قصيدة آيا صوفيا
الشاعر عبد الحليم الصومالي
نظم الشاعر الصومالي عبد الحليم الصومالي، أبيات شعرية بمناسبة إقامة أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا الكبير بعد 86 عاما من تحويله لمتحف، مستبشرا بقرب تحرير المسجد الأقصى.
أيا صوفيا آن اللقاء فأبشري
بفتح جديد فوق خديكِ يُرسَمُ
بكيتِ من البلوى ثمانين حِجَّةً
وستةَ أعوام من الذكر تحرمُ
مفجعة بالثكل يندى جبينها
تناجي نجوم الليل والليل مظلمُ
تغالب شجوا بات في الحلق غصة
معقّدة، والموت فيها مخيم
فكابدت آلام الفراق حزينة
وناديت في ركب أهاليه نُوَّمُ
نحيبك والحزن الذي فاض بالنوى
أثارا أسى بين الحشى يتضرم
مصابك مذ فارقك قد كان قرحة
يعاني أذاها المستهامُ المتيَّم
أحالوكِ لمّا لم يطيقوكِ متحفا
يجول عليه السائح المتهكمُ
وهم عزموا أن يطمسوا الدين كله
وإن كتموا فالله بالسرِّ أعلمُ
وما علموا أن الذي فلق النوى
يراقبهم من فوقهم حين أجرموا
فها قد أتى نصر من الله وحده
وشاع إلى الأكوان ما كنتُ أحلمُ
وصالت يد الأبطال تُحيي مجددا
زئيرَ أسودٍ فيكِ صلوا وسلموا
فمكة تشدو والمحارب تزدهي
وطيبة والأقصى السليب وزمزم
وعاد نداء الحق يعلو مجددا
له فوق هامات المآذن أنغم
وعادت إلى الأذهان أمجادنا التي
علونا بها فوق الأنام ونكرَم
وهذي جموع الحق ولهى تدفقت
يبثون وجدا مثله لا يُكَتَّمُ
يفيضون فيضا مثل ما فاض قبلهم
حجيج ببيت الله لبوا وأحرموا
وليس بهم إلا اشتياق ولوعة
إلى مسجد قد كان من قبل يُهضمُ
وقد رفعوا تلك الأكف ليثبتوا
بأن أيادي الحق أقوى أكرم
فيا أيها السلطان أقدم ولا تخف
فأنت لنا نور يضيء ومعلمُ
نفضت غبار الذل عن وجه أمة
رمى وأدها بالظلم ذئبٌ وأرقم
كشفت ستار الزيف عن سوء قادة
يحركهم حقد على الدين أيهمُ
يثورون حقدا كلما صاح مصلح
ويحمون غيظا كلما فاه مسلم
أباحو حمانا للعدا ثم أصبحوا
معاطس في الأوحال ترعى وترغم
فيا عجبا كم من مساجد هدمت
وأخرى استبيحت ثم عن أمرها عموا
منابرها نهبى لدى الغرب جهرة
تدق نواقيس عليها وتهضم
ويهدم أقصانا السليب بأهله
فلا شجب لا إنكار لا صوت منهمو
أؤلئك قوم لا يراعون حرمة
فأهونهم بالظلم والجور مغرم
أيا صوفيا عادت تكذب زعمهم
وتشهد أن الله أعلى وأعظم
وان ثمار الصبر تؤتى لمن سعى
وكل قضاء إن قضى الله مبرم
لقد كنت فينا مشعلا نهتدي به
ومكرمة عظمى بها نتقدم
ورمزا عظيما بات يروي مُجَسِّدا
حديث رسول كان بالفتح يجزم
هم الترك ، أُسْدٌ لا يهابون هَيْعَةً
يقودهمو ليث من الأسد ضيغم
تظل ملوك الروم صرعى بذكرهم
فذكرهمو في الحرب جيش عرمرم
إذا قاتلوا كانوا كماة وإن دُعوا
إلى نصرة المظلوم لبوا وأقدمو
وإن نطقوا هابت عداهم وأرعبوا
فألسنهم في الحق لا تتلعثم
أؤلئك أحفاد الخلافة إنهم
أسود كرام باسطوا الكف أنجم
عبد الحليم الصومالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق