الأحد، 26 يوليو 2020

قصيدة يا جدار الصمت

قصيدة يا جدار الصمت

في هذه الأبيات بيان وتوضيح لمدى الصمت العميق الذي حل بهذه الأمة المنكوبة، وما حصل لها من الجراح التي لا يكاد يلتئم منها جرح إلا وينكأ جرح آخر، لكن مع هذا الصمت الذي عمّ، ومع هذه الجراحات، ما زال في هذه الأمة رجال أحياء القلوب والمشاعر غير صامتين.
  1.                                    قصيدة يا جدار الصمت

يا جدار الصمت هاتْ
هات أصداء الثبات

حين تخبو الكلمات
حين تغشى النائبات

نحن للجرح أساه
أبصر البشرى تنوس

من بعيد كالعروس
عُرفها يحيي النفوس

تهزم الليل العبوس
نورها يخشى رؤاه

أنت أيقظت الجراح
قلت حي على الفلاح

فرأيت النصر لاح
وتراءيت الصباح

لا تقل عز الطريق
لا تقل قل الرفيق

هاهو الركب المفيق
جاز أرجاء المضيق

رافعاً شُم الجباه
يا أبا موسى سلام
أنت مقداد همام

أنت حر لا تضام
إنما الموت الزؤام

من أعار الظلم فاه
إنما السجن المهين

إنما الخزي المبين
إنما العار المكين

من تولى المجرمين
واقتفى نهج الطغاه

بالمواضي المرهفات
بالشفاه الذاكرات
بالعيون الباكيات

يبلغ الحق مداه
إن هذا الأمر جِد

ما من الإقدام بُد
ليس للطغيان حَد

فاستفيقوا واستعدوا
يا مغاوير كماه

دأبنا والحتف حتف
أننا في الروع صف
وليمت ألف وألف

وليطر رأسٌ وكف
زحفنا نور ونار

لا نبالي بالتتار
اسأل النقع المثار

حيثما سرنا وسار
اسأل الشيشان عنا

هل جبنا أو وهنا
كيف لو أنا اتحدنا

ولدرب الحق عدنا
من شعوب ودعاه

لا نبالي بالقيود
دعوة حال السجود

تقصم الباغي اللدود
والنصارى واليهود

لن يجيروا من عصاه
فانتقم رب السماء

يا عظيمَ الكبرياء
من عدوٍ قد أساء

وأهان الأبرياء
عن سبيل الحق تاه

أَرِنا هُم مبلسين
في خنوع مقنعين

بعد أن عاشوا سنين
في غرور وسفاه

أضرِم الشوق اللهيب
واتجه نحو الحبيب

تدرك الفوز القريب
عند مولاك المجيب

فاز من نال رضاه
يا إلهي كم أتوب

أخلقت وجهي الذنوب
أثقلت كتفي الكروب

فامح عني كل حوب
فاز من كنت رجاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق