سامي كمال ..البعض يريدها أمريكية
آيات عرابي
لم أستطع وأنا استمع لما صرح به الصحفي سامي كمال بالأمس على قناة مصر الآن مع الإعلامي محمد ناصر, ألا اتذكر تصريحا قديماً لمصطفى الفقي حين قال أنه لا يوجد رئيس يحكم دون رضا أمريكي وموافقة اسرائيلية وهو ما يعني أن كل رؤساء العسكر طراطير (وهي حقيقة ادركناها جميعا بعد الانقلاب), وقتها بدا للكثيرين أن مصطفى الفقي تناول حبوب الشجاعة ليدلي بهكذا تصريح أو أن احداً حقنه بجرعة شديدة التأثير من البنج.
ما قاله الأستاذ سامي كمال بالأمس بعد سنتين من الانقلاب, لا يختلف كثيراً عما قاله مصطفى الفقي, ولن اتحدث عما وقع فيه من حرج حين روج لرواية (مغلوطة) عن إغلاق قناة مصر الآن الوشيك بسبب ما اسماه التحريض على الملك سلمان وقتل النصارى وما ادعاه أن تلك الفيديوهات تُرجمت وهو ما نفاه الإعلامي محمد ناصر, حديثي هنا عما قاله عن التغيير الذي لن يأتي الا من الغرب والسعودية وأنا هنا انقل ما قاله بلسانه حرفياً بالأمس :
” لما ييجي أوباما يتكلم عن أحمد ماهر 3 مرات في خطابات ليه و يطالب بحريته و ييجي بوش قبل كدة و يتكلم عن دكتور أيمن نور أما كان في السجن. خلينا منضحكش على بعض نعم التغيير يأتي من الشباب العظماء في الشارع لكن ليس بدون دعم الغرب ودعم المملكة العربية السعودية, لكن للأسف بعض المحسوبين على الإخوان مصرين يهاجموا الملك سلمان والسعودية عشان يبعدوا العلاقة تاني”
الأستاذ سامي كمال يستشهد بموقف إدارة بوش المطالب بالإفراج عن د. أيمن نور وبحديث أوباما 3 مرات عن أحمد ماهر.
حسناً, الم يتدخل نتن ياهو شخصياً لدى الإدارة الأمريكية اثناء الثورة للضغط عليهم للإبقاء على المخلوع ؟
الم يمدحه عشرات الحاخامات الصهاينة ؟
من حق “ابناء المخلوع” إذن بنفس منطقك, أن يقولوا أن التغيير لا يأتي الا من الكيان الصهيوني, بل ولديهم في ذلك شهادة غير مجروحة من أحد أعمدة نظام المخلوع.
ثم هل تدرك أن قملة الانقلاب لم يكن ليقدم أصلاً على الانقلاب دون ضوء أخضر أمريكي ودعم سعودي صريح ؟
فهل ينصحنا الأستاذ سامي أن نحل مشاكلنا الداخلية في واشنطن والرياض ؟
هل ينبغي علينا أن نشد الرحال للأماكن المقدسة ونطوف سبع مرات حول وزارة الخارجية الأمريكية وأن نرفع أكفنا بالدعاء ونبتهل لوزارة الخارجية الأمريكية ونستمطر التغيير متضرعين بالأولياء بوش وأوباما ؟
ما الفارق بين ما تدعو إليه وبين ما فعله معتوه الجمالية حين لجأ للبنتاجون أو حين استخدمه البنتاجون ؟
ربما كان الفارق الوحيد هو أنك تطالبنا أن نلجأ لوزراة الخارجية الأمريكية بدلاً من البنتاجون.
ثم الم تقتل نقود آل سعود الذين تدعو للتمسح بملكهم الحالي, آلاف الشهداء في رابعة ؟
ثم ماذا بعد التقارب السعودي الذي تدعيه ؟
الم يزر محمد بن سلمان القاهرة ويلتقي قملة الانقلاب ؟
ربما كان المديح الذي كاله الأستاذ سامي للبرادعي المتورط في دماء المسلمين غفلة ثورية, ولكن ما قاله عن التغيير الأمريكي لا يمكن تصنيفه الا تحت باب “الكبائر الوطنية”
الأمريكيون لم يملكوا من أمرهم شيئاً عند بداية الثورة الأمريكية ووقفوا في وجه اعتى قوى عالمية واخرجوا بريطانيا من أرضهم.
الفيتناميون عاندوا الريح 10 سنوات واقتنصوا استقلالهم من فم الأسد الأمريكي
لم يلجأ الأمريكيون لوزارة الخارجية البريطانية و لم يلجأ الفيتناميون للبيت الأبيض
ما الفرق بين ما يدعونا إليه معسكركم الداعي للحل الأمريكي الذي يمر عبر البيت الأبيض وبين ما فعله معتوه الجمالية, الذي استأذن أسياده في البنتاجون للقيام بالانقلاب ؟
ما الفرق بينكم وبين الشاويش المجرم الذي حصل على مليار دولار من المقبور عبد الله ليذبح المسلمين في رابعة وأخواتها ؟
ما الفرق بين من يتعبد لوزارة الخارجية الأمريكية وبين من يسجد للبنتاجون ؟ الثورة يقودها الثوار في الشوارع منذ سنتين وهي ليست أمريكية كما تريدونها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق