لماذا فرح مسلمو الهند لعودة مسجد آيا صوفيا؟!
تنصيح الرحمن بن عبد الرحمن
تُرى، لماذا يسعد المسلمون في الهند إلى هذا الحد ، بسبب مسجد عاد إلى أصله و فتح لصلاة المسلمين في أرض بعيدة عنهم جغرافيا؟!
هل هذا مجرد سرور يشعر به المسلمون في كل العالم عند إعادة مسجد قديم له أثر عميق في قلوب المسلمين.. الجواب لا.. بل يرجع سبب هذا الابتهاج و السرور إلى أسباب سياسية و اجتماعية..
فالإسلام هو ثاني أكبر ديانة في الهند؛ حيث يبلغ عدد المنتمين إليه حوالي 172مليون نسمة، فالهند بلدة طيبة ونموذج عالمي للتعايش السلمي الذي يتمتع به أفراد الأديان المختلفه.
"الائتلاف رغم الاختلاف"هذا ما قدم زعماء الهند مثل غاندى للعالم ولكن من المؤسف جدا، إن اعتلى عرش حكومة الهند فرقة تحاول أن تفرق بين أممها و أفرادها.
ومنذ أن تولى حزب الشعب الهندي ولايته في عام 2014، لم نر في الهند أمنا ولا سلاما، ليس للمسلمين فقط، بل للأقليات الاخرى بأسرها.
إضافة إلى عدد كبير من المشكلات التي واجهها المسلمون في الهند، بعدما أصدرت حكومة الهند قانونا جديدا في ديسمبر كانون الثاني الماضي،سيصبح المسلمون في الهند مواطنين من الدرجة الثانية ويمنح هذا القانون الجنسية للمواطنين المضطهدين الذين ينتمون إلى ست أقليات دينية، الإسلام ليس من ضمنها، حتي إن كانوا من بنغلاديش أو باكستان أو أفغانستان.
وهل يعقل أن يطرد إنسان من بلد لمجرد أنه ينتمي إلى دين أو عقيدة محددة؟؟! بل هو ما يحدث في بلد معروف بالتسامح و التواد بين أفراد الديانات المختلفة.
ليس هذا فحسب، بل الحال أسوء مما نظن، حتى المساجد التي هي عند المسلمين بيوت الله، تتحول إلى معابد هندوسية يحرم على المسلمين دخولها.
وأكثر ما يحزننا أن كل هذه الأحداث تقع بدعم مطلق من المحكمة والحكومة.
"المسجد البابري" قد بني في القرن 16، بيد الإمبراطور المغولي المسلم "ظهير الدين بن محمد بابر“؛ و يقع المسجد بمدينة "أيوديا" بولاية "أوتر برديش" شمال الهند، على هضبة راماكو المقدسة لدى الهندوس.
وقد تعرض هذا الصرح الإسلامي العريق للهدم من قبل المتطرفين الهندوسيين الذين يزعمون أنه بني على أنقاض معبد بمكان مولد رام الذي يعبدونه.
آيا صوفيا
وتكرر الهجوم على المسجد إلى أن إنتهت إلى هدمه بالكامل في السادس من ديسمبرعام 1992.
فأصبح ذلك المكان المقدس الذي كان يسجد فيه المسلمين لسنوات طويلة؛ محل نزاع تحرسه الشرطة.
وكان قد سمح راجيف غاندي، الرئيس السابق للهند بوضع حجر أساس لمعبد هندوسي في ساحة المسجد و إقامة شعائرهم الدينية.
وقد طلب المسلمون من ذلك الحين إعادة المسجد إلى أصله؛ بينما واصل الهندوسيون المتطرفون طلبهم لبناء معبد على انقاض المسجد.
وكل هذه المحاولات الشنيعة كانت تجري بدعم كامل من حزب بهاراتيا جنتا الحاكم الحالي في الهند.
ومما لا يختلف فيه أحد أن هذا الحزب قد أستغل هذا الموضوع لاستقطاب أصوات الهندوس لصالحه في الانتخابات.
وبعد طول انتظار جاء قرار المحكمة العليا في الهند لمنح الهندوس أرض المسجد بشكل نهائي.
لذا فعندما تعلو التكبيرات في منابر آيا صوفيا تهتز لها قلوب المسلمين من كل صوب فرحا و سرورا.
فتلك التكبيرات تنبت في قلوب أهل الهند أملا في عودة مسجد قد أخذ منهم ظلما؛ وأنه وقف لله ثم وديعة من السلطان العثماني محمد فاتح (رحمه الله)-سيعود البابري أيضا إلى أصله و شرفه، و سيدخله المسلمون للصلاة والاعتكاف.
وما يحزن أي مسلم منصف محب للعدل و القيم، هو ارتفاع تلك الأصوات المناهضة لعودة المسجد إلى أصله.، سواء كان من المسلمين أو من غيرهم.
فمساجد المسلمين في الأندلس تحولت لكنائس و بارات و نوادي ليلية، و تحول البابري في الهند لمعبد هندوسي يحرم على المسلمين دخوله.
ولا يزال الشياطين يريدون تحويل القدس بكل مقدساتها لعاصمة للصهيونية، لم نسمع أصواتا ذلك لا من الشرق ولا من الغرب،ثم نسمعها تشتد عند إعادة أحد مساجد المسلمين إلي اصله.
فكل ما نريد أن نقول للذين يعضون أيديهم حقدا و غيظا علينا"موتوا بغيظكم أن الله عليم بذات الصدور".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق