الدكتور زغلول والضابطة الأمريكية
د.علي الصلابي
هذه القصه سمعتها من الدكتور زغلول النجار منذ ما يقرب من سبعة عشر عاما حيث قال
أنه كان يعمل أستاذا في جامعة الملك فهد في العام ١٩٩٠ وخلال تلك الفتره كانت أجواء الحرب الأمريكية الاولى على العراق ،وكان يوجد معسكرا للقوات الأمريكية قريبا من الجامعة التي يقوم بالتدريس فيها زغلول النجار .
فكان من الغريب على المجتمع السعودي خروج الضابطات والمجندات من معسكرهم إلى الشوراع وهن يرتدين ملابس لا تتفق مع المجتمع الاسلامي المحافظ ،وهو ما دفع كبير من الشباب المتحمس في الجامعة إلى عمل قلاقل .
فاجتمع د . زغلول النجار مع هؤلاء الطلبة وإتفق معهم على تنظيم و دعوة أكبر عدد ممكن من الضباط والجنود الرجال والنساء الأمريكان للإستماع إلى محاضرات تعريفيه بحضا ره الوطن العربي ومن خلال تلك المحاضرات سوف يقوم تعريفهم بدين الإسلام وبتقاليد وعادات وأعراف المجتمع المسلم .
نجحت المحاضرات في تغيير شكل تعامل الجنود والمجندات مع المحيط المجتمعي المسلم حولهم .
وفي أحد الأيام وأثناء تواجد الدكتور زغلول النجار داخل مكتبه فوجئ بأحد الموظفين يخبره بطلب من ضابطة أمريكية تريد مقابلته !!
فسمح لها بالدخول واللقاء به فأخبرته أنها كانت دائما حريصة على حضور المحاضرات التي كان يلقيها والتي عرفت بالاسلام وأنها قد اسلمت بسبب ما سمعته في تلك المحاضرات .
لكنها اخبرته انها في مشكله كبيرة فقد اصبحت مسلمة وهي متزوجة من رجل أعمال أمريكي مقيم في الولايات المتحدة الامريكية ولديها اطفال منه وبإعتناقها للاسلام أصبحت محرمة عليه لكنها تحبه ،وأن تغيير عقيدتها سيخلق ازمة اجتماعية بسبب حضانه أبنائها ولا تدري ماذا تفعل .
طلب الدكتور زغلول منها أن تقوم بتعريف زوجها بالإسلام ،وبدعوته وأعطاها شرائط فيديو مسجلة للمحاضرات التي كان يلقيها في الجامعة للجنود الامريكيين لتعريفهم بالاسلام .
بالفعل ذهبت الضابطة وفعلت ما أخبرها به د . زغلول ،وبعد عدة أيام عادت إليه وهي وفي حالة انهيار كبير .
فقالت له أنها فعلت ما طلبه منها وفوجئت برد فعل عنيف من زوجها فأخبرها أنه لا يطيق الحياة معها أكثر من ذلك ،وبسبب اسلامها فقد رسمت خط النهاية في حياتهما سويا .
لكنه أخبرها أيضا أنه يحبها ويعلم جيدا انها تحبه وأن الإسلام قد فرق بينهما ،وطلب منها عدم التواصل معه مره اخرى .
فطلب الدكتور زغلول منها رقم هاتف زوجها واخبرها انه سوف يتواصل معه بشكل مباشر ويبلغها بالنتيجه .
وبالفعل اتصل الدكتور زغلول بزوجها واخبره أنه المحاضر الذي كان يحاضر المحاضرات التي ارسلتها اليه زوجته وما أن إنتهى من التعريف بنفسه حتى فوجئ برد فعل عنيف من الزوج الذي أخبره انه السبب في تفكك أسرته ،وأنه لا يريد أن يتواصل معه ،وأنهى معه الاتصال معه بشكل سريع وعنيف .
عادت بعد فترة الضابطة الى الدكتور زغلول النجار لعلها تجد حلا في أزمتها فأخبرها بما حدث ،وطلب منها ألا تسعى للسفر إلى أمريكا في الوقت القريب ،واخبرها انه سيعاود الاتصال به مرة أخرى بعد فترة حتى تهدأ نفسه قليلا .
وبعد ما يقرب من ثلاثه أشهر إتصل الدكتور زغلول بالزوج مرة اخرى وكان الرجل قد هدأ كثيرا مما كان عليه في الإتصال الأول ،وأخبر الدكتور زغلول أنه يحب زوجته جدا .
فسأله الدكتور زغلول هل شاهد أو تابع أشرطة الفيديو التي ارسلت إليه ؟
قال له نعم لكن هو لا يطيق أي تكاليف خاصة بالاسلام واخبره انه على سبيل المثال انه لا يمكن ان يصلي فهو رجل اعمال وشديد الإنشغال ولا يمكنه أن يستقطع من وقته للصلاة فضلا عن أنه لا يطيق صيام المسلمين .
يقول د . زغلول النجار أنه شعر بأن الرجل قد إقترب من الإسلام كثيرا فقال له أنه حتى يكون مسلما يكفي بان يقول أشهد ألا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ... بدون أي تكاليف أخرى .
تعجب الزوج وقال له هل اذا قلت أشهد ألا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله اصبحت مسلما ؟ ولن أصلي ولن أصوم ولن أقوم بأي عبادة أخرى ... هل هكذا سوف أكون مسلما ؟
اجابه الدكتور زغلول النجار نعم هكذا تكون مسلما بدون أي مشكله في ان تصبح زوجتك معك في حياة طبيعيه جدا .
فرح الزوج بما قاله الدكتور زغلول
وقال له لكني اشترط عليك قبل ان اشهد بذلك أني لن أصلي ولن أصوم ولن أقوم بأي عبادات او تكاليف إسلامية وهكذا سوف اكون مسلما .
فأجابه الدكتور زغلول نعم هكذا سوف تصبح مسلما
فنطق الرجل بالشهادتين أشهد ألا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
فرح الدكتور زغلول فرحا شديدا بما قاله الرجل ثم قال له أما عن الصلاة فلا أريد منك أن تصلي ولكن توجد واحدة في الاسبوع وهي ركعتان فقط هي صلاة الجمعة وتصلى في الجامع فعليك أن تذهب إلى أقرب مركز إسلامي قريب من عملك او من منزلك وتصلي معهم صلاة الجمعة فقط .
وبعد تفكير قال له الرجل انا موافق ان اصلي الجمعة فقط .
فطلب الدكتور زغلول منه أن يرسل له العنوان الذي يريد أن يصلي بالقرب منه حتى يدله على المركز الإسلامي القريب منه ففعل الرجل
وبعدها بأيام أرسل له الدكتور زغلول عنوان المركز الإسلامي الذي سيصلي فيه الرجل .
لكن الدكتور زغلول كان قد تواصل مع القائمين على ادارة هذا المركز الإسلامي وأخبرهم بالقصة كاملة وقال لهم ان الرجل سوف يصلي معكم صلاة الجمعة القادمة .
فاعد القائمون على ذلك المركز الاسلامي احتفالا على هيئه عقيقة وبعد صلاة الجمعة مباشرة رحبوا في مكبرات الصوت بالمسلم الجديد .
فرح الرجل بهذا الترحيب بشخصه ،وعرفه على عدد كبير من المسلمين بأنفسهم وبصفاتهم ،وبعضهم كان قريبا من مجال عمله ولم يكن يعرفهم من قبل فتبادل معهم الحديث والضحك وأرقام الهواتف والعناوين وأعجب بالعقيقة وتلك الأجواء الرائعة .
بعد ذلك توقف الدكتور زغلول النجار عن التواصل مع الرجل لكن يروي أن الضابطة حين عادت إلى أمريكا وجدت زوجها ملسما عالما بأمور دينه محبا للرسول صلى الله عليه وسلّم مقتديا بسنته ،وحريصا على الخمس صلوات في جماعة داخل الجامع قدر إستطاعته ،وقبل حلول شهر رمضان لم يكن يتخلف عن صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع .
المصدر صفحة الدكتور علي الصلابي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق