الثلاثاء، 21 يوليو 2020

إن كنتم تكرهون بعضكم يا مسلمين

إن كنتم تكرهون بعضكم يا مسلمين

الثلاثاء 2013/7/16

لم  أقرأ أبدا في تاريخ النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يكره اليهودي لأنه يهودي ولا النصراني لأنه نصراني، وحينما دخل في مواجهة مع أعدائه وتمكن منهم لم يمثل بأجسادهم، ولم يروع أبناءهم ونساءهم.. حاشاه من ذلك كله، لأن رسالته كانت (الإسلام) وهو السلام والرحمة.

أما في زمننا هذا فإن السلام صار كراهية متجذرة بين المسلمين أنفسهم، وبين أبناء الجلدة الواحدة في الوطن الواحد، شعارهم «إن لم تكن معي فأنت مع عدوي» فلا يوجد عندهم مشاعر وسطى ولا يسمح لذلك، ولكن إما أنت تكرهني أو تحبني، وإما أن تكون معي أو ضدي، والمصيبة الكبرى أن الكراهية عندهم ممزوجة بالحقد ومرتبطة بالوحشية، لدرجة أنه يتمنى لو أمسك بك فيقطعك بيده أو يرميك تحت أقدام وحوش البراري وهو يضحك ويرفع بأصبعيه علامة النصر ولكم أن تشاهدوا هذه المناظر على الهواء مباشرة في وطننا العربي الإسلامي.

الغريب في الأمر أن الشعوب العربية تتفرج على ما يحصل بينها وكأنها تتابع مباراة حاسمة لكرة القدم بين فريقين ندين، فهذا يصفق ويقول: عليك بهم وهذا يلعن ويسب ويقول: سنأخذ بثأرنا منكم. حتى بعض الحكام للأسف الشديد يتفرجون أيضا على هذا الهرج والمرج، وكيف يسير هذا القطيع التائه الذي يضرب بعضه بعضا، دون أن نرى منهم تحركا فعليا؟ فلم نجد حتى الآن بيننا رجلا حكيما ننصت له فيهز المنبر ويقول (كفى) ولا مثلا حسنا نشيد به وينتشل ما تبقى من أخلاق إنسانية يعرفها حتى الطفل.

والحقيقة، إذا كان هناك عدو حقيقي، فهو الفائز من كل ذلك، أن جعلنا نصنع (قنبلة بغاز الكراهية) بيدينا، لنقتل بعضنا ونفنى كلنا انظروا نظرة سريعة لخريطة العالم، وستعرفون أنه لا يوجد على سطحها أمة تعيش في توتر وعدم أمان وتشريد وقتل سوى في وطننا الإسلامي، لم يا مسلمين؟ ولماذا؟

تأكدوا أن ما يحدث بيننا الآن لن ينتج منه غالب ومغلوب صدقوني، ومن يظن ذلك فهو واهم ويعيش في خيال، لأن النتيجة الحقيقية من هذا العداء هو الدمار الشامل لكلا الجانبين.

وللعلم.. إن العيب ليس في الإسلام، ولكن فيمن يحملون اسمه ولا يحملون صفاته، فالإسلام لم يعلمنا الكراهية، بل علمنا الحب والسلام، ولم يزرع الأحقاد والثأر بيننا بل زرع التسامح والإخاء ولكم أن تقرأوا في سيرة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وستتذكرون يا من أنستكم العداوات وغيبتكم الشعارات المغرضة أن هدي نبينا العفو والرحمة حتى على الحيوان.

وبما أننا نصوم رمضان (جميعنا) لأننا مسلمون، أدعوكم أن تعرفوا ماذا يعني أن تكون مسلما؟ وأدعوكم إن كنتم جربتم الكراهية مع بعضكم البعض، أن تجربوا التقبل والسلام، يا من كانت تحيتهم (السلام عليكم).. وردهم (وعليكم السلام)




anwartnaib@hotmail.com

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق