الاثنين، 20 أبريل 2020

تجديد الدماء.. ومرحلة ( مابعد الوباء)..!

تجديد الدماء.. ومرحلة ( مابعد الوباء)..!


**.. اشتهر التجديد القدري للدين في بدايات القرن الهجري الحالي بوصف ( الصحوة الإسلامية).. ومع أنه " لامشاحة في الاصلاح "؛ فإن مصطلح (التجديد) يظل هو الأضبط والأبقى والأنقى..لأنه مستمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ) رواه أبو داود(٤٢٩١) وصححه الألباني في السلسلة( ٥٩٩)
**.. في تصوري ؛ أن صحوة تجديد الدين في عصرنا ؛ انبعثت على موجات، وكان لكل موجة منها ظرفها ورجالها وطبيعتها..ومسار آثارها.. ومحيط تأثيرها..
فالموجة الأولى كانت في أواخر القرن الهجري الرابع عشر، المتوافق مع بداية الربع الأخير من القرن العشرين ، وخاصة في السبعينيات الميلادية، وكان روادها هم أصحاب الفكر، كالمودودي، والندوي وإقبال والبنا وسيد قطب ومحمد قطب وغيرهم من الرواد في العالم الإسلامي..
**.. والموجة الثانية انطلقت في العشرية الأولى من القرن الهجري الخامس عشر، الموافقة للثمانينيات الميلادية، وكان الغالب عليها الطابع الدعوي، الذي راح أعلامه من الدعاة ينزلون بالجماهير من تنظيرات الفكر النخبوي الى ساحات التفعيل الجماهيري الواقعي ..
** .. والموجة الثالثة؛ جاءت في العشرية الهجرية الثانية ومابعدها، وكانت موافقة للتسعينيات الميلادية ومابعدها، وكان الغالب عليها طابع التنقيح العلمي والتأطير الحركي، حيث انتعشت التأصيلات العلمية لكثير من التنظيرات الحركية، وانتقلت الحركات فيها بتجاربها من الفكري والدعوي .. إلى التطبيقي والعملي، فتحولت العديد من الحركات إلى دول أو كيانات ، بعد تجارب سياسية أوجهادية.. أخطأت أو أصابت..
** .. والموجة الرابعة؛ انبعث مع الثورات العربية، حيث بدا أن شرائح كبيرة من الشعوب التحمت بأهل الدين في كثير من بلاد المسلمين.. وخرجت بالملايين..منادية بحفظ الهوية.. وتحكيم الشريعة الإسلامية؛ وهو ما أثار رعب جميع الأعداء..ليتحالفوا ظاهرا وباطنا لإيقاف المد الإسلامي ،قبل أن يتحول إلى (تسونامي)..!
** .. المتصور والمتوقع أن تتهيأ الأجواء لموجة جديدة عالية ، في صحوة دينية تالية ؛ خاصة بعد دروس الفيروس ومرحلة (مابعد الوباء) بما رافقها من تمييز و تمحيص..
ولذلك سيكون طابع الموجة الجديدة ؛ تمييز الطيب من الخبيث ، في حقبة تصحيحات ومراجعات .. (لا تراجعات أو انتكاسات).
**.. والسعي مطلوب شرعا، لجعل هذه مرحلة انتقالية، بين ذهاب عهد الجبريين وزوال غربة الدين ، وهي مرحلة عمادها الشباب..الذين نرجو أن يكون جيلهم خيرا ممن سبقهم .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مثَلُ أُمَّتي مثَلُ المطَرِ؛ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أمْ آخِرُه " اخرجه الترمذي وحسنه(٢٨٦٩) .
نحن لا نعلم على يد أي جيل سينصر الله الأمة ويكشف عنها الغمة، ولكن حياة المسلمين تجارب تتراكم، ودروس تتوارث ، وقد أخبر الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم (أنه" لا يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هذا الدينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهم فيه بطاعتِه إلى يومِ القيامةِ ) صحيح الجامع (٧٦٩٢).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق