* عندما كان علماء الآثار يلتفون حول جثة “رمسيس الثاني” في 1898م، ويحاولون حل الضمادات من على جثته، انفردت ذراعاه فجأة، وبطريقة جعلت علماء الآثار يهرولون مسرعين خارج الحجرة، ظنا منهم أن الحياة عادت إليه، ومرت الدقائق، ولم يحدث شيء، وعاد إلى العلماء المذعورين، بعض الأمان المفقود،
إنه الخوف من الماضي.. من التاريخ.. المرض المزمن الذي عقمت الأيام أن تداويه،
* دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة بعد هجرته من مكة، فوجد أن اليهود تصوم يوم عاشوراء، وهو العاشر من المحرم، فقال – كما يروي البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما-: “مَا هَذَا؟” قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يوم نجَّى اللهُ بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ”؛ فصامه وأمر بصيامه.
– يقول د. راغب السرجاني: (إن العبرة الواضحة، والهدف الجليّ لهذا الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد ألاَّ تمر هذه الذكرى على أذهان المسلمين دون تدبُّر وفهم؛ إنه أراد لنا أن نجلس لدراسة هذا الحدث ولو مرة في كل عام؛ ذلك أن الحدث ضخم والعبرة عميقة..
لقد مرَّ على بني إسرائيل زمانٌ شعر فيه الكثيرون أن النصر بعيد، وأن الأمل يكاد يكون مفقودًا في تغيير الواقع، وأن فرعون سيظل جاثمًا على أنفاس شعبه أبد الدهر، وأن الجنود الظالمين سيظلون في أماكنهم، مهما حاول الضعفاء من بني إسرائيل)
(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي) 52 الزخرف..
(مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) 29 غافر
* ونعود إلى حكايتنا، وما قاله علماء الآثار، في جثة “رمسيس الثاني” التي أفزعتهم، فقد أجمعوا أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى.. وهناك أدلة قرآنية وعلمية على ذلك، رغم سعار الأثريين في هذا الموضوع تحديدا، وتأكيدهم أنه “مرنبتاح”.. فالمهم عند الأثريين أن يخالفوا الكتب السماوية، رغم أن موضوع الآثار والتاريخ الفرعوني كله، مجرد تخمينات وظنون وحكاوي مثل ألف ليلة وليلة
* عندما غرق هذا الفرعون كما يحكي القرآن الكريم، يقول علماء الآثار: إن كهنة الملك لم يستخرجوا الجثة إلا بعد فترة من غرقه، وكانت ذراعاه قد انفردتا وكأنه يدرأ خطرا.. وهذا ما حدث بالفعل وهو يحاول العوم والنجاة من الغرق، وأثناء التحنيط ضم الكهنة المُحنِّطون، ذراعيه المفرودتين بالقوة إلى جسده.. وعندما حل العلماء بعد آلاف السنين الضمادات من على جسده، عادت ذراعاه إلى حالتها بعد الموت مباشرة، مفرودة تقاوم الخطر.
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} 92 يونس
يسري الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق