الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

أبشري بطول سلامة يا غزة

أبشري بطول سلامة يا غزة
آيات عرابي

رجال تتسلل بهدوء تحت الماء حاملين اسلحتهم, يخرجون من الماء ويقطعون مسافة كبيرة متسللين إلى داخل قاعدة عسكرية صهيونية, رجل يخرج من مكمنه ليضع قنبلة على دبابة ثم تنفجر القنبلة وتعلو أصوات الصراخ.
مجموعة أخرى تتحرك داخل نفق ثم تظهر فجأة في وجه ضباط قاعدة عسكرية صهيونية في نقطة لم تصلها كل جيوش الحكام العرب من قبل وتنتهي المعركة بمقتل عشرة من جنود الاحتلال, كانت العملية تأديبا للعدو على مجزرة الشجاعية التي دكها العدو بطائراته.
وكانت الرسالة واضحة, فخرج جون كيري يطلب وقف اطلاق النار ولم ينس أن يذكر وقتها أن نتن ياهو هو من طلب منه ذلك.
قتل العدو أطفال غزة, فداست المقاومة على رأسه, ورفعت رؤوس الشعوب الاسلامية والعربية ونكست رؤوس جيوش قاعات الأفراح وليالي الأنس وجعلتنا جميعاً فلسطينيين.
من المُسلي بعد كل ذلك أن تشاهد في إعلام الترامادول والكفتة, احدى المذيعات التي يبدو أنها تلقت تدريبا إعلامياً لا بأس به في مدرسة السيدة جرجيري للتدبير المنزلي, وهي تتحدث عن نظرياتها العبقرية عن حماس وعن الرنطيسي (هكذا نطقت الاسم) ثم تطالب بضرب غزة, موجهة حديثها إلى تلك الكومة الشبه بشرية.
مذيعة أخرى مغمورة عينت في ماسبيرو بعد وساطة زوج عمتها محمد صبحي بلياتشو المخلوع, تتطاول على غزة وعلى المقاومة.
محاولة فاشلة للتغطية على فضيحة المخابرات التي نفذت عملية خطف اربعة من شباب المقاومة الفلسطينية لحساب أسيادهم في الموساد, بمنطق (خدوهم بالصوت ليغلبوكم), وهم يعلمون أن جيشهم الكوميدي غير قادر على حراسة محل فشار.
حالة من الطنين الهيستيري المصطنع للتغطية على فضيحة المخابرات, تتم عن طريق إعادة تدوير نفايات الخمسينات الناصرية, صاحبها أداء إعلامي بائس تدرك معه من لغة الجسد وتعبيرات الوجه أن هؤلاء القوم يمثلون.
من سيضرب غزة ؟
الجنود الكوميديون الذين خلعوا ملابسهم العسكرية وفروا تاركين سلاحهم في الأكمنة حين سمعوا أن هناك هجوماً وشيكاً من مسلحي تنظيم ولاية سيناء ؟
أم ضباط من نوعية, الضابط الذي فر بدباباته من أمام بنادق المسلحين ؟

الم يكفكم عاراً, أن تقوم مخابرات الانقلاب باختطاف أربعة من شباب المقاومة للحصول على معلومات عن الأسير الصهيوني ؟
على كل حال, من المضحك تصور أن الجيش الذي يعمل ضباطه كمتعهدي حفلات ومشرفي كوافيرات, ومنسقي سهرات في دور الجيش, يمكنهم أن يحاربوا رجالاً مثل رجال المقاومة, بل أن يحاربوا أصلا.
وأتصور أن التهديد بضرب غزة قد ذكر رجال المقاومة بتهديد شريف مدكور بالتطوع في الجيش لمواجهة ((الإيغهاب)).
تلك التهديدات لم تعد ترهب أحداً ولا يعبأ بها أحد, وقديما سخر جرير من هجاء الفرزدق قائلاً:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
                     أبشر بطول سلامة يا مربع
فأبشري بطول سلامة يا غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق