«في أروقة المحن».. محمد علي والبلاط الأجنبي «4»
ثالثاً: تضخم نفوذ القناصل الأجانب
افتتحت القنصلية البريطانية في القدس لأول مرة في عهد سلطة محمد علي (١٨٣٩م)، وهي القنصلية التي ستتولى حماية اليهود والبروتستانت المسيحيين في بيت المقدس والشام، وستبذر في الأرض البذور الأولى للصهيونية بما كان لها من النفوذ، وكان ويليام تيرنر يونج أول قنصل في القدس، و « قد اهتم على وجه خاص بيهود الإشكنازيم، وأيضًا كانت بريطانيا تود إنشاء «محمية» لها في القدس احتذاء بفرنسا وروسيا حيث إنه لم تكن هناك طائفة بروتستانتية يسبغ القنصل عليها حمايته، فقد وجد أن اليهود الأوروبيين كانوا دون كفيل أجنبي، ومن ثم نَصَّب نفسه راعيًا لهم.. وبحلول شهر ديسمبر من عام ١٩٣٨، ونتيجة لمساعي يونج الحميدة تم السماح للجمعية اللندنية لترويج المسيحية والتي تُعرف أيضًا «بجمعية لندن لليهود » بالعمل في القدس. وبدأت طلائع المبشرين البروتستانت في الوصول إلى المدينة المقدسة »
لقد أسست سياسة إبراهيم لنفوذ القناصل الأجانب، إذ كانت القوانين تدفع بالأموال ومن ثم النفوذ والعلاقات الاجتماعية لتستقر في حجر القناصل، لقد «أتيح للأجانب ولقناصل الدول أن يكونوا أحرارًا في البلاد، وأن يتَّجروا بلا عائق ولا مانع مع أن تجارتهم كانت محصورة ببعض الموانئ، ولكن القناصل الذين اتخذوا الامتيازات تكأة لهم أَلَّفوا من أنفسهم دولة في دولة، وكانوا يعطون الحماية لمن أرادوا. وبما أن متاجر الأجانب كانت تدفع ٣ بالمائة ومتاجر الراعية كانت تدفع ٢٠ بالمائة، فقد أخذ القناصل أكثر التجار تحت حمايتهم ليعفوا من زيادة الرسوم الجمركية»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق