السبت، 1 مايو 2021

قسوة القلوب..ورحمات علام الغيوب

قسوة القلوب..ورحمات علام الغيوب 

ما أشبه (كرونا) بالطاعون..لكنه هذه المرة طاعون عالمي، لا نظن أن الأرض مرت به من قبل على تلك الصفة، وعالميته راجعة إلى عموم وعالمية العصيان والطغيان في عالم هذا الزمان..
★.. من رحمة الله أنه لا يعاجل بالعقوبات..إلا بعد إمهال عباده للعودة عن السيئات، فإذا زاد التمادي في الموبقات؛ جاء التنادي بتتابع المهلكات، وقد عوقب قوم فرعون بالطاعون على عهد موسى عليه السلام، وسمى الله ذلك الوباء ب (الرجز) وعاقب به من عاند وتغافل وتجاهل النذر ..
★.. لما عوقب قوم فرعون بالطاعون وغيره من أنواع البلاء ؛ سخروا أولا..ثم ضجروا تاليا ..ثم صرخوا أخيرا.. ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (الأعراف/ ١٣٤)
أدركوا- رغم كفرهم؛ أن نجاتهم إذا عم البلاء والوباء؛ لن تكون إلا بالضراعة والدعاء..
★.. مع ذلك؛ عادوا بعد رفع البلاء ، فعاد الله عليهم بأشد منه : ( فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (١٣٥) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (١٣٦) [الأعراف]
★.. الدرس المستفاد من مواقف الأفراد والأمم من نزول النقم؛ أنه ( لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة).. ولذلك لما نزل البلاء بقوم يونس سارعوا إلى إلايمان والتوبة، فعجل الله تعالى لهم بكشف البلاء وصرف العذاب، حتى تعجب يونس نفسه من سرعة كشفه، فذهب مغاضبا، وقال الله تعالى عن قومه : ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) [يونس/٩٨] ..
في رمضان بصلواته وقيامه وقنوته وعشره الأخيرة؛ فرصة سانحة للتضرع الجماعي لرفع الرجز وصرف الخزي.. فهو يهيئ الأجواء لرفع الأكف بخالص الدعاء...عسى الله أن يكشف الرجز والوباء والبلاء..
وحتى لانكون كمن قال الله عنهم : ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الانعام/٤٣]
******
(رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)[ الدخان/١٢]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق