الأحد، 30 أغسطس 2015

رسام البسمات


‎طارق الشنوفي‎ رسام البسمات

أرأيتم ماذا يفعل الله القاهر فوق عباده في شعب مجزرة حماه .. ؟
فماذا ينتظر شعب مجزرة رابـعة ..
               

رسام البسمات

أول مرة علمت فيها بتفاصيل مجزرة حماه، في فبراير 82 حين حوصرت المدينة بقوات الجيش والدبابات والمدفعية والقوات الخاصة التي راح فيها حسب التقارير المختلفة ما بين 10 إلي 40 ألف قتيل معظمهم من الإخوان المسلمين والمدنيين، وهدمت أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها كما هدم 88 مسجداً وثلاث كنائس، فيما هاجر عشرات الآلاف من سكّان المدينة هرباً من القتل والذّبح والتنكيل.

حينها سألت نفسي كيف يحدث كل هذا الظلم علي أرض الله ويُترٓك القاتل هانئاً سالماً يعيش بجريمته دون عقاب؟

ويشاء المولي أن ينفذ سنته ليرينا آياته في الظالمين، فينتقم الله من حافظ الأسد في فلذة كبده وابنه المقرب الذي كان يعده لتولي الحكم من بعده، باسل الأسد، فيتآمر عليه آصف شوكت وأخيه السكير ماهر الأسد فيدبران لقتله بقطع فرامل سيارته فيموت قرب منعطف بالقرب من مطار دمشق.
ويقع ابنه الآخر مجد الأسد فريسة الإدمان، ويصاب الأسد بعد موت باسل بغيبوبة فيدبر أخيه رفعت الأسد ( قائد المجزرة ) محاولة انقلاب عليه، فيفيق الأسد من الغيبوبة ويطيح برفعت الأسد ثم يساومه لمغادرة سوريا إلي المنفي فيتسبب ذلك في إفلاس الدولة السورية لضخامة المبلغ المدفوع لرفعت، ويستدين حافظ الأسد من القذافي ليكمل باقي المبلغ الذي طلبه رفعت.....

ثم يتزوج آصف شوكت قاتل ابنه من ابنته بشري الأسد بالغصب اعتماداً علي مساندة طائفته له فيجبر حافظ علي زواج ابنته من قاتل ابنه!!

ثم يموت الأسد الكبير، ويتولي الحكم بشار المنطوي الذي لا يملك أي خبرة سياسية فيصبح ألعوبة في يد البعثيين وفي يد أخيه ماهر الذي يقود فرق الشبيحة التي أذاقت الشعب السوري الويلات....

وبعد عشرين عاماً، تقوم الثورة السورية ويتقطع ملك بشار قطعة قطعة ويزول ملك أبطال المذبحة شبراً شبراً مع كل طلعة شمس.... ويذوق الشعب السوري الذي صمت علي المذبحة مرارة القتل والتعذيب والتشريد والهجرة والعذاب.

عشرون عاماً هي بالنسبة لنا دهراً طويلاً، وبالنسبة لله هي لمحة بل أقل.

إن الله لا ينسي ولا يبدل سنته......

ومهما طال الزمن سيدفع القاتل والمساند والصامت الثمن.... وسيكون باهظاً.... وسيكون مراً..... وسيكون طويلاً طويلاً، كليل أسود ليس له آخر.


تاريخ النشر: 2015-08-14
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق