيس عدد من الوزراء في الجمهلكيات.
أحمد منصور: إيه؟!
أحمد منصور: إيه، إيه؟ مصطلح إيه ده؟ الجمهلكيات؟
أحمد السنوسي: الجمهلكيات يعني أصبحت عندنا اليوم جمهوريات وراثية.
أحمد منصور: وإيه المشكلة؟!
أحمد السنوسي: آه؟
أحمد منصور: إيه المشكلة؟ ما هي المشكلة في الجمهوريات الوراثية؟
أحمد السنوسي: المشكلة هو أن الملكيات ربما حننتخبها، تصبح ملكيات منتخبة وجمهوريات وراثية، يعني انقلبت الآية.
أحمد منصور: ما هي المشكلة في التوريث؟
أحمد السنوسي: المشكلة الجمهلكيات سيكون على رأسها جلالة الرئيس، جلالة الرئيس رئيس الجمهلكية، يعني وراثية.
أحمد منصور: ما هي المشكلة في التوريث؟
أحمد السنوسي: في التوريث؟ في التوريث واحد يموت يمكن أبناؤه يورثوا فلوس، يورثوا بيت، يورثوا سيارة، يورثوا العطالة، يورثوا الفقر. لكن يورث ملايين الدولارات ويورث شعب!
أحمد منصور: إيه المشكلة أنه يورث شعب؟!
أحمد السنوسي: كيف؟
أحمد منصور: واحد يورث شعب.
أحمد السنوسي: عجيب. يعني غريب أنه..
أحمد منصور(مقاطعا): آه طبعا، يعني حتى يتميز عن باقي الناس في الميراث.
أحمد السنوسي: تماما. يعني الآن عندنا جمهوريات وراثية، يعني الواحد يورث شعب يا أخي. تصور أن إنسان يورث مليارات الدولارات وملايين الناس، لكنه لأنهم يعتبرون...
أحمد منصور(مقاطعا): ده حسد بقى اللي أنت بتعمله ده؟
أحمد السنوسي: لا مش حسد، يعني هم يعتبرونا ملكهم، يعملوا فينا اللي يبغوا. هذه هي المشكلة.
أحمد منصور: طيب لا بد أن تخضع وتقر بفروض الطاعة والولاء وتسبح بحمد الرئيس والزعيم كل يوم حتى يتم الرضاء عنك يعني.
أحمد السنوسي: يا أخي مشكلتنا اليوم، المشكلة ديالنا هو هذا يا أخي. يا أخي مشكلتنا هي هذا.
أحمد منصور: إيش هذا؟ الكرسي؟
أحمد السنوسي: هذا هو الكرسي، هذا مشكلتنا.
أحمد منصور: ما أنت قاعد على كرسي أهه؟!
أحمد السنوسي: هذا كرسي يا أخي أنا ممكن نخليه، من بعد ساعة نخليه. هذا من بعد خمسين سنة ما يخليش. مشكلتنا هي الكرسي.
أحمد منصور: هو حيعمل إيه الكرسي لازق فيه، الكرسي هو لازق فيه ما يقدرش، كل ما يجي يسيب الكرسي الكرسي يناديه.
أحمد السنوسي: يا أخي إحنا حكامنا يقعون في حب من أول وهلة مع الكرسي. وتعرف أنه الآن في مرض خطير...
أحمد منصور(مقاطعا): اسمه غرام الكراسي؟
أحمد السنوسي (متابعا): غرام الكراسي ومقابله يعني علميا الكرسي تيتي.
أحمد منصور: إيه الكرسي تيتي؟
أحمد السنوسي: الكرسي تيتي بالمغربية يعني مرض واحد فيه مرض دائما جالس على الكرسي. لأن في مثلا مستبدين، في حكام ديالنا اليوم هو لما يموت يخلي وصية يدفنوا معه الكرسي دياله. لأنه لا يمكن أنه هو لما يجلس واحد على الكرسي خمسين سنة أصبح بيناتهم علاقة ود وغرام، ويعني لا يمكن، وتصبح اللغة خشبية لأن دماء الحاكم تدخل في الخشب والخشب يدخل في دماء الحاكم، ولهذا تبقى اللغة خشبية ولا يمكن أن يفارق الكرسي.
أحمد منصور: ما العلاج طيب إذاً؟
أحمد السنوسي: العلاج يا أخي هو أننا نخصره الكرسي..
أحمد منصور: نعمل إيه بالكرسي؟
أحمد السنوسي: يجب أن نأخذ الكرسي بالقوة من الحاكم لأنه ما بيناتهم فراق. فالمشكل هو المشكل الكرسي عندنا. فكما قلت لك مثلا إذا شفت في الانتخابات...
أحمد منصور(مقاطعا): الشعوب راضية والشعوب مبسوطة والشعوب سعيدة بهذا. وبعدين أيضا تنشأ علاقة بين الحاكم وشعبه، الشعب لا يعرف كيف سيعيش دون هذا الحاكم الذي بقي يحكمه ثلاثين أو أربعين أو خمسين عاما، هو أيضا لا يعرف من القادم ربما القادم أسوأ من الموجود واللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش.
أحمد السنوسي: تماما، لأنه فعلا، فإحنا...
أحمد منصور(مقاطعا): الشعوب مبسوطة وسعيدة.
أحمد السنوسي: الشعوب فرحانة، هم يأخذونا كفئران تجارب وإحنا قابلين. معك حق، معك حق يعني.
أحمد منصور: أنت الآن بالنسبة للتلفزيونات وتطوير نشرات الأخبار بالشكل الذي تحدثت عنه، كان لك مسرحية شهيرة حول نشرات الأخبار. ما المقترحات والأشياء التي قدمتها؟
أحمد السنوسي: المقترحات يعني أنا في نظري لما تشوف مثلا تلفزيوناتنا، تلفزيون، مثلا فيه واحد مرة كان بعد اجتماع وزراء الإعلام العرب في الجامعة العربية علشان يبعثوا رقباء الفضاء ويراقبوا الفضاء، هم يعني الآن يراقبون ما يجري على الأرض وفي البحار والآن يراقبون حتى الفضاء، هامش بسيط تفتح في بعض الفضائيات يريدون قتل هذا الهامش، فالآن هم شافوا كلهم هربوا عليهم، الناس لا ترى التلفزيون، في واحد كان يشوف واحد البرنامج في التلفزيون ويعني هو غير القناة فخرج له واحد مدجج بالسلاح من الشاشة، من بعد اجتماع وزراء الإعلام خرج من الشاشة وقال له ارجع شوف خطاب جلالة الرئيس. وكله مدجج بالسلاح، وقال له مرة أخرى أنت تذهب لقناة أخرى حأخرج لك من الشاشة. ولهذا هم لاحظوا في اجتماعاتهم أن الناس تهرب منهم ولا أحد أصبح يشاهد هذه التلفزيونات، وقاموا بهذه الفكرة لتلحين الأخبار. وشوف مثلا في واحد زعيم أو...
أحمد منصور (مقاطعا): عندك نموذج آخر؟
أحمد السنوسي (متابعا): نموذج واحد مثلا راح في جولة في أميركا اللاتينية، وحتى بعض المذيعين يا أخي يقولون كلام يا أخي قديم جدا.
أحمد منصور: الآن؟
أحمد السنوسي: الآن. في واحد مثلا حاكم يخرج يجي لعنده واحد يقول، تعرف هذه: بزغ العلا وسطعت الأنوار وهكذا، هكذا إنه موكب النصر، سطعت الأنوار وهطلت الأمطار وعم الخير. يعني هذا خطاب متجاوز يا أخي. مرة واحد زعيم إجا إلى أميركا اللاتينية وبدأ واحد مذيع يعني نسي حاله اعتقد أنه لا زال في البلد، وابتدأ يقول: وهكذا خرجت جموع البيرو خرجت قبائل الهنود الحمر يا مولاي كلها ولاء وإخلاص. فكان في مشكل خطير دبلوماسي وجاء البوليس اللي كانوا مع الزعيم وقالوا لذاك المذيع لماذا تقول هذا الكلام؟ فيعني تلفزيوناتنا الآن هي تلفزيونات تمدح في الحاكم. وأنا...
أحمد منصور(مقاطعا): هل تصورت كيف أدار وزراء الإعلام العرب الاجتماع؟ كيف كانوا يتكلمون مع بعض؟ كيف المقترحات؟
أحمد السنوسي: يعني في واحد من المقترحات، واحد بالنسبة للزعماء العرب تكلموا عن الانتخابات، عن الديمقراطية، وقالوا على أننا نريد أن نراقب ما يقال لأنه مثلا يجب مراقبة هذه الفضائيات ويجب منعها علشان الناس تشوف هذه التلفزيونات الرسمية. تعرف كيف تمشي عندنا إحنا العملية ديال الانتخابات مثلا. هم في التلفزيون. لكن نقول لك مثلا الآن في البرلمان عندنا هنا سمعت أنا أخيرا واحد قال لهم يجب خصخصة أو خوصصة البرلمان.
أحمد منصور: البرلمان؟
أحمد السنوسي: البرلمان.
أحمد منصور: كيف يعني؟
أحمد السنوسي: كيف يعني؟ لأنه قال لهم دخلوه للبورصة وهذه بورصة ذهبية لتجار الانتخابات. واحد قال لهم أنه مثلا في بيع وشراء، تعرف الأصوات توصل لأثمان يعني خيالية، وفي يعني بيع وشراء في الذمم، بيع وشراء في الإرادة الشعبية. ما فيش عندنا انتخابات.
أحمد منصور: طالما جبت موضوع أميركا الجنوبية لو جلس الزعماء العرب، أقصد زعماء أميركا الجنوبية يتحدثون فيما بينهم في هذه الشعوب التي تعمل مشاكل وكيفية التعامل مع هذه الشعوب، تذكر كيف يقول هذا الرئيس وكيف يرد عليه هذا؟ بعض المقترحات كده؟
أحمد السنوسي: لا أنا مثلا كما قلت لك المقترحات بالنسبة لنا إحنا هو مثلا، أنا نكمل لك العملية الانتخابية عندنا مثلا قديما يا أخي كانت عندنا انتخابات، يجب يا سي أحمد نقول الحقيقة.
أحمد منصور: تفضل.
أحمد السنوسي: انتخابات كانت فعلا، كانت انتخابات بعيدة عن النزاهة وبعيدة عن الوضوح..
أحمد منصور(مقاطعا): ده زمان زمان.
أحمد السنوسي(متابعا): زمان. الإنسان ضروري يقول الحقيقة ولو تكون ضد نفسه.
أحمد منصور: الآن.
أحمد السنوسي: فعلا عندنا هنا كانت عندنا انتخابات غير ديمقراطية وبعيدة عن النزاهة، ولكن اليوم على الأقل في تطور.
أحمد منصور: ما شكل هذا؟
أحمد السنوسي: في تطور كبير يعني فيه فالانتخابات اليوم تزور عندنا بطريقة نزيهة وشفافة، عندنا انتخابات...
أحمد منصور(مقاطعا): تزور بطريقة نزيهة؟
أحمد السنوسي (متابعا): بطريقة نزيهة على الأقل. يعني الانتخابات عندنا مزورة بطريقة نزيهة، ولهذا في تطور حصل تطور بالنسبة حتى للتزوير، حتى للتكنولوجيا. بالنسبة للتكنولوجيا يجيبوا مثلا كمبيوتر ويستعملوه في الانتخابات، يغيروا له قطع الغيار ويخضعوه يكيفوه للخصوصية المحلية يصبح هذا الكمبيوتر بنفسه يزور الانتخابات، يدخل معهم في اللعبة، يصبح يعني كمبيوتر غير ديمقراطي. يعني هم بكل صراحة مثلا..
أحمد منصور(مقاطعا): في تطور هائل يعني.
أحمد السنوسي: في تطور تكنولوجي ممتاز وفي يعني تطور حتى في العملية بتاع الانتخابات.
أحمد منصور: الآن نشرات الأخبار سيتم تطويرها؟
أحمد السنوسي: نشرات الأخبار يعني خلي تكون فيه ملحنة، يكون المذيع مثلا عنده صوت ويكون مثلا عنده يعمل مثلا، مذيع يعطوه مثلا يقول مثلا (مغنيا): استقبل الرئيس، مثلا استقبالة الرئيس أو جلالة الرئيس كيفما شئت، مثلا تكون معه مذيعة أو مذيع يكون في بعض المرات رقصات ديمقراطية.
أحمد منصور: اعمل لنا نموذج يعني.
أحمد السنوسي: رقصات ديمقراطية مثلا،(مغنيا): هطلت أمطار الخير والنماء، النماء.. مثلا تكون في رقصات ترفيهية وإبداعية، تكون فيه نغمات ديمقراطية علشان الناس تشوف الأخبار.
أحمد منصور: إيه النغمات الديمقراطية ده؟
أحمد السنوسي: النغمات الديمقراطية هي مثلا، زي ما قلت النغمات الديمقراطية،(مغنيا): اجتمع وزراء الإعلام العرب. نغمة ديمقراطية بالنسبة للرقابة على الفضاء هذا إنجاز علمي كما قلت لك. يعني الآن تكون في أخبار ملحنة ويطوروا الأشياء ويعني أنا أعتقد أننا نشوف الطريق الصحيح.
أحمد منصور: ما، في رأيك أنت، أهم الإنجازات القمعية التي نجحت الأنظمة العربية في القيام بها خلال الفترة الماضية؟ الإنجازات القمعية العظيمة؟
أحمد السنوسي: الإنجازات القمعية العظيمة هو أنه يعني أولا الجمهوريات الوراثية. فالآن أي واحد مثلا يورث شعب لابنه أو لصهره أو ابن ابنه، يعني كل هذه الناس، الثورة وهذه.. الآن أصبحت ثورة حتى النصر وكل هذا أصبحت ثروة حتى النصر، يعني المهم هو الثروة. فكما قلت لك أنت لما تتكلم في هذا البرنامج أنت تطرح علي الأسئلة في هذا البرنامج بلا حدود، فالإمبريالية هي الي دائما تهجم علينا ولكن الآن أنت يا سي أحمد منصور عندك هذا البرنامج بلا حدود يجب أن تعمل له حدود، إحنا لا يمكن أن يبقى برنامج اسمه بلا حدود، كل حاجة يعني كل تعبير إحنا حكام.. حكامنا يعني في واحد يقول دائما يشوف يعني إسرائيل، أنت تظن الآن هم عجزوا عن مراقبة الأقمار الصناعية بتاع إسرائيل اللي تراقب حركاتهم وسكناتهم كحكام وكجيوش، ما لقونا إلا إحنا الحائط القصير قالوا إيش نعمل ما نعمل، يعني نراقب شوية الهامش بتاع الفضائيات علشان نرجعهم الأرض وما يقولوش الناس أنهم دخلوا في مرحلة بتاع حرية التعبير. يعني تشوف واحد مثلا في أرض الكنانة مثلا يقول، في مشاكل كبيرة..."الإنجازات القمعية التي نجحت الأنظمة العربية في القيام بها أولها الجهوريات الوراثية والعرب عجزوا عن مراقبة الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل التي تراقب حركاتهم وسكناتهم حكاما وجيوشا لذلك راقبوا فضائياتنا"
أحمد منصور(مقاطعا): من دون ما تجيب أي أسامي أي رئيس؟
أحمد السنوسي: لا ما قولش رئيس! أنا لم أقل رئيس!
أحمد منصور(مقاطعا): ممنوع تجيب أي أسماء، لا رئيس ولا زعيم ولا ملك ولا وزير ولا غفير.
أحمد السنوسي: أنا لم أقل شيء، أنا قلت لك واحد زعيم.
أحمد منصور: لا ما تقولش زعيم.
أحمد السنوسي: والزعماء كلهم عندهم قلت لك مرض الكرسي.
أحمد منصور: من أميركا الجنوبية، قول.
أحمد السنوسي: أميركا الجنوبية. كان واحد يقول والله طز في أميركا طز في أميركا والآن يقول طز في أميركا اللاتينية يا أخي. يعني الإنجازات أنه الآن مصيرنا كله عند واحد، فالزعيم عندنا أو السلطة عندنا تريد أن تحلم باسمنا وتعبر باسمنا ويعني كل الأشياء هي تعبر في مكاننا إحنا.
أحمد منصور: إيه العلاقة بين الاستبداد والسخرية؟
أحمد السنوسي: أولا السخرية..
أحمد منصور: السياسية يعني.
أحمد السنوسي: السياسية. هناك من يرى القيمة الاجتماعية للسخرية وهناك من يرى السخرية، يعني السخرية أو الساخر ليس سياسيا بمعنى الاحتراف يعني، هو مش الساخر ليس سياسيا محترفا.
أحمد منصور: موجهة لمن السخرية السياسية؟
أحمد السنوسي: للطاغية. الآن مثلا إذا كان لحظات شعب قام بثورة وكان في تقدم..
أحمد منصور (مقاطعا): طيب إذا إحنا عندنا ديمقراطية وكذا، يبقى المفروض ما يبقاش عندنا سخرية سياسية. يعني الطغاة موجودين في أوروبا في أميركا في الدول وعندهم برامج سياسية بتنتقدهم، لكن إحنا ما عندناش دكتاتورية وطغاة!
أحمد السنوسي: يا أخي أنا لا أستطيع انتقاد بوش في بلداننا، أنا لا أريد، أنا لا أقول لك أنني حأنتقد حاكم عربي أو.. أنا لا أستطيع اليوم انتقاد بوش.
أحمد منصور: لا تستطيع.
أحمد السنوسي: مثلا في عندنا حكام يذكرون اسم بوش أكثر من ذكر الله. يعني عندنا حكام اليوم.. أنا كنت عندي تجربة، في بعض البلدان، أنت قلت لي ما نقول أسماءهم، لم أستطع انتقاد بوش مثلا أو ساركوزي، يقول لك الله يخليك. هم الآن ليس فقط يتكلموا على أنفسهم، ربما أنهم ما عندهم قرار يتكلموا على جورج بوش، مع أنه الآن عندنا بعض الحكام أصبحت قبلتهم هي البيت الأبيض، وعوض ذكر باسم الله يقولون بوشم الله، شفت فينا وصلنا يا سي أحمد؟! شفت المصيبة فين وصلنا؟! لكن السخرية هي تنتقد مثل هؤلاء، إذا كان زمن الرخاء السخرية تكون ترفيه وإذا كان مثلا زمن الطغاة والاستبداد السخرية هي توجه سهامها إلى الهالة المزيفة الظالمة التي يضعها الحاكم أو المستبد على رأسه.
أحمد منصور: وهل المستبد يمكن أن يقبل هذا؟
أحمد السنوسي: يعني وكيف إحنا نقبل استبداده؟! إن المستبد اليوم هو يتعجب كيف الشعب صابر له. المستبد لما يكون في خلوة يقول يعني كيف هذا الشعب ساكت، وهو يعرف أنه ظالم هذا الشعب ويستغرب لكون هذا الشعب ساكت؟ ولهذا السخرية يا سي أحمد هي موجهة لهذه الهالة المصطنعة المزيفة التي يضعها المستبد على رأسه، نحن كساخرين نريد فضح هذه الفزاعات التي تخيف الطيور.
أحمد منصور: أنت خايف تفضح؟
أحمد السنوسي: كيف أنا خايف؟ أولا في نوعين من الخوف، في الخوف الوهمي والخوف الحقيقي.
أحمد منصور: أنت خايف، الخوف مالئ وجهك.
أحمد السنوسي: يعني أنا خايف ما نفضحهاش.
أحمد منصور: منذ 18 عام وأنت ممنوع من أن تقدم عروضك المسرحية هنا في المغرب، ممنوع من الظهور في وسائل الإعلام الرسمية، لماذا لا تعلن توبتك الآن وتبوس القدم وتبدي الندم على غلطتك، ويعني الأمور تتصلح وتمشي. اسمح لي كده أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير. نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذه الحلقة عن السخرية السياسية مع الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي، فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود. في هذه الحلقة التي أقدمها لكم من العاصمة المغربية الرباط مع الفنان الساخر أحمد السنوسي حول السخرية السياسية في ظل القرارات التي أصدرها وزراء الإعلام العرب عن وثيقة الفضائيات، إيه ده؟
أحمد السنوسي: هذا تضامن مع المبدعين والمفكرين والصحفيين والشعوب من أجل الدفاع عن حرية التعبير، من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان.
أحمد منصور: يعني أنت كل يوم تأكل علقة في المظاهرات، احك لنا حكاية العصاية دي.
أحمد السنوسي: العصاية دي كنت في تظاهرة تضامنا مع حملة الشهادة المعطلين في سنة 1996 هنا في الرباط أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل، وكان في قوات تدخل سريع، يعني الأمر يتعلق بالسرعة عندما يريدون ضربنا لكن لما يكون في إسعاف أو حاجة في صالحنا ما يكون سريع، فجاؤوا قوات التدخل واستعملوا العنف وضربوني على الرأس بهذه، هذه يعني أخذوها..
أحمد منصور(مقاطعا): دي اللي يأكل الخبطة بها يروح فيها.
أحمد السنوسي: هم صابغينها بالأحمر علشان ما تظهرش دماء، هذه يعني عصا حقيقية لأن الطلبة أخذوها وحملة الشهادة المعطلين وأعطوني إياها هدية..
أحمد منصور(مقاطعا): اختطفوها من الشرطة وأعطوها هدية لك لأنها وسام لك.
أحمد السنوسي: معلوم وسام من طرف المعطلين، وكنت يعني حأروح في داهية وسأفقد حياتي، كنت في المستشفى ولكن لما صحيت لقيت أن فنانين في بلدان أخرى تأخذ أوسكار أو سيزار أو جوائز مثلا، فهذا المقص وهذه العصا هي الجوائز اللي نأخذها نحن اليوم، هذا الأوسكار يعني.
أحمد منصور: أنت ممنوع من 18 سنة من أن تقدم عروضك المسرحية أو أن تظهر في أي وسيلة إعلامية هنا، لماذا لا تعمل مصالحة، يعني تشوف الجماعة عايزين إيه وتمشي حالك؟
أحمد السنوسي: يعني هم في الحقيقة لما منعوا 18 سنة كانوا ينتظرون مني أن أغير طريقة العمل، ويعني الهدف من المنع هو الترويض وهو الاحتواء.
أحمد منصور: مسرحياتك الساخرة هذه زي "عرسة ذئب"، "مولانا بو رشوة"، هذه الأشياء كلها كانت فيها اسقاطات قوية على ناس متنفذين في الدولة، فأيضا أنت أوجعت الآخرين بهذه الأعمال.
أحمد السنوسي: أنا سمعت أنهم الآن بصدد إنشاء كتابة الدولة في الرشوة، لأن الرشوة هي أحسن حاجة بالنسبة للاستثمارات وبالنسبة للاقتصاد وبالنسبة لكله، وحتى في بلداننا كلها الرشوة هي الحاجة اللي ماشية يعني..
أحمد منصور(مقاطعا): هيعملوا لها نظام ومؤسسة؟
أحمد السنوسي: مؤسسة تضبطها.
أحمد منصور: مولانا أبو رشوة أخباره إيه؟
أحمد السنوسي: مولانا أبو رشوة هو الولي الصالح بتاع أصحاب الرشوة، هدول الناس اللي يخدموا الرشوة، مولانا أبو رشوة يا مولاي بو رشوة إلخ، فكل هذا يمشوا يزوروه كل سنة بالهدايا والعطاءات والذهب، هذا لضريح مولاي بو رشوة. وفي الغرب كانت البرجوازية ساهمت في الثورة وتغيير الأشياء وساهمت في إحقاق الديمقراطية ولكن هذه البرجوازية عندها جذور، وكذلك البرشوازية التي جاءت من مولاي بو رشوة، يعني البرشوازية من الرشوة، البرشوازية عندها جذور أيضا..
أحمد منصور(مقاطعا): مش مولانا بورش يعني؟
أحمد السنوسي: عندها جذور هذه البرشوازية وتنقسم إلى ثلاثة أقسام، البرشوازية الكبرى وتتعلق بالصفقات الكبرى، يعني صفقات غليظة وسمينة وكبيرة، زي ما تقولوا أنتم برشوازية القطط السمان..
أحمد منصور(مقاطعا): الحيتان.
أحمد السنوسي: الحيتان الكبيرة، القروش. الثانية، البرشوازية المتوسطة وهذه يعني الناس المسؤولين اللي يكونوا مهمين ولكن متوسطين، يتوسطون ما بين الصفقات الكبرى والصفقات المتوسطة. الثالثة، هي البرشوازية الصغرى وهي عندها علاقة بالسخرة، هذه في الإدارات وبالنسبة لبطاقات التعريف وبالنسبة إذا بغيت جواز سفر أو بغيت أوراق أو بغيت تبني حاجة بناء عشوائي يعني البرشوازية الصغرى. ونحن عندنا مثلا فيما يتعلق بالحيتان كما قلت نحن عندنا الآن شباب يروحوا لأوروبا، أنت تتذكر طارق بن زياد لما راحوا باش يفتحوا الأندلس، والأندلس يعني فتحوها وعملوا فيها حضارة مشان موسى بن نصير وطارق بن زياد..
أحمد منصور(مقاطعا): حتى لا تفرط في شرح كثير جدا إديني إجابة مباشرة.
أحمد السنوسي: وقال طارق بن زياد في ذلك الوقت "البحر من ورائكم والعدو من أمامكم"، واليوم شباب يذهبون إلى شواطئ إسبانيا ويقولون: الظلم من ورائكم والعنصرية من أمامكم فليس لكم والله إلا الغرق أو الموت، الاثنين.
أحمد منصور: معايا الفنان محمد صبحي من مصر، أستاذ محمد مرحبا بك.
محمد صبحي: أولا أنا مش محمد صبحي.
أحمد منصور: أمال أنت مين يا بيه؟
محمد صبحي: أنا رئيس لجنة وزراء الإعلام العرب.
أحمد منصور: أهلا يا سعادة الباشا، والله يا باشا نحن آسفين.
محمد صبحي: يا أستاذ أحمد أنت مش عامل حلقة، أنت بدأت تمثل وده يخرق وثيقة الإعلام.
أحمد منصور: إزاي يا باشا؟
محمد صبحي: لأنه ممنوع في الوثيقة أن مذيع يمثل والممثل يبقى مذيع.
أحمد منصور: والله يا بيه أنا بريء.
محمد صبحي: لا أنت متهم، ومتهم بأنك بتضحك وبتضحك اللي قدامك. وبعدين أنت ارتكبت جريمة كبرى في حق الوطن العربي كله أنك أخرجت هذا الممثل من 18 سنة علشان يطل علينا..
أحمد منصور(مقاطعا): أنا جايبه أعذبه.
محمد صبحي: أحمد السنوسي الضيف العزيز أنا بأرحب به، وسعيد جدا بهذه الحلقة الفنية. ده هو اللي حيعذبك يا أحمد وحيعذبنا كلنا.
أحمد السنوسي: يعني هو الآن يتقمص، أنا نخاف عليه تبقى عنده هذه الشخصية حتى بعد نهاية الحلقة.
محمد صبحي: والله أنا سعيد يا أستاذ أحمد السنوسي، سعيد بمواقفك وسعيد بصوتك وفنك. وأنا عارف معاناة الفنان عندما يكون في منطقة الظلمة المفتعلة هو يكون مضيئا ومنارة إشعاع أيضا، أنا سعيد جدا بالحلقة. بس أنا عايز أقول، إحنا ليه زعلانين؟ يعني إش معنى إحنا زعلانين من وثيقة إعلام العرب؟ ما هوّ العرب اتفقوا على حاجات كثيرة ما اتعملتش، ما تخافوش هي مش حتتعمل. أنا كنت أتمنى بس في الوثيقة دي البند الخاص بعدم التعرض للرموز عايزين نقول بحقيقي إن هناك بعض التجاوزات لأي رموز بصرف النظر عن تقييمها، هم بس فات الوزراء العرب أنهم يحطوا لنا مقاييس ومعايير لهذه الرموز، مين يقول رمز؟ طيب ما هو كل واحد ممكن يدافع عن نفسه بأنه رمز. ولكن فاتهم كمان.. أنا كنت معتقد يا أستاذ أحمد أن وزراء الإعلام العرب اجتمعوا علشان يخرجوا وثيقة عدم التعرض للرموز الكبرى، رمز الإسلام نبينا محمد عليه السلام، لم يهتموا بأن لا يتعرض أحد لرمز كبير زي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن اهتموا بالرموز وأعتقد أنهم يقصدون الشخصيات الهامة والشخصيات المهمة والكبيرة التي تعلو على نبينا صلى الله عليه وسلم. هل هذا كفر بالإعلام؟ أم هذا ماذا؟ ما علينا. أنا بأقول إن الإعلام لن يستطيع.. هذه الحرب بالمناسبة حرب قنوات يا أستاذ أحمد وحرب فضائيات وحرب برامج وأنا كنت أعتقد أن وزراء الإعلام العرب عندهم قضايا كثيرة جدا للأسف، كان ممكن يبهرونا ويخلوا أعناقنا تطول السماء، أنهم يتكلموا فيها. طيب القنوات، في قنوات كثيرة نحن نعلم في الفضائيات، قنوات مسفّة ومبتذلة وبتكسر قيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا وهذه الفضائيات، في العام، تقدم كل ما هو غث الذي يثبت أننا لسنا إرهابيين، إنها تقدم الخلاعة والعري علشان يبان أننا إحنا مش متدينين ومش متطرفين وإحنا مش إرهابيين، تنازلنا في إعلامنا علشان نقدم هذه الصور. وأنا بتكلم على الإطلاق في كل الدول العربية بلا استثناء هناك كل ما هو مهين كصورة وصوت وسمع، يا صديقي هناك فنان عظيم منع في الثمانينات والتسعينات من الظهور في التلفزيون والإذاعة لأنه مطرب سيء يقدم أغاني تافهة، تصور هذا المطرب كان يقدم ما هو عظيم بالنسبة لما يقاس اليوم. يا صديقي، الكليب، يعني كم يتكلف الكليب؟ الكليب بيكلف الملايين النهارده أكثر من الأفلام. ما فيش وزير إعلام اقترح أن يكون في كليب يرد على الاتهامات والصور المسيئة للإسلام ولنبينا.
أحمد منصور: طيب إيه الحل يا أستاذ محمد؟ أنا لم يعد لدي الكثير من الوقت.
أحمد منصور(مقاطعا): كيف تنظر لمستقبل السخرية السياسية في هذا الإطار؟
محمد صبحي: لن تنتهي السخرية. إحنا شعوبنا تجري في دمائها السخرية، إذا ما لقيناش حد نسخر منه حنسخر من أنفسنا، ما نقدرش نبطل سخرية. ولكن أنا أقول إن هذه القرارات ما تخوفناش قوي، بس عايز أقول حاجة علشان إحقاق للحق، ما فيش حاجة اسمها حرية مطلقة، على الساخر أيضا أن يفكر بعقله وبوجدانه وبمحيط مجتمعه، هناك حدود للسخرية. أعتقد الأستاذ أحمد حيتفق معايا، في حدود رقابة على أنفسنا أن لا نتجاوز، علشان ما نسيبش.. إنما إحنا عندنا ذكاء، الساخر ده ذكي جدا أنه يغمز ويلمز، وبالمناسبة هم ما بيفهموش، أغمز وألمز زي ما أنت عايز والله ما بيفهموش، إنما لما تبقى واضح ساعات بيفهموا..
أحمد منصور(مقاطعا): هم مين دول بالضبط اللي ما بيفهموش؟
محمد صبحي: يعني اللي خايف من السخرية ما بيفهمهاش، بس يا أحمد والنبي علشان برنامجك يكمل.
أحمد منصور: بقول لك إيه، شكلك أنت وأحمد السنوسي شكلكم أنتم الاثنين.. حاترفد أنا النهارده وأقعد جنبكم أغني ظلموه.
محمد صبحي: حآخذ 18 سنة زيه ونعمل فرقة. لا أنت فاكر في البرنامج، علشان مش عايز آخذ وقت الأستاذ أحمد، لما استضفتني وطرحت علي سؤال قلت لي، لو جامعة الدول العربية اتفقت أنها تعمل مسلسل واحد يشترك فيه العرب. قلت لك المشكلة عندنا في عيوب العقل العربي، هي اللي مدمرانا، تخيل معي لو هناك فيروس يحمل جين عربي، اللي يستنشقه يتحول إلى عربي بتفكيره! تعرف لو الفيروس ده انتشر في أميركا، حيتحولوا إلى عرب وثاني يوم حتسمع أنهم بقوا 52 دولة، حينفصلوا..
أحمد منصور(مقاطعا): وحيزورا الانتخابات وحالتهم تبقى ممتازة.
محمد صبحي: وما فيش حاجة اسمها انتخابات، واللي يحكم ما فيش مدة ومدتين، طول ما هو عايش حيحكم، هذا هو العقل العربي علينا أن نحترمه لأننا عشناه ونعيشه.
أحمد منصور: أشكرك شكرا جزيلا يا أستاذ محمد. اتفضل.
أحمد السنوسي: يعني الفنان محمد صبحي هو أيضا ساخر، أعتبره ساخر وفنان، أنا أيضا بالنسبة لبعض مسلسلات ..
أحمد منصور(مقاطعا): أنت كيف تنظر لمستقبل السخرية؟
أحمد السنوسي: يعني كيف أنظر لمستقبل شعوبنا؟ كيف أنظر لمستقبل الحرية؟ مستقبل السخرية، يعني كما قلت لك هي السخرية تتحول في حالة.. أنا عندما أسمع دائما أننا نمر بوضع دقيق، منذ أن فتحنا عيوننا في هذا العالم وحكامنا يقولون لنا، الظروف عصيبة وأننا نمر في وضع دقيق. والناس بحاجة إلى دقيق! يعني محمد صبحي لما عمل مسلسل وانتقد مثلا الصهيونية، غريب، هوليود كلها عملت أفلام كلها تنتقد الإسلام، انتقدت اليابانيين انتقدت الألمان انتقدت الصينيين واليوم الموضة هي انتقاد المسلمين والعرب، بعنصرية مش بإبداع. ولهذا بوش مثلا أخيرا لما ضرب العراق قال كان في أسلحة دمار شامل، والكل يعرف ما في شيء، حوّل العراق كله إلى ساحة حمراء ووضع جنوده وأهله وأصدقاءه من العراقيين الأميركيين في الساحة الخضراء. واليوم يريد ضرب إيران، بتعرف ليش؟ قال لهم هذه إيرانيوم، وسبب الهجوم عليها هو مشكلتها في اسمها، وإيرانيوم اسمها إيرانيوم لأنه حيكون في إشعاع في المنطقة بتاع الإيرانيوم. وإيران اليوم هي مستهدفة من أميركا ومن بعض المسلمين لأن كوندليزا رايس قالت لهم انتهى أمر العراق، لبنان، من بعد لبنان العراق. ونحن كساخرين.. فالسخرية كما قلت لك تكون في صالح الشعب وليس ضد المستضعفين، أنا ضد السخرية التي تضحك من العاهات ومن الفقراء ومن المستضعفين. والسخرية هي طائر يكره الأقفاص، السخرية لا تستسلم ولكنها تتحدى، تتحدى الطاغية. وكما قال صبحي نحن نريد أن نقدم أعمالا فنية، ونحن الآن في برنامج تلفزيوني حواري .."السخرية طائر يكره الأقفاص يتحدى الطاغية، ويكون في صالح الشعب وليس ضد المستضعفين، وأنا ضد السخرية التي تضحك من العاهات ومن الفقراء ومن المستضعفين"
أحمد منصور(مقاطعا): آخر شيء آخر جملة، قل لي آخر جملة.
أحمد السنوسي: آخر جملة، مثلا، لاحظنا أن في صحفي، المرابط، ممنوع عشر سنين لا يكتب..
أحمد منصور(مقاطعا): علي المرابط ممنوع عشر سنين، أنت ممنوع 18 سنة..
أحمد السنوسي (متابعا): أنا تجربتي مع الصديق حسين بن ياسين بزوزو باز كانت مرحلة أعتز بها وأعتز بهذه التجربة الجديدة وأنا سأستمر من خلال السخرية والفن في مواجهة الطاغية.
أحمد منصور: شكرا جزيلا لك أحمد السنوسي، بزيز. كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم آملين أن نكون قد قدمنا لكم نموذجا ساخرا لكيفية التعامل مع بعض الأشياء السياسية. في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من الرباط ومن الدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من العاصمة المغربية الرباط، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق