الاثنين، 13 أبريل 2020

المعضلة التي تؤرق العالم اليوم : الإنسان أم الاقتصاد !!


المعضلة التي تؤرق العالم اليوم : الإنسان أم الاقتصاد !!


شريف عبد العزيز
لو تم الالتزام بالحجر الصحي والحظر المنزلي فسوف تتوقف عجلة الاقتصاد ، وسوف تتعرض بلدان كثيرة لموجات من الغلاء والكساد والجوع بسبب نفاد الأقوات وهذا على المدى المتوسط - 6 شهور لعام - يمثل انهياراً لاقتصاد وأنظمة كثير من دول العالم .

ولو لم يتم الالتزام بنداءات الأطباء وخرج الناس للعمل ودارت عجلة الاقتصاد سوف ينتشر الوباء بصورة مرعبة ويصاب ويموت مئات الملايين .
فكيف المخرج من هذا الوضع الحرج الذي لم تعرفه الأجيال المعاصرة ؟!
النظم الغربية القائمة على الفكر الرأسمالي سوف تختار الاقتصاد ، حتى لو اضطرت لاختيار الإ فسوف تلتزم به قليلاً ثم تعود إلى الثاني ، وهذا يفسر سياسة انجلترا وأمريكا في اتباع سياسة مناعة القطيع بادئ الأمر ثم التخلي عنها - مؤقتاً - تحت وطأة ضربات وخسائر الوباء . والدول التي اتبعت سياسة الحظر الشامل مثل إيطاليا وأسبانيا وفرنسا بدأت تلمح لعودتها للاختيار الثاني وتخفيف القيود بعد تحسن طفيف في أرقام المصابين والضحايا !!


الإسلام وحده هو الذي استطاع أن يضع الحلول الشاملة والصحيحة لأمثال هذه الأزمات العالمية ، فهو قد أعلى قيمة الإنسان ورفعها فوق كل قيمة أرضية ، وهي مسألة محسومة لا مساواة فيها : الإنسان أهم مخلوق وحياته أهم من كل ثروات الأرض. ولكنه مع ذلك التفضيل المحسوم لصالح الإنسان لم يغفل مسألة الانهيار الاقتصادي وما سيتعرض له الناس من جوع وفقر ، ففتح الباب على مصراعيه للتكافل بين المسلمين بغض النظر عن بلادهم وألوانهم وألسنتهم ، يكفي رابطة الإسلام ليكون المسلمين كلهم يداً واحدة للنصرة والنجدة .
لقد حصلت جوائح وشدائد عديدة في تاريخ الدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفائه الراشدين، وكان المسلمون يتغلبون عليها في كل مرة ويوجدون لها الحلول السريعة الشافية، ومن تلك الشدائد والجوائح ما حصل للمهاجرين بعد الهجرة مباشرة من فقر وحاجة، وأيضاً ما حصل في عهد الإمام عمر رضي الله عنه من قحط ومحل في عام الرمادة
وقد استطاع المسلمون أن يوجدوا الحلّ السريع للمشكلة الأولى وذلك عن طريق المؤاخاة؛ حيث آخى الرسول عليه السلام بين الصحابة من المهاجرين مع الصحابة من الأنصار اثنين اثنين، وبهذا استطاع المسلمون في المدينة المنورة مواجهة هذه الشدة حتى منّ الله تبارك وتعالى على المهاجرين بالفرج .. 

وفي عام الرمادة أيضاً اتخذ الإمام عمر رضي الله عنه مجموعة من الاحتياطات وحالة من التقشف طبقها على جهاز الدولة أولاً وخاصّة على شخصه، حيث قال: والله لا آكل اللحم حتى يشبع آخر مسلم في المدينة، ثم باشر بالحل العملي من الأموال الوافدة من مناطق أخرى في الدولة الإسلامية حتى انتهت هذه الجائحة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق