الأحد، 26 يوليو 2020

لهذا أمسك خطيب آيا صوفيا بالسيف

لهذا أمسك خطيب آيا صوفيا بالسيف


إحسان الفقيه

– يحسبون كل صيحة عليهم.. مغرد سعودي وجد في حمل الخطيب سيفا أثناء خطبة الجمعة “رسالة إرهابية”!
– الخطيب الذي أشار إلى اليونان تحديدا لأسباب معروفة ولم يذكر بلدا آخر، أثار انزعاج هذا المغرد ومغردين آخرين لمجرد أن صلاة جمعة تقام في مسجد للمسلمين بعد عقود من الانقطاع.
– المرصد وجد في مغالطات المغرد ما يستحق الرد على الأقل ليعرف هو وغيره مغزى رفع الخطيب للسيف العثماني ودلالاته.

قد لا يبدو غريبا أن يعتبر مغرد سعودي خطبة رئيس الشؤون الدينية التركية، علي أرباش، “رسالة إرهابية”، لا لشيء ورد في الخطبة ومضمونها المتسامح، إنما فقط لأنه حمل بيده سيفا!!

المغرد السعودي الذي يتابعه أكثر من 420 ألف متابع وحظيت تغريدته بتفاعل أكثر من ألفي حساب بين رد واعجاب وإعادة تغريد، لم يكتف بوصف خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا بأنها “رسالة إرهابية”، بل زاد أنه منذ سنوات كما يدعي يحذر من أن “المخطط هو سفك الدماء اليوم”، ولا ندري ما هي استدلالاته مما ورد بالخطبة، وأين استشف وجود “مخطط لسفك الدماء”؟ وأين ومتى سفكت هذه الدماء؟

في رسالة ارهابية خطب رئيس شؤون #تركيا الدينية وفي يده سيفاً في اشارة خطيرة ، يظهر أنهم اشتاقوا إلى #قونية أخرى واشتاقوا لكسرة أخرى!!

سنوات وأنا أكتب أن المخطط هو سفك الدماء اليوم يتجلى ذلك فهل نعي الخطر ونبدأ في تحصين أنفسنا بالقضاء على كل متعاطف معهم قبل أن يكون عميل خيانة لنا؟؟



مع تغريدته، نقل المغرد مقطعا تحدث فيه خطيب مسجد آيا صوفيا عن أنه “بإمكاننا أن نصلي في مسجد السلطان أحمد ها هو قريب منا، ولكن الرسالة الآن أننا أصبحنا دولة قوية قادرين على أن نتخذ قرار استقلالنا، ونرى الآن على سبيل المثال التلفزيون اليوناني يبث مباشر الخطبة ولكن بطريقة أخرى، هو حزين ومنزعج لهذا الحدث”.

وما لم ينقله المغرد ننقله هنا كجزء مما جاء في خطبة الجمعة من مسجد آيا صوفيا، حيث يقول الخطيب “إن آيا صوفيا سمة الفتح، وأمانة الفاتح. أوقف السلطان الفاتح محمد خان ذلك المكان، وجعل منه وقفا بصفته مسجدا إلى يوم القيامة، وتركه في عهدة المؤمنين”.

ومن متابعة خطبة رئيس الشؤون الدينية يتولد إحساس بأن تركيا تعتقد أن اليونان، ولأسباب معينة، وحدها من ستكون حزينة ومنزعجة من أداء أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا، لكن على ما يبدو فإن الأمر يتعدى اليونان إلى عرب ومسلمين أمثال هذا المغرد السعودي وآخرين يغيظهم أي إنجاز تحققه تركيا سواء على صعيد نهضتها وتنميتها أو على صعيد استقلاليتها بالقرار وسيادتها كما في قرار إعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد تقام فيه الصلوات بأوقاتها الخمسة وفي أيام الجمع والأعياد الدينية.

صحيح أن “مرصد تفنيد الأكاذيب” وجد ليرد على الأكاذيب ويفندها بمهنية وبالدليل والبرهان، لكن الفريق وجد أنه من المستحسن أيضا أن يرد على “مغالطات” كهذه وردت في تغريدة المغرد التي أقل ما يقال عنها أن كاتبها يجهل ما يتعلق بحمل الخطيب للسيف على منبره ودلالات ذلك.

في التفاصيل، ألقى رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، خطبة أول جمعة تقام في مسجد آيا صوفيا بعد 86 عاما من إيقاف الصلاة فيه، رافعا سيفا مع وجود راية خضراء مرفوعة على المنبر تتوسطها أهلة ثلاثة، وهي راية جيش الخلافة بأهلته الثلاثة التي تدل على اتساع رقعة الفتوحات إلى قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.

ولكن ماذا عن السيف الذي كان بيد خطيب المسجد؟ وما دلالاته؟

السيف هو سيف عثماني يعود للسلطان محمد الفاتح الذي كان أول من ألقى خطبة الجمعة ممسكا بسيفه في الجامع الكبير في مدينة “أدرنة” عاصمة الدولة العثمانية آنذاك قبل فتح القسطنطينية “إسطنبول”، ليكون تقليدا متبعا من سلاطين الدولة العثمانية لستة قرون تالية.

أما دلالات هذه العادة الحميدة التي أحيتها تركيا في مسجد آيا صوفيا، فهي لإظهار سيادة الإسلام ونوره في الأمصار التي فتحها المسلمون طيلة قرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق