كتائب التحرير .. الجيل الثاني من الكفتة
آيات عرابي
بكباشي لا قيمة له في ميزان الدين ولا السياسة ولا الانسانية ولا العسكرية يقف أمام أسياده ضباط المخابرات الأمريكية ناظراً للأرض تأدباً وخشوعاً ويخدم عليهم ويقدم لهم كؤوسا يصبها من زجاجة الويسكي السكوتش *, ثم يقف أمام الشعب يجعجع قائلاً ” أنا الذي علمتكم الكرامة أنا الذي علمتكم العزة”
وهو ما علق عليه العقاد** قائلاً: ” إن شعبا يسمع مثل هذه العبارة ولا يثور عليه ويشنقه فى مكانه لشعب يستحق أن يحكمه ويدوسه بالنعال”
ربما منذ تلك اللحظة ومنذ أن انشأت المخابرات الأمريكية إذاعة صوت العرب*** لتكون بوقاً لعصابة انقلاب 52, تعرض الشعب المصري لأكبر عملية هتك عرض نفسي ممنهجة, وقد اثبتت عمليات هتك العرض النفسي جدواها كاستثمار مربح للعسكر, وانتجت مشهداً لم يكن يدر بخلد أكثر الناس خيالاً, فبعد سحق العدو لجيش عبد الناصر وضياع سيناء وتدمير الطائرات على الأرض وتسليم غزة والجولان والقدس وسيناء على المفتاح للعدو الصهيوني ومحو كرامة جيش عبد الناصر العسكرية وضرب جنود العدو لضباطه وجنوده وتسميتهم بالخرفان ونقلهم بالملابس الداخلية على عربات نقل ومبادلة ما زاد على قدرتهم الاستيعابية من الأسرى بالبطيخ والشمام, خرج البعض ليطالب المقبور بعدم التنحي !!
عندما كان الاحتلال يختار رجاله, كان يحرص على أن يختارهم من بين المسحوقين نفسياً الذين يعانون من عقد نقص متضخمة ويشعرون بالدونية أمام المحتل, مراجعة قصص حياة محمد علي وسعد زغلول والسادات وعبد الناصر والمخلوع وحتى معتوه الانقلاب تكشف عن عقد نقص واحساس مروع بالدونية, وكان مطلوباً منذ انقلاب 52 نقل هذا الإحساس بالدونية للشعب نفسه تجاه مؤسسة الجيش التي انشأها الاحتلال وبقيت في مصر كفيروس يقوض أي محاولات حقيقية للتحرر من التبعية.
و اصبح الكثيرون يتعاملون مع جيش المعونة الأمريكية على أنه ولي أمر الشعب, ولعبت الدعاية دوراً كبيراً في تضخيم حجم ذلك الجيش الذي اثبتت التجربة العملية عبر كل حروبه وما يفعله به مسلحو تنظيم ولاية سيناء أنه لا يصلح لحماية قفص بطاطس !!
وتناسى البعض أننا ولأول مرة في تاريخنا اخترنا رئيساً مدنياً, فُرِضَ فرضاً على ذلك الجيش.
كان ضرورياً أن أكتب مهما كانت قسوة الكلمات على البعض, فقد استفزتني بعض ردود الأفعال التي لمحتها اليوم حول الفيديو المفبرك الخاص بما يسمى بـ”كتائب التحرير”.
البعض هلل والبعض الآخر تمادى أكثر في آماله, ليتوقع سقوط الانقلاب قريباً بانقلاب على يد من سماهم الضباط الشرفاء.
وأنا لا انكر أنه لابد من وجود أفراد شرفاء في أي منظومة.
ولكن الفيديو قد يكون المقصود منه فقط أن يدفع البعض لانتظار “انقلاب على الانقلاب”
وهذا في نظري الجيل الثاني من الكفتة العسكرية
والبعض يستريح لتلك الفيديوهات, لأنها تقدم لهم ما يحلمون به من تبريد الثورة وتحويلها إلى صراع مع شخص شاويش الانقلاب, والعسكر يرتاحون من ناحيتهم لذلك التناول لأنه يثير البلبلة ويسمح بتلميع صورة ذلك الجيش الذي يستبيح مصر لصالح أسياده الصهاينة.
لم يكن الشعب الأمريكي اثناء ثورته يمتلك جيشاً في مواجهة بريطانيا العظمى والتي كانت أقوى امبراطورية وقتها, بل شكل المزارعون جيشاً وحاربوا بريطانيا عشر سنوات حتى حصلوا على استقلالهم.
لم يكن الفيتناميون يمتلكون شيئاً في مواجهة الجيش الأمريكي سوى ارادتهم, ولكنهم اصروا على أن يحكموا بلدهم بالطريقة التي تروق لهم ونجحوا بعد حوالي عشر سنوات.
لست ادعوك هنا لحمل السلاح ولكنني انقل لك تجارب الشعوب التي لم يكن لديها ولي أمر اسمه الجيش !!
هناك وسائل لم تجرب بعد, مثل تفعيل حملة اخلع التي اطلقها المهندس محمود فتحي للهروب من التجنيد الاجباري.
وقد بدأت تؤتي نتائج جيدة فقد نشر الناشط هيثم غنيم خبر هروب 107 جندي من سيناء.
هناك اقتحام الميادين بأعداد ضخمة وانتزاع حق التظاهر.
وحلول أخرى كثيرة
المهم أن الجيش ليس ولي أمر الشعب ولا يجب على 90 مليون أن ينتظروا حلاً يأتي من داخل مؤسسة فاسدة عدد أفرادها 468 الفاً, وما حك جلدك مثل ظفرك, فلا تتعلق سوى بالله.
المصادر حسب الترتيب :
* كتاب لعبة الأمم
** كتاب في صالون العقاد ” كانت لنا أيام ”
*** كتاب لعبة امريكا الكبرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق