الثلاثاء، 6 فبراير 2024

ما الذي يحدث في ولاية تكساس الأمريكية؟

 ما الذي يحدث في ولاية تكساس الأمريكية؟


 إعداد مجلة البيان

 

ما الذي يحدث في تكساس؟ كيف انضمت تكساس إلى الاتحاد الفيدرالي الأمريكي؟ ما أهمية ولاية تكساس للولايات المتحدة؟ هل ثمة سابقة تمرد في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؟ وكيف تم التعامل معها؟


تقع ولاية تكساس جنوب غرب الولايات المتحدة، وتمتد على مساحة 696 ألفا و241 كيلومترا مربعا، لذا فهي ثاني أكبر الولايات في الولايات أمريكا بعد ولاية ألاسكا، وتحتل المرتبة 27 في العالم من حيث المساحة، عاصمتها هي أوستن.

يحدها من الجنوب خليج المكسيك، وشمالا ولاية أوكلاهوما، وشرقا ولايتا أركنساس ولويزيانا، وجنوبا خليج المكسيك والمكسيك، وغربا ولاية نيو مكسيكو.

يبلغ عدد سكان ولاية تكساس 29 مليون نسمة ويبلغ عدد المهاجرين بشكل غير شرعي فيها حوالي 1.65 مليون شخص، وهو ما يمثل نسبة 6.7% من إجمالي سكان الولاية. وهي ثاني ولاية في الولايات المتحدة من حيث عدد السكان.

تعتبر هيوستن أكبر مدينة فيها إضافة إلى "دالاس" و"فورث وورت" و"سان أنطونيو"، وتتألف من 256 مقاطعة.

كيف انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟

كانت تكساس موطنًا للهنود من قبائل الأباشي والكومانشي في الغرب، والتنكاوا في الوسط، والكارانكاوا على طول خليج المكسيك، والكادو في الشرق.

يشير مصطلح «أعلام تكساس الستة» إلى العديد من الدول التي حكمت هذه الأرض. وكانت إسبانيا أول بلد أوروبي يحكم منطقة تكساس. وأسست فرنسا مستعمرة قصيرة العمر فيها. سيطرت المكسيك على الأراضي حتى عام 1836 عندما نالت تكساس استقلالها لتصبح جمهورية مستقلة. بعد 9 سنوات من استقلالها في عام 1845، انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة لتكون الولاية الثامنة والعشرين. وأدى ضم الولاية إلى سلسلة من الأحداث التي تسببت بقيام الحرب المكسيكية الأمريكية في عام 1846. كانت تكساس ولاية رقيق قبل الحرب الأهلية الأمريكية، وأعلنت انفصالها عن الولايات المتحدة في أوائل عام 1861 وانضمت رسميًا إلى الولايات الكونفدرالية الأمريكية في 2 مارس من نفس العام. عادت تكساس إلى سيادة في الحكومة الاتحادية بعد الحرب الأهلية، ودخلت في فترة طويلة من الركود الاقتصادي.

تعد تكساس إحدى الولايات الـ25 التي يحظى الجمهوريون فيها بشعبية. ويحكمها حاليا الجمهوري "غريغ بوت".

ما الذي يحدث في تكساس؟

·      للمرة الأولى منذ 70 عاما حاكم ولاية أمريكية يتحدى الحكومة الفيدرالية. هذا ما حدث تمامًا في ولاية تكساس حيث ترفض ولاية تكساس الامتثال للحكومة الفيدرالية. 

·      بدأت الأحداث بمحاولة الولاية وضع أسلاك شائكة على طول 30 ميلا مع الحدود المكسيكية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ولكن أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قرارها بإزالة الأسلاك الشائكة على الحدود المكسيكية،

·      رفض "غريغ وبوت" حاكم الولاية قرار المحكمة وأصدر بيانا يعلن فيه أنه لن يمتثل لقرار المحكمة العليا.

·      ما دعا حكومة بايدن الفيدرالية بإعطاء مهله لولاية تكساس بالامتثال لقرار المحكمة العليا والتي انتهت اليوم.

·      قام حاكم تكساس بإجراءات تصعيدية وأعلن أنه لن يمتثل لتعليمات إدارة بايدن، ثم خرجت أخبار للعلن عن نية تكساس الانفصال عن الولايات المتحدة ولا يوجد أي تصريح رسمي عن مسئول في الولاية تناول رغم تكساس في الانفصال.

·      أصدر بعدها حكام الولايات الجمهورية بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن دعمهم لقرار ولاية تكساس في حقها في منع المهاجرين غير الشرعيين.

·      حاول الرئيس السابق ترامب استغلال الفرصة لتأجيج الصراع خاصة أن قضية المهاجرين إحدى القضايا المهمة للناخب الأمريكي ووجه نداءً عبر منصته للتواصل الاجتماعي إلى جميع الولايات الأخرى لإرسال حرسها الوطني إلى حدود تكساس، لمنع القوات الفيدرالية من دخول الولاية.

·      بعدها أصدر 10 حكام ولايات أمريكية عزمهم إرسال قوات إلى تكساس.

·      تحدى المدعي العام في ولاية تكساس كين باكستون والسيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز الإعلان عن إدارة بايدن، وأعلنا دعمهما للإجراءات التي قام بها حاكم الولاية.

·      وفي سؤاله: إذا ما كانت ستندلع حرب بين القوات الاتحادية وقوات الدولة على الحدود أجاب "غريغ أبوت" حاكم الولاية قائلاً: "كل ما يمكننا فعله هو أن نكون مستعدين قدر الإمكان" وحشد أكبر عدد ممكن من الأشخاص على الحدود، وإقامة المزيد من الحواجز الحدودية، وبذل قصارى جهدنا لمنع الدخول غير القانوني”.

·      لتخرج بعدها المتحدثة الإعلامية للبيت الأبيض كارين جان بيير وتعلن أن إدارة بايدن تعتبر الإجراءات التي اتخذها حاكم ولاية تكساس لحماية الحدود الأمريكية غير آمنة.

ما أهمية ولاية تكساس للولايات المتحدة؟

تعد تكساس ثاني أكبر ولاية من حيث الحجم والسكان، وهي أيضا ثاني أكبر قوة اقتصادية في الولايات المتحدة بعد ولاية كاليفورنيا لديها 24 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، وواحدة من أهم مواقع الاقتصاد وسوق العمل وصناعات الطاقة، وتنتج نحو 10 في المائة من إجمالي السلع الصناعية والناتج المحلي للولايات المتحدة الأمريكية.

إذا افترضنا أن تكساس دولة أصبحت دولة فإنها ستصير ثامن أكبر اقتصاد بالعالم، أحد العوامل الاقتصادية للقوة الاقتصادية هو أن لديها أكبر حقل مكتشف للنفط والغاز في العالم.

تكساس لوحدها تمثل 43 في المائة من إنتاج النفط الخام الأمريكي، 25 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي، ليس ذلك فحسب، تنتج تكساس لوحدها 20 في المائة من الكهرباء في أمريكا من خلال الرياح والطاقة الشمسية، لذلك تكساس ليس مجرد ولاية بل هي محطة الطاقة التي تشكل مستقبل الولايات المتحدة

هل ثمة سابقة تمرد في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؟

سبق في عام 1957 أن رفض حاكم ولاية أركنسو الجنوبية إدماج الطلاب السود مع البيض في المدارس، بناء على أموار أيضًا من الإدارة الفيدرالية، فأمر رئيس الولايات المتحدة "أيزنهاور" وقتها القوات الفيدرالية باصطحاب الطلاب وتنفيذ قوانين الحقوق المدنية رغمًا عن أنف الحاكم العنصري، مع فارق أن الحاكم المتشدد ضد السود كان ديمقراطيًا بينما الرئيس المؤيد لحقوق الأقلية كان جمهوريًا، قبل أن يتبدل موقف الحزبين في العقود الأخيرة.

فهل يكون تمرد تكساس حدثًا عابرًا ويجري احتواؤه سريعًا أم ستصنع تكساس حدثا سياسيا مختلفا كما كانت طوال تاريخها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق