هل بات انهيار أمريكا مسألة وقت؟!
د. عز الدين الكومي
مع عودة الحديث عن مطالبة ولاية تكساس بالانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية فإن ذلك ينذر بحرب أهلية أمريكية بإذن الله ؛ لتذوق أمريكا ما أذاقته لكثير من شعوب الأرض عقوداً من الزمان!
وما يحدث اليوم في تكساس من طلب للانفصال يعيدنا بالذاكرة إلى بداية تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق .
والولايات المتحدة الأمريكية تعيش اليوم ظروفاً مشابهة للظروف التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه .
فقد واجه الاتحاد السوفيتي فى سنواته الأخيرة مشاكل اجتماعية جمة ، من تفشي إدمان مشروب الفودكا، وإنفاق مليارات الدولارات على حربه بأفغانستان.
فأمريكا اليوم تُستنزف في حروب خارجية لا طائل من ورائها سوى الهيمنة وإظهار القوة ،حتى وصلت ديونها إلى رقم غير مسبوق ، يقدر بأكثر من 22 تريليون دولار،ويبقى الاقتصاد هو الداعم لتأكيد انهيارأى كيان مهما كانت قوته، فضلاً عن انتشار المخدرات والإدمان،وانتشار المثلية في الولايات المتحدة الأمريكية كانتشار النارفي الهشيم.
فهذه شهادة الصحفي والمحلل السياسي”ماكس باري” الذي قال:”إن نهاية الاستعمار والهيمنة الأمريكية قد وصلت فعلاً مع الانسحاب من أفغانستان،فمع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وسقوط البلاد في يد طالبان بعد 20 عامًا من الحرب وإنفاق 2 تريليون دولارمن الخزانة الأمريكية.. أعتقد أن شمس القوة الأمريكية قد غابت الآن”.
وكان الشهيد “سيد قطب”-رحمه الله- قد تنبأ بسقوط الاتحاد السوفييتي وأمريكا معاً قائلاً:”إن طريق الخلاص هو أن تبرز إلى الوجود من أرض المعركة المنتظرة قوة ثالثة تقول لهؤلاء وهؤلاء إننا لن نسمح لكم بأن تديروا المعركة على أشلائنا وحطامنا، وإننا لن ندع أجسادنا تطهر حقول ألغامكم ولن نسلمكم رقابنا كالخراف” .
وهذا ما يؤكده الواقع مع ظهور التنين الصيني الذي يبني قوته العسكرية في صمت وهدوء كما بنى قوته الاقتصادية.
كما أكد رحمه الله في ستينيات القرن الماضي على أن سقوط الاتحاد السوفيتي الشيوعي بعد 30 عاما سيكون اقتصاديا، وهو ما حدث بالفعل بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وخروجه مهزوماً منهاراً في 15 مايو عام 1988.
وقال أيضًا رحمه الله :”إن سقوط أمريكا الرأسمالية بعد 60 عاما سيكون أخلاقيا” .
وهو ما نلاحظه اليوم في ظل انتشار دعوات المثلية وتبنيها من قبل قادة ورؤساء أمريكا؛ فقد أشاد الرئيس”جو بايدن” بتبني الكونغرس الأميركي قانونا يحمي حق المثليين في الزواج في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وألغت المحكمة العليا فى أمريكا جميع حالات الحظرعلى زواج المثليين جنسيا عام 2015، وأجازته في جميع الولايات الـ50، وطلبت من كل الولايات الاعتراف بتراخيص زواج المثليين من خارج الولايات.
وإذا أضفنا لكل ماسبق انتشار العنصرية في المجتمع الأمريكي،ورأينا كيف كانت ردة الفعل لمقتل الشاب الأسود”جورج فلويد”على يد رجل أمن أبيض.. فقد كاد أن يعصف باستقرار الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن عنصرية الجنس الأنجلوسكسوني متجذرة في أمريكا.
وكما يقولون: “النار تحت الرماد” فقد أعلنت بعض الولايات الأمريكية نيتها في الإستقلال، وشرعت في جمع التوقيعات من أجل إجراء استفتاء الانفصال مثل ولايتي كاليفورنيا و آلاسكا !!.
وقبل أيام رفض حاكم ولاية تكساس”جريج أبوت” قرار المحكمة العليا بإزالة الأسلاك الشائكة التي نصبها على الحدود الجنوبية للولاية مع المكسيك.
وتبع ذلك قيام المدعي العام في تكساس”كين باكستون”، برفع دعوى قضائية ضد إدارة بايدن، بسبب إزالة عملاء الجمارك وحماية الحدود.
وقد لاحظنا أن الولايات التي يسيطرعليها الجمهوريون وعددها 25 ولاية قد قامت بإرسال قوات من حرسها الوطني إلى ولاية تكساس، في تحدٍ لإدارة الرئيس جو بايدن والقوات الفدرالية.
ومع الخوف من أن يؤدى هذا التطور إلى حرب أهلية .. فقد قال نائب حاكم ولاية تكساس”دان باتريك” في رده على سؤال حول إمكانية نشوب حرب أهلية : “إن الولاية لا تريد مواجهة مع إدارة بايدن”
وفي مقابلة مع شبكة FOX NEWS عن احتمالية تحول هذا الوضع إلى “حرب أهلية” رد قائلاً:”نعتقد دستورياً أننا على حق ، ولدينا الحق في الدفاع عن مواطنينا، ولدينا الحق في الدفاع عن هذا البلد،ونحن نقوم بعملنا فقط”.
وإن كان البعض يستبعد فكرة انهيار الولايات الأمريكية على غرار انهيار الاتحاد السوفيتي بزعم ما تمتلكه الولايات المتحدة من قوة واقتصاد وهيمنة على العالم ،أو أن البعض يرون فكرة نشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة ضربا من الخيال لأنها دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون..
فإننا نقول لكلا الفريقين ما قاله الدكتورعبدالعزيز الطريفي فرج الله كربه:”إن سقوط الدول الظالمة يكون فجأة وغير متوقع ، وإذا رأيت الناس استبعدوا سقوط الظالم حالياً، فاعلم أن هذا وقت سقوطه المناسب.
يقول الله عز وجل ﴿ أخذناهم بَغتَةً وَهُم لا يَشعُرون﴾.
زد على ذلك أن هذا الكيان أصبح مكروها وممقوتاً من كل شعوب الأرض؛وهوماحذر منه قادة أمريكا أنفسهم فهذا“جون ماكين”رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يقول: فليس غريباً على أمريكا – إذن – أن تجني الكراهية من كل شعوب الأرض، فكم من شخص بات يكره أمريكا عندما شاهد صور التعذيب التي يقوم بها الجنود في أكثر من مكان”.
فهذه سنة كونية لا تتبدل ولا تتخلف ، أن الانحراف والإعراض عن منهج الله والكفر والحجود وحرية الإلحاد والشذوذ الجنسي وإقامة العلاقات الجنسية المحرمة والظلم ..
زد على ذلك أن هذا الكيان أصبح مكروها وممقوتاً من كل شعوب الأرض؛وهوماحذر منه قادة أمريكا أنفسهم فهذا“جون ماكين”رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يقول: فليس غريباً على أمريكا – إذن – أن تجني الكراهية من كل شعوب الأرض، فكم من شخص بات يكره أمريكا عندما شاهد صور التعذيب التي يقوم بها الجنود في أكثر من مكان”.
فهذه سنة كونية لا تتبدل ولا تتخلف ، أن الانحراف والإعراض عن منهج الله والكفر والحجود وحرية الإلحاد والشذوذ الجنسي وإقامة العلاقات الجنسية المحرمة والظلم ..
كل ذلك يأذن بخراب الدول وزوالها ؛
فكيف والحالة هكذا ؟ وقد اجتمعت كل هذه الموبقات في هذا الكيان الأمريكي الظالم ؟حيث أصبحت أمريكا أم الخبائث بلا منازع ؟؟!! .
الكاتب: د. عز الدين الكومي
الكاتب: د. عز الدين الكومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق