قتلوهم ببندقية ترامب
ودّع العالم النازية والفاشية قبل أكثر من ثلاثة أرباع القرن، ثم استردّها في صورة أكثر فظاعة وبشاعة مع دونالد ترامب، رئيس أميركا المنحدر من أشد عصور الظلام عتامةً وقتامةً.
في أحدث الجرائم ضد الإنسانية، أعني تلك المذبحة التي ارتكبها مسلحون بيض في مركز تسوق في ولاية تكساس الأميركية أول من أمس، سنكون ظالمين لو حمّلنا الشخص العنصري المهووس الذي ضغط على الزناد، فحصد أرواح عشرين إنسانًا، المسؤولية وحده، ذلك أن كل جريمته أنه ترجم أقوال دونالد ترامب وتصرفاته إلى فعل جنائي إجرامي، وهو يحسِب أنه يحمي أميركا، والعالم معها، من خطر وجودي محدق بها.
منطلقات الجريمة تنبع من فلسفة ترامب في الحكم والإدارة، ورؤيته للآخر، غير الأميركي، وغير الأبيض، وتصبّ في المستنقع الحضاري والإنساني الذي يؤسّس له، ويدعو إليه الرئيس الأميركي، فالشاهد أن ما نفذه المجرم المسلح ببندقيته لا يزيد أو ينقص عما يقترفه ترامب بلسانه ويده، كما تجلى في تحريضه على طرد النائبة الأميركية إلهان عمر، وزميلاتها، وإعادتها من حيث جاءت أسرتها مهاجرة إلى الولايات المتحدة قبل عقود، وهو ما ردّت عليه النائبة ذات الأصول الصومالية باتهام حاكم البيت الأبيض بالفاشية والعنصرية.
على أن فاشية دونالد ترامب تتخذ طورًا أخطر بكثير من الفاشية كما تحدث عنها التاريخ، بالنظر إلى أن فاشية ترامب تتخطّى الكراهية والعداء لألوان من البشر، لتطاول الطير والشجر.. كما جرى في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2017 مع القرار الصادر من البيت الأبيض ضد الطيور المهاجرة، حين أعلنت إدارة ترامب أن شركات الطاقة ومؤسسات الأعمال الأخرى التي تقتل الطيور المهاجرة بطريقة الخطأ لن تُلاحق جنائياً بعد الآن، وهو القرار الذي وصفه كبير المسؤولين عن الحفاظ على الطبيعة في جمعية أودوبورن الوطنية، ديفيد أونيل، بالقول إن "البيت الأبيض يتخلى عن وسائل من تراث الحفاظ على الطبيعة يتجاوز عمرها مائة عام".
إذن، نحن بصدد رئيسٍ يعادي الطبيعة، ويحارب التنوع الإنساني، ويريد إعادة صياغة خرائط الإنسانية على طريقته الخاصة، محرّضًا على كل صور الإبادة والمحو، على نحو يذكّرك بمسلكيات الغزاة الأوائل الذين عبروا الأطلسي، وأبادوا الهنود الحمر، سكان البلاد الأصليين، لكي يؤسسوا عالمهم الجديد.
وكما وصفته في وقت مبكر، يرتدّ ترامب بالولايات المتحدة إلى عصور الظلام الدامس في تاريخ البشرية، يسلك وكأنه أحد الغزاة القادمين مع كريستوفر كولومبوس إلى الأرض التي سميت فيما بعد "أميركا"، من أجل الذهب والمال والمسيح.. حيث يستدعي هذا المعتوه كل تراث حروب الإقصاء والإبادة من التاريخ المعتم، ويقود بلاده، والدنيا بأسرها، إلى صدام الحضارات والأديان والأعراق، الأمر الذي يثير فزع الأميركيين أنفسهم على ما أنجزوه خلال أقل من قرنين ونصف القرن، منذ استقلت المستعمرات عن بريطانيا وصارت دولة لها رئيس.
يملأ دونالد ترامب خزائنه بالمال من تجارة الحرب على الإرهاب، بينما كل الوقائع تنطق بأنه هو الراعي الرسمي والرئيسي لكل صور الإرهاب في كل مكان، إذ يدعم بغير حدود إرهاب حكومات الاستبداد والاحتلال، وينتج طوال الوقت خطابًا محرّضًا على إرهاب الأفراد، فلم تخل جريمة كراهية وإرهاب عنصري على الأرض الأميركية من دوافع ناتجة عن نظرة ترامب للبشر، والتي تقوم على تمييز عنصري واضح، يتناقض بالكلية مع قيم التنوع التي تأسس عليها الدستور الأميركي.
والحال كذلك، وبمقتضى العدل والعقل، فإن أي محاكمةٍ لمرتكب جرائم كراهية عنصرية داخل أميركا لا تشمل ترامب بوصفه المشرّع لها والمحرّض عليها، لن تكون محاكمةً عادلة، كما أن هذه الجرائم لن تتوقف، ما دام الخطاب المنتج لها مستمرًا.
في أحدث الجرائم ضد الإنسانية، أعني تلك المذبحة التي ارتكبها مسلحون بيض في مركز تسوق في ولاية تكساس الأميركية أول من أمس، سنكون ظالمين لو حمّلنا الشخص العنصري المهووس الذي ضغط على الزناد، فحصد أرواح عشرين إنسانًا، المسؤولية وحده، ذلك أن كل جريمته أنه ترجم أقوال دونالد ترامب وتصرفاته إلى فعل جنائي إجرامي، وهو يحسِب أنه يحمي أميركا، والعالم معها، من خطر وجودي محدق بها.
منطلقات الجريمة تنبع من فلسفة ترامب في الحكم والإدارة، ورؤيته للآخر، غير الأميركي، وغير الأبيض، وتصبّ في المستنقع الحضاري والإنساني الذي يؤسّس له، ويدعو إليه الرئيس الأميركي، فالشاهد أن ما نفذه المجرم المسلح ببندقيته لا يزيد أو ينقص عما يقترفه ترامب بلسانه ويده، كما تجلى في تحريضه على طرد النائبة الأميركية إلهان عمر، وزميلاتها، وإعادتها من حيث جاءت أسرتها مهاجرة إلى الولايات المتحدة قبل عقود، وهو ما ردّت عليه النائبة ذات الأصول الصومالية باتهام حاكم البيت الأبيض بالفاشية والعنصرية.
على أن فاشية دونالد ترامب تتخذ طورًا أخطر بكثير من الفاشية كما تحدث عنها التاريخ، بالنظر إلى أن فاشية ترامب تتخطّى الكراهية والعداء لألوان من البشر، لتطاول الطير والشجر.. كما جرى في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2017 مع القرار الصادر من البيت الأبيض ضد الطيور المهاجرة، حين أعلنت إدارة ترامب أن شركات الطاقة ومؤسسات الأعمال الأخرى التي تقتل الطيور المهاجرة بطريقة الخطأ لن تُلاحق جنائياً بعد الآن، وهو القرار الذي وصفه كبير المسؤولين عن الحفاظ على الطبيعة في جمعية أودوبورن الوطنية، ديفيد أونيل، بالقول إن "البيت الأبيض يتخلى عن وسائل من تراث الحفاظ على الطبيعة يتجاوز عمرها مائة عام".
إذن، نحن بصدد رئيسٍ يعادي الطبيعة، ويحارب التنوع الإنساني، ويريد إعادة صياغة خرائط الإنسانية على طريقته الخاصة، محرّضًا على كل صور الإبادة والمحو، على نحو يذكّرك بمسلكيات الغزاة الأوائل الذين عبروا الأطلسي، وأبادوا الهنود الحمر، سكان البلاد الأصليين، لكي يؤسسوا عالمهم الجديد.
وكما وصفته في وقت مبكر، يرتدّ ترامب بالولايات المتحدة إلى عصور الظلام الدامس في تاريخ البشرية، يسلك وكأنه أحد الغزاة القادمين مع كريستوفر كولومبوس إلى الأرض التي سميت فيما بعد "أميركا"، من أجل الذهب والمال والمسيح.. حيث يستدعي هذا المعتوه كل تراث حروب الإقصاء والإبادة من التاريخ المعتم، ويقود بلاده، والدنيا بأسرها، إلى صدام الحضارات والأديان والأعراق، الأمر الذي يثير فزع الأميركيين أنفسهم على ما أنجزوه خلال أقل من قرنين ونصف القرن، منذ استقلت المستعمرات عن بريطانيا وصارت دولة لها رئيس.
يملأ دونالد ترامب خزائنه بالمال من تجارة الحرب على الإرهاب، بينما كل الوقائع تنطق بأنه هو الراعي الرسمي والرئيسي لكل صور الإرهاب في كل مكان، إذ يدعم بغير حدود إرهاب حكومات الاستبداد والاحتلال، وينتج طوال الوقت خطابًا محرّضًا على إرهاب الأفراد، فلم تخل جريمة كراهية وإرهاب عنصري على الأرض الأميركية من دوافع ناتجة عن نظرة ترامب للبشر، والتي تقوم على تمييز عنصري واضح، يتناقض بالكلية مع قيم التنوع التي تأسس عليها الدستور الأميركي.
والحال كذلك، وبمقتضى العدل والعقل، فإن أي محاكمةٍ لمرتكب جرائم كراهية عنصرية داخل أميركا لا تشمل ترامب بوصفه المشرّع لها والمحرّض عليها، لن تكون محاكمةً عادلة، كما أن هذه الجرائم لن تتوقف، ما دام الخطاب المنتج لها مستمرًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق