الانهيار المفاجئ للفئة الأولى!
خواطر صعلوك
لقد تعرضت للسرقة من فئات اللصوص الثلاثة، وإليك عزيزي القارئ تفصيل الفئات، وكيف تمت السرقات.
اللص الأول دخل شقتي عام 2008، وكان ينتمي للفئة الثالثة من اللصوص، وهي أردى وأسوأ أنواع اللصوص حسب تصنيف الشرطة وحسب تصنيف الكاتب الرائع «أو هنري»، وتعمل هذه الفئة في الليل وتتحدث بالهمس وتسير على أطراف أصابعها، ولا تصعد على أكتاف الناخبين، ولكنها تصعد على «المواسير» أحياناً، وأحياناً أخرى على الأسوار العالية، وإذا تم ضبطهم متلبسين تتم معاملتهم بإهانة لأنهم فئة غير مرخص لها!
والحمد الله أن هذا اللص لم يجد ما يسرقه في شقتي، بل جمع لي كل الساعات والأشياء التي اعتقدت أنها ضاعت منذ زمن، وعندما شعر اللص بالتوتر بسبب جلبة ما، هرب وترك الأشياء ونسي هاتفه على الطاولة!
أما اللص الثاني فقد دخل حياتي عام 2009، ويعتبر من الفئة الثانية التي يُنظر إليها باحترام، وفي النهار لا تتحدث بالهمس بل تتحدث أمام الجموع باسم القانون أحياناً، وباسم الوطن أحياناً، أما في الليل فتتحدث بالهمس والإيداعات، ومن الصعب ضبط هذا النوع متلبساً لأنه مُعترف به ولكنه لا يحمل ترخيصاً بل حصانة.
وهذا اللص ما زال موجوداً في حياتي حتى اليوم، وأهم ما سرقه هو أحلام جيل بكامله.
أما اللص الثالث فهو من الفئة الأولى، التي لها نفوذ إعلامي كبير تعززه التأكيدات المستمرة الواردة من وزارة العدل بارتفاع نسب الطلاق بسبب دخول هذا اللص إلى قيم وعادات البيوت والأسر وسلوكيات النساء، وهذه الفئة دائماً في كامل أناقتها وتعيش في أرقى الفنادق واليخوت، ولديها قدرة كبيرة على التسويق وبيع الوهم والتطرف الاستهلاكي، صحيح أنها لا تصعد على أكتاف الناخبين ولكنها تفاقمت وتغوّلت على أكتاف المتابعين، وقد دخل هذا اللص حياتي في 2015م، وهذا اللص تحديداً اشتعل في المجتمع مثل نار، ولكنه انطفأ بالقانون مثل شمعة.
وللتو تم توقف نشاطه بسبب أنه نشر غسيله المبلول، فاشتكى عليه الجيران لأنه بلل ملابسهم أيضاً، وأمام النيابة وجد اللص نفسه أمام انعطافة مفاجئة للأحداث، حيث كان يحتاج إلى جمع شتات فكره، ولا نعلم هل سيجمع شتات فكره ونركب جميعاً «الباص»، أم سيخرج من حياتنا ويظهر بدلاً منه لص جديد، لأن هذه الفئة من اللصوص معترف بها ومُرخص لها، فالقانون لا يعاقب أو يقاضي إلّا أكثر أشكالها تطرفاً... وإلا فهذه الفئة منتشرة بأشكال مختلفة... وكل ما لم يذكر فيه اسم الله... أبتر.
قصة قصيرة:
الغاسل: تُرى هل يُحاسب المرء على قتل الوقت إذا حطم الساعة؟
المُجفف: لا طبعاً... بالتأكيد أن الساعة هي مَنْ ضربتك أولاً.
الغاسل: الحمد الله... براءة.
@moh1alatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق