حين تصل المناكفة السياسية للإساءة لتاريخ وحضارة المسلمين: آيا صوفيا نموجاً
أحمد الشيبة النعيمي
شهد التاريخ الإسلامي حالات كثيرة وقف فيها الكثير من أمراء السوء ومن شايعهم من سدنتهم؛ مع أعداء الإسلام و المسلمين، ووقعوا في مستنقعات خيانة الهوية والحضارة والعقيدة، وسجلهم التاريخ في سجلات الخيانة والغدر مع أبي رغال وعبد الله بن أُبيّ، والوزير العباسي ابن العلقمي وغيرهم، وبقي ذكر عظماء الفاتحين في سجل الخالدين الأبرار على صفحات من نور، أمثال صلاح الدين الأيوبي، وسيف الدين قطز، وطارق بن زياد، وعبد الرحمن الداخل، ويوسف بن تاشفين، ومحمد الفاتح، وسليمان القانوني، وغيرهم.
وفي عصر التطبيع المهين مع الصهاينة وعصر صفقات العار، تتموضع بعض الدول الإسلامية وبعض المثقفين المحسوبين على ملة الإسلام في خانة أعداء تاريخ وحضارة الإسلام، مع تسخير الإعلام والفن والمسلسلات لتشويه التاريخ الإسلامي والفتوحات الإسلامية التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها فتح القسطنطينية التي يعد فتحها من دلائل صدق النبوة؛ بعد أن جاء في الحديث الذي صححه أكثر أهل العلم والذي ورد في مسند أحمد بن حنبل: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش". والحديث صححه الحاكم والذهبي وشكك فيه البعض بسبب راوٍ ظنوه مجهولا، ولكن ابن حبان وثق هذا الشخص، ومن يعلم حجة على من لا يعلم، فانتفت الجهالة وترجحت صحة الحديث وأكد الواقع مصداقيته، وله شواهد.
وكم هو مخجل ومخز أن تشاهد مثقفاً عربيا مسلماً يتهجم على تاريخ المجاهد العظيم والقائد المسلم محمد الفاتح، وتاريخه الناصع بالفتوحات ونشر العدل والتسامح، وتجد في نفس الوقت مثقفاً فرنسيا من فلاسفة التنوير يشيد بهذا الفاتح العظيم. فهذا فيلسوف عصر التنوير الفرنسي "فولتير"؛ يتحدث عن تسامح السلطان محمد الفاتح عندما دخل القسطنطينية، فيقول: "ومما يدل على أن السلطان محمد الفاتح كان عاقلا حليماً، ترْكه للنصارى المقهورين الحرية الدينية في انتخاب البطريرك، ولما انتخبوه ثبته السلطان وسلّمه عصا البطاركة، وألبسه الخاتم، حتى صرح البطريرك وقتها: إني خجِلٌ حقا مما لاقيته من التبجيل والحفاوة، الأمر الذي لم يعمله النصارى مع أسلافي".
ولأن الفتح كان عنوة بعد المؤامرات البيزنطية على المسلمين، حوّل الفاتح العظيم مركز القيادة البيزنطية الروحية "كاتدرائية آيا صوفيا" إلى مسجد، وتحوّل هذا المسجد إلى أيقونة الفتح. ولم يؤثر ذلك على تسامح الفاتح مع المسيحيين وبقيت كنائسهم الأخرى التي لم تأخذ دلالة سياسية. واستمر المسلمون في الصلاة في هذا المسجد 500 عام حتى جاء من يحاول سلخ تركيا عن تاريخها ودينها، وحوّل المسجد إلى متحف عام 1934م.
وأخيراً عادت الأمور إلى مجاريها وبدأ التمهيد لإعادة المتحف إلى مسجد ولله الحمد، فإذا بالولولة والنياح يتصاعد من بعض أبناء جلدتنا، وارتفعت الأصوات النشاز من بعض المحسوبين على الثقافة في الإمارات، بلدي العربي والمسلم الغالي. والغريب أن هؤلاء المتنمرين على المسلمين وتاريخ الإسلام يبلعون ألسنتهم عند ذكر المساجد التي تم تحويلها إلى كنائس في أوروبا فلا تسمع لهم ركزا، ويهللون لافتتاح الكنائس والمعابد الوثنية في ديار الإسلام، فإذا سمعوا عن افتتاح مسجد يتداعون بالويل والثبور وكبائر الأمور، ويتحولون إلى أبواق للتحريض ضد الإسلام وتاريخه وهويته ورموزه الخالدة.
لقد تجاوزت المناكفات الدنيئة كل الخطوط الحمراء، فلم تعد أبواق التطبيع تملك الجرأة ولو على سبيل المجاملة لمشاعر المسلمين على إدانة اغتصاب الأرض والمقدسات في فلسطين وغيرها، ولا إدانة اعتقال ملايين المسلمين وإجبارهم على تغيير هويتهم الإسلامية، ولا إدانة تمزيق الوحدة السياسية للدول العربية والإسلامية، ولكن لما تم إعادة متحف إلى مسجد ارتفعت الأصوات، وتمعرت الوجوه، وهذا واقع الأمر إذ يبيع المثقف ضميره، وتصل المناكفة السياسية إلى تسخير أموال المسلمين ووسائل إعلامهم وأقلامهم للإساءة إلى تاريخ وحضارة المسلمين.
وفي عصر التطبيع المهين مع الصهاينة وعصر صفقات العار، تتموضع بعض الدول الإسلامية وبعض المثقفين المحسوبين على ملة الإسلام في خانة أعداء تاريخ وحضارة الإسلام، مع تسخير الإعلام والفن والمسلسلات لتشويه التاريخ الإسلامي والفتوحات الإسلامية التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها فتح القسطنطينية التي يعد فتحها من دلائل صدق النبوة؛ بعد أن جاء في الحديث الذي صححه أكثر أهل العلم والذي ورد في مسند أحمد بن حنبل: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش". والحديث صححه الحاكم والذهبي وشكك فيه البعض بسبب راوٍ ظنوه مجهولا، ولكن ابن حبان وثق هذا الشخص، ومن يعلم حجة على من لا يعلم، فانتفت الجهالة وترجحت صحة الحديث وأكد الواقع مصداقيته، وله شواهد.
وكم هو مخجل ومخز أن تشاهد مثقفاً عربيا مسلماً يتهجم على تاريخ المجاهد العظيم والقائد المسلم محمد الفاتح، وتاريخه الناصع بالفتوحات ونشر العدل والتسامح، وتجد في نفس الوقت مثقفاً فرنسيا من فلاسفة التنوير يشيد بهذا الفاتح العظيم. فهذا فيلسوف عصر التنوير الفرنسي "فولتير"؛ يتحدث عن تسامح السلطان محمد الفاتح عندما دخل القسطنطينية، فيقول: "ومما يدل على أن السلطان محمد الفاتح كان عاقلا حليماً، ترْكه للنصارى المقهورين الحرية الدينية في انتخاب البطريرك، ولما انتخبوه ثبته السلطان وسلّمه عصا البطاركة، وألبسه الخاتم، حتى صرح البطريرك وقتها: إني خجِلٌ حقا مما لاقيته من التبجيل والحفاوة، الأمر الذي لم يعمله النصارى مع أسلافي".
ولأن الفتح كان عنوة بعد المؤامرات البيزنطية على المسلمين، حوّل الفاتح العظيم مركز القيادة البيزنطية الروحية "كاتدرائية آيا صوفيا" إلى مسجد، وتحوّل هذا المسجد إلى أيقونة الفتح. ولم يؤثر ذلك على تسامح الفاتح مع المسيحيين وبقيت كنائسهم الأخرى التي لم تأخذ دلالة سياسية. واستمر المسلمون في الصلاة في هذا المسجد 500 عام حتى جاء من يحاول سلخ تركيا عن تاريخها ودينها، وحوّل المسجد إلى متحف عام 1934م.
وأخيراً عادت الأمور إلى مجاريها وبدأ التمهيد لإعادة المتحف إلى مسجد ولله الحمد، فإذا بالولولة والنياح يتصاعد من بعض أبناء جلدتنا، وارتفعت الأصوات النشاز من بعض المحسوبين على الثقافة في الإمارات، بلدي العربي والمسلم الغالي. والغريب أن هؤلاء المتنمرين على المسلمين وتاريخ الإسلام يبلعون ألسنتهم عند ذكر المساجد التي تم تحويلها إلى كنائس في أوروبا فلا تسمع لهم ركزا، ويهللون لافتتاح الكنائس والمعابد الوثنية في ديار الإسلام، فإذا سمعوا عن افتتاح مسجد يتداعون بالويل والثبور وكبائر الأمور، ويتحولون إلى أبواق للتحريض ضد الإسلام وتاريخه وهويته ورموزه الخالدة.
لقد تجاوزت المناكفات الدنيئة كل الخطوط الحمراء، فلم تعد أبواق التطبيع تملك الجرأة ولو على سبيل المجاملة لمشاعر المسلمين على إدانة اغتصاب الأرض والمقدسات في فلسطين وغيرها، ولا إدانة اعتقال ملايين المسلمين وإجبارهم على تغيير هويتهم الإسلامية، ولا إدانة تمزيق الوحدة السياسية للدول العربية والإسلامية، ولكن لما تم إعادة متحف إلى مسجد ارتفعت الأصوات، وتمعرت الوجوه، وهذا واقع الأمر إذ يبيع المثقف ضميره، وتصل المناكفة السياسية إلى تسخير أموال المسلمين ووسائل إعلامهم وأقلامهم للإساءة إلى تاريخ وحضارة المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق