انتفاضة رمضان 1442 هـ
الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل
2021-05-10
الدفاع عن المسجد الأقصى وعداء اليهود واجب دينى فما الواجب علينا فعله.
الانتفاضة ضد اليهود
تشهد فلسطين هذه الأيام انتفاضة مباركة ضد اليهود المغتصبين، وأسباب هذه الانتفاضة كثيرة ليست وليدة الساعة والحدث؛ بل هي تراكمية من جملة استفزازات متعلقة بالمسجد الأقصى المبارك وغيره من قتل واعتقال وانتهاك للحرمات تقوم بها حكومة يهود والمتعصبون منهم ومن يطلقون عليهم مستوطنين..
ونقول وبالله التوفيق:
1 – نشرت تلك الانتفاضة المباركة -في هذا الشهر المبارك – روحا جديدة في أمة الإسلام بعد أن قام في -الأشهر الأخيرة – بعض حكام العرب باتفاقيات ذل ومهانة جديدة للتطبيع المعلن مع اليهود تجاوزوا فيها كل حدود خيانات وغدر أسلافهم من المنافقين والعملاء..
۲ – كأن أهلنا في فلسطين يستلهمون من هدي سلفهم الصالح من المجاهدين والمرابطين الروح الرمضانية التي تبعث على الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، والتضحية بالنفس والنفيس في غزوات كثيرة حدثت في هذا الشهر الكريم..
فلسطين رمز لعزة وكرامة المسلمين
٣ – إن فلسطين في عصرنا هذا ما زالت هي الرمز الأول لعزة وكرامة المسلمين المغتصبة، فإنشاء قوى الكفر العالمي دولة لليهود في قلب العالم الإسلامي -وخاصة في القدس التي فيها المسجد الأقصى المبارك – أصاب عموم المسلمين في سويداء قلوبهم إصابةً لا تُذهِب آثارَها الأيام.. ولن يهدأ لهم قرار حتى يستعيدوا المسجد الأقصى، ويعيدوا أرض فلسطين المغتصبة، ويحققوا العدالة في الأرض.
4 – وتزداد الطعنة في قلب كل مسلم بتعهُّد والتزام عامَّةِ قوى الكفر العالمي بحماية دولة اليهود وضمان أمنها، وعلى رأس هذه القوى شيطانها الأكبر: أمريكا، التي كلما انتُخِب رئيس جديد لها جدَّد هذا التعهد والالتزام؛ بل وتفاني في تقديم المزيد من الدعم والحماية, مما يدعو اليهود إلى المزيد من العربدة وانتهاك حرمات المسلمين في فلسطين وغيرها..
نصرة فلسطين واجب على كل مسلم
5- لم تنشأ دولة اليهود إلا بعد زوال الخلافة الإسلامية، والمتوقَّع أنَّ دولة يهود لن تزول إلا بعد قيام دولة إسلامية حقيقية، لكن هذا لا يمنع جهاد هؤلاء المجرمين لبثِّ الرعب في قلوبهم، وعدم الاستسلام لمخططاتهم الإجرامية كما يحاول بعض المنافقين والمغفَّلين الترويج له..
6- أهل فلسطين لم يكونوا وحدهم يوماً ما أمام اليهود والنصارى على مدار التاريخ، فالمسلمون كانوا يداً واحدة أمام الأعداء، ولذلك كان عامَّة المسلمين في بلاد الشام ومصر وما حولهما ينبَرُون لغَوث أهل فلسطين في كافة الملمَّات، وأما اليوم فأهل فلسطين وحدهم على قلة من بقي منهم بعد تهجير اليهود المستمرِّ لهم، والقتل والاعتقالات التعسفية الدائمة -..
ولذلك يجب على عموم المسلمين الوقوف مع أهل فلسطين بكلِّ ما يمكنهم من مالٍ وإعلام ونحو ذلك، والدعاء بالثبات والنصر..
صواريخ حماس أقضَّت مضاجع اليهود
. 7- رافق الانتفاضة الرمضانية قصف اليهود أهدافاً قالوا إنَّها تابعة لحركة حماس، وعدد من الصواريخ المنطلقة من حركة حماس من قطاع غزَّة أقضَّت مضاجع اليهود، ورغم عدم تأثيرها المادي -فيما يعلنون فقد فوَّض مجلس الوزراء الأمني المصغَّر “الكابينت” رئيس وزراء اليهود بنيامين نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس للمصادقة على خُطَط الهجوم على قطاع غزة، وقدم لهم الجيش اليهودي خططاً هجومية تعتمد على درجة التصعيد المحتمل -حسب تعبيرهم-.
وصرح مصدر في هذا الجيش قائلا: لن نسمح باستمرار إطلاق الصواريخ… في حال استمرار إطلاق النار الذي شهدناه في الليالي الثلاث الماضية فإننا نقترب من جولة قتالٍ في غزة…
وهم الذين لم يتوقَّفوا يوما عن تهديد غزة؛ سواء أطلقت الصواريخ أم لم تطلق؛ فالعربدة والغدر والاعتداء أصول أصيلة من أخلاق اليهود..
۸- صدرت بيانات مشكورة من العديد من الهيئات العلمائية والإسلامية مؤيدة لأهل القدس وفلسطين ومندِّدة بإجرام اليهود واعتداءاتهم المتكررة على المسلمين في فلسطين ومقدساتهم، وهذه البيانات -وللأسف- من جهات غير رسمَّية؛ فحكومات العمالة تخاف من مجرد كلمات تصنَّف على أنها عدائيَّة لليهود؛ فإلى الله المشتكي.
حماقات العلمانيين
۹- من حماقات العلمانين – المتزايدة – ما قاله رئيس حزب الأمة السوداني:
غير مطلوب من السودان بعد خروج أكبر دولة عربية – مصر – من المواجهة، بالإضافة للأردن وتطبيع معظم الدول العربية أن ينتحر من أجل القضية الفلسطينية، العالم اليوم قد تغير، ونحن لا نعيش الآن في عالم الأيدلوجيات والعقائد، بل عالم تقوده المصالح الاقتصادية، وإسرائيل بحاجة لموقع السودان في البحر الأحمر، وتحتاج لتسويق منتجاتها بشكل أكبر… العداء مع إسرائيل سبَّب لنا الكثير من المشاكل في جنوب السودان وغيرها، وحان الوقت لكي ينظر السودان إلى مصالحه ودعم أصدقائه ..
وزعم أنَّ بلاده ستستفيد من حلِّ المشكلة الزراعية من خلال التقنيات الإسرائيلية، مضيفا أن الشركات السودانية تواصلت مع شركات إسرائيلية، والتي قامت بدورها بأخذ بعض البذور الزراعية وتطويرها…
ما زال هؤلاء الحمقى يظنُّون أنَّ اليهود سیفیدونهم بشيء؛ رغم ما رأوه من فعل اليهود بمصر من إفساد زراعاتهم بدعوى التكنولوجيا، ونشر الآفات التي لم تكن من قبل فيها،
وغير ذلك من تمزيقٍ لنسيج المجتمع المصري، وإضعافٍ لاقتصاده، والتآمر مع إثيوبيا – وغيرها- على مياه النيل، وغير ذلك الكثير والكثير .
اليهود أشد أعداء المسلمين وانصار للدجال آخر الزمان
ونقول لعموم المسلمين :
لا تنسوا أن اليهود كانوا وما زالوا هم أعداء الله وأنبيائه وعباده المؤمنين كما قال تعالى:” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰوَةً لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۖ” (سورة المائدة/۸۲].
قال ابن جرير رحمه الله تعالى :
… يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لتجدنَّ یامحمَّد، أشدَّ الناس عداوةً للذين صدَّقوك واتبعوك وصدّقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام: اليهودَ والذين أشركوا …اه 1
وقال ابن عطيَّة الأندلسي رحمه الله تعالى :
“… وهذا خبرٌ مطلق منسحب على الزمن كلِّه، وهكذا هو الأمر حتى الآن، وذلك أنَّ اليهود مرَنوا على تكذيب الأنبياء وقتلهم، ودرَبوا (على) العتوّ والمعاصي، ومرَدوا على استشعار اللعنة وضرب الذلِّة والمسكنة، فهم قد لجَّت عداواتهم وكثر حسدُهم؛ فهم أشدُّ الناس عداوةً للمؤمنين وكذلك المشركون عبدةُ الأوثان من العرب والنيران من المجوس …اه 2.
واليهود هم أنصار دجَّال آخر الزمان فعن أَنَس بْنِ مَالِك رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
يَتْبَعُ الدَّجّالَ مِن يَهُودِ أصْبَهانَ، سَبْعُونَ ألْفًا عليهمُ الطَّيالِسَةُ. ». 3
وأصبهان تقع اليوم في إيران ويسكنها حالياً بضعة آلاف من اليهود..
والمقصود أنَّ عداوة اليهود لن تنتهي بتطبيع ولا بغيره؛ فلا يمكن أن يُتَصوَّر توقف اليهود عن أذى المسلمين: قتلاً وتشريداً واعتقالاً وتهديماً، ولا حتى رفع اليهود الحصار عن المسلمين في غزة، بل ولا حتى انسحابهم لبلدانهم التي أتوا منها لاحتلال فلسطين؛ فإنهم لن يتوقَّفوا عن شرورهم وإيذائهم للمسلمين وغيرهم – حتى يخرج الدجَّال فينصرونه؛ وقد وصفهم الله -عزوجل- بقوله: (وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا) [المائدة/64]. فهم مجدُّون مشمّرون في الإفساد في الأرض، وهذا تاريخهم الطويل شاهد على ذلك، فقضيَّتنا معهم طويلة لا تنحصر فيما ذكِر من احتلالٍ وقتلٍ وتشريدٍ؛ فيجب ألا ننسى الحقائق وإن غفل – أو تغافل – عنها بعض الناس.
ورغم أنَّ المسلمين الآن في مرحلة استضعاف – سببُه الأول تخلُّفهم عن دينهم -؛ لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم واسترجاع الأراضي المغتصبة وفرض أحكام الإسلام على أرض فلسطين وغيرها؛ فإن ذلك لا يعني أن الأمر سيستمر هكذا؛ قال رسول الله صلی الله عليه وسلم :
تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ » . 4 من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللہ صلی الله عليه وسلم قال :
«لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ. ». 5فسيأتي – يقينا هذا اليوم الذي نتمكن فيه من رقاب اليهود، ونردهم عن غيهم، ونوفيهم جزاءهم جراء إفسادهم في الأرض وقتلهم المسلمين وانتهاك حرماتهم…
اللهم انصر عبادك المستضعفين في فلسطين وفي كل مكان..
الهوامش:
- جامع البيان ( 4۹۸/ ۱۰ ).
- المحرر الوجيز (2/225).
- رواه مسلم (۲۹44).
- [رواه البخاري (۳۵۹۳) ومسلم ۲۹۲۱)
- رواه مسلم (۲۹۲۲).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق