الخميس، 5 نوفمبر 2020

وَقَفَاتٌ مُهِمَّة فِي دِفَاعِنَا عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -

 وَقَفَاتٌ مُهِمَّة فِي دِفَاعِنَا عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -

 الدُّكْتور مُنْذِر الْقُضَاة
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْد:


الْوَقْفَةُ الْأُوْلَى: (لاَ يَتِمُّ إِيمَانُ العَبْدِ إِلاَّ بِهَا )
إِنَّ مِنَ الأُمُورِ المُقَرَّرَةِ الثَّابِتَةِ التِي لاَ مَجَالَ فِيهَا للشَّكِّ وَالرَّيبِ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِمَامُ المُتَّقِينَ، وَصَفْوَةُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَأَفْضَلُ الأَنْبِيَاءِ وَخَاتَمُ المُرْسَلِينَ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، وَاللِّوَاءِ المَعْقُودِ، وَالمَقَامِ المَحْمُودِ، وَالحَوْضِ المَوْرُودِ، أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ البَعْثِ وَالنُّشُورِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ، وَيَشْفَعُ للخَلْقِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ المَوْعُودِ.
وَأَنَّ طَاعَتَهُ وَتَقْدِيرَهُ وَاحْتِرَامَهُ حَيًّا وَمِيِّتًا مِنْ أَعْظَمِ الوَاجِبَاتِ التِي لاَ يَتِمُّ إِيمَانُ العَبْدِ إِلاَّ بِهَا، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُ وَالدِّفَاعَ عَنْهُ وَنُصْرَتَهُ وَفِدَاءَهُ بِالنَّفْسِ وَالمَالِ وَالأَهْلِ دِينٌ يَدِينُ بِهِ المُسْلِمُ للهِ تَعَالَى، وَأَنَّ كَرَاهِيَتَهُ وَبُغْضَهُ وَانْتِقَاصَهُ وَالاسْتِهْزَاءَ بِهِ وَبِدِينِهِ كُفْرٌ وَرِدَّةٌ عَنْ دِينِ اللهِ تَعَالَى، تُوْجِبُ العُقُوبَةَ وَاللَّعْنَةَ، وَتُهْدِرُ دَمَ فَاعِلِهَا وَمَالَهُ وَعِرْضَهُ، قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) [سورة الأحزاب:57]، وَفِي الصَّحِيحَينِ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: " لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".


الْوَقْفَةُ الثَّانِيَةُ:(إِمْعَانًا فِي الْعَدَاءِ مِنْهُم وَنَكَأَ لِلْجِرَاحِ مِنْ جَديدٍ )
وَمَعَ مَكَانَتِهِ العَالِيَةِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَنْزِلَتِهِ الرَّفِيعَةِ، وَأَخْلاَقِهِ الحَمِيدَةِ، وَفَضَائِلِهِ العَظِيمَةِ التِي زَكَّاهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ، وَأَثْبَتَهَا لَهُ قَبْلَ النَّاسِ، وَشَهِدَ بِهَا عُقَلاَءُ البَشَرِ وَمُثَقَّفُوهُمْ حَتَّى مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَهْلِ الكُفْرِ وَالمِلَلِ الأُخْرَى قَبْلَ البِعْثَةِ وَبَعْدَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَسْلَمْ مِنَ السُّخْرِيَةِ وَالأَذَى، وَالاعْتِدَاءِ وَالشَّتْمِ، وَالتَّنَقُّصِ وَالتَّهَكُّمِ، منْذُ بِعْثَتِهِ -صلى الله عليه وسلم- وَإِلَى هَذِهِ الأَيَّامِ، شَأْنُهُ شَأْن إِخْوَانِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ الذِينَ كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى جَاءَهُمْ نَصْرُ اللهِ تَعَالَى، وَصَدَقَ اللهُ العَظِيمُ حِينَ قَالَ: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) [سورة يس:30].
ولَقَد تَجَرَّأَتْ صُحُفٌ وَمَجلاتٌ أَجَنَبِيَّةِ، عَلَى سَبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْاِسْتِهْزَاءُ بِهِ بِرُسُومٍ مُسِيِئَةٍ، وَالتَّنَقُّصِ مِنْ قَدْرِهِ الشَّرِيفِ مُنْذُ سنوَاتٍ فِي الْعَدِيدِ مِنَ الدُّوَلِ الْأَجْنَبِيَّةِ، وَحَديثاً ،وَإِمْعَانًا فِي الْعَدَاءِ وَنَكَأَ لِلْجِرَاحِ مِنْ جَدِيدٍ قَامَ أُسْتَاذٌ لِمَادَّةِ التَّارِيخِ فِي فَرَنْسَا بِعَرْضِ هَذِهِ الرُّسُومِ أَمَامَ طَلَابَهُ بِحُجَّةِ حُرِّيَّةِ التَّعْبِيرِ فِي إِسَاءةٍ سَافِرَةٍ وَمُتَعَمِّدَةً وَوَاضِحَةً لِدِينِ الْإِسْلَامِ وَنَبِيِّ الْإِسْلَامِ وَأُمَّةِ الْإِسْلَام .
والواضح أنَّ هذا الأمر متجدد وله أهداف ومخططات ضد الإسلام .


الْوَقْفَةُ الثَّالِثَةُ : (غَضَبَةُ الْمُسْلِمُونَ في جَمِيعِ أنْحَاءِ العَالمِ لَهَا مَا يُبَرِّرُهَا وَلَيْسَتْ غَيْرُ مُنْضَبِطَةٍ)
فإنَّ حُبَّ الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَالما كَانَ وَمَا زَالَ وَسَيبْقَى عَقِيدَةٌ يَتَّفِقُ عَلَيْهَا كُلُّ الْمُسْلِمِينَ بِشَتَّى مَذَاهِبِهم وَأَفْكَارِهِمْ، فَكَلُّ الْقَلُوبِ مُجْتَمَعَةً عَلَى حُبِّهِ، لِهَذَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَثْمِرَ هَذِهِ الْأَزْمَةُ الْعَالَمِيَّةُ الَّتِي تَتَنَامَى بِسَبَبِ التَّعَرُّضِ لِشَخْصِهِ فِي تَوْحِيدِ الْأُمَّةِ وَجَمْعِ كَلِمَتِهَا حَوْلَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلَاَمُ لِتَكُونُ غَضَبَةُ الْمُسْلِمِينَ لِدِينِهِمْ فِي الْاِتِّجَاهِ الصَّحِيحِ ، وَلَا أَنْ َنُرَاهِن أَنَّ هَذِهِ الْغَضَبَة غَيْرُ مُنْضَبِطَةٍ ، وَعَاطِفِيَّةٍ وَسُرْعَانَ مَا تَتَلَاشَى.


الْوَقْفَةُ الرَّابعَةُ: (مَنْهَجُ عُلَمَاءُ السُّنَّة في هَذِهِ الأزْمَة )

لِلْأَسَفِ أنَّه لَيْسَ غَرِيبَاً أَنْ نَسْمَعَ وَنَرَى هَذِهِ الْأَفْعَالُ المسِيئَة تَطُل بِرَأسِهَا تَطَالُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَيْنِ وَالْآخَر- تَلْميحًا أَوْ تَصْرِيحًا-وَلَكِنَّ الْغَرِيبَ الْعَجِيبَ التَّخَاذُلُ فِي الدِّفَاعِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-كَمَا رَأَيْنَاهُ هَذِهِ الْأيَّامِ من المثَبِطِين لِلعَزَائم وَالهِمَم بحِججٍ وَاهِيَة خَاصَّةً مِنْ بَعْضِ مَنْ يَنْتَسِبُ إِلَى الْعِلْمِ وَالدَّعْوَةِ، وَكَانَ من الْمُفْتَرَضِ عَلَيْهِمْ أَنْ يُبَارِكُوا هَذَا التَّعَاطُفُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِنَبِيِّهِمْ، وَيَحْمَدُوهُ، وَيَكُونُ لهم فُرْصَةً سَانِحَةً لِتَعْلِيمِ
النَّاسِ مَقَاصَدَ الأفْعَالِ وَالأعْمَالِ وَتَعْلِيمَهُم عَقِيدَةُ الْوَلَاَءِ وَالْبرَاءِ، مَعَ تَوْجِيهِهِمْ وَإِرْشَادِهِمْ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لهم فِي دُنْيَاِهِمْ وَأُخْرَاِهِمْ
فَمَا زَالَ مَنْهَجُ عُلَمَاءُ السُّنَّةَ عَلَى الدَّوَام التَّصْرِيحَ بِالْحَقِّ فِي رَدِّ الْبِدَعِ وَالضَّلَاَلَاتِ، وَالشِّرْكِيَاتِ وَالْكُفْرِيَاتِ، وَالْمُنْكَرَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ- الْمُنْتَشِرَةِ بَيْنَ النَّاسِ - ضِمْنَ ضَوَابِطِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ المنْكِرِ، وَتَقْديمَ مَصَالِحِ الدِّينِ عَلَى مَصَالِحِ الْعِبَادِ بِلَا غَمْغَمَةٍ وَلَا هَمْهَمَةٍ وَلَا مُجَامَلَةٍ، بِوُضُوحٍ لَا أوْضَحُ مِنْهُ، وَبِتَصْرِيحٍ لَا أَصَرَّحَ مِنْهُ، وَهَذَا مِنْهُمْ إبراء لِذِمَمِهِمْ فِي تَبْلِيغِ دَيْنِ اللهِ تَعَالَى، وَإِلْقَاءً لِلتَّبِعَةِ مَنْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَنُصْحًا، وَرَحْمَةً بِالْمُخَالِفَيْن ؛ رَجَاءَ إِنْقَاذِهِمْ مِنَ النَّارِ وَغَضَبِ الْجَبَّارِ.
قَالَ الْإمَامُ الذَّهَبِي رَحِمَهُ اللهُ): حَدَّثَنِي أَبُو مُعَمَّرُ الْقطِيعِي، قَالَ: لَمَّا أَحُضِرْنَا إِلَى دَارِ السُّلْطَانِ أيَّامَ الْمِحْنَةِ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْن حَنْبَل قَدْ أَحُضِرَ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ يُجِيبُونَ- أي: بِالْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ- وَكَانَ رَجُلًا لَيَّنَاً، فَاِنْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، وَاِحْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَذَهَبَ ذَلِكَ اللَّيْنُ، فَقُلْتُ : إِنَّهُ قَدْ غَضِبَ لله، فَقُلْتُ: أَبَشِر).


الْوَقْفَةُ الْخَامسَةُ: ( هَلْ نُغْمِضُ أَعْيُنَّنَا، وَنَصُمُّ آذَانَنَا، وَنُطْبَقُ أَفَوَاهِنَا عَنْ مَا يَجْرِي بِحَقِّ نَبِيِّنَا؟)
بِاللهِ عَلَيْكُمْ مَاذَا يَبْقَى فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مِنْ لَذَّةٍ يَوْمَ يُنَالُ مِنْ مَقَامِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَا يُنْتَصِرُ لَهُ وَلَو بِالكَلِمةِ، وَلَا يُذَادُ عَنْ حِيَاضِهِ.
مَاذَا نَقُولُ تُجَاهَ هَذَا الْعَدَاءِ السَّافِرِ، وَالتَّهَكُّمُ الْمَكْشُوفُ هَلْ نُغْمِضُ أَعْيُنَنَا، وَنَصُمُّ آذَانِنَا، وَنَطْبَقُ أفْوَاهَنَا؟!
وَهَلْ سَيَتَوَقَّفُ الْأَمْرُ عِنْدَهُمْ، وَهَلْ سَيَنْظُرُونَ هُم لِلْمَصْلَحَةِ وَالْمَفْسَدَةِ عَلَى بِلَادِهِم كَمَا نَنْظُرُ لَهَا نَحْنُ!
قَالَ اِبْنُ تَيْمِيَة رحمه الله :( فَإِنَّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنْ سَبِّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَا تُحْتَمَلُ بِإِسْلَامِ أُلُوفٍ مِنَ الْكُفَّارِ وَلِأَنْ يَظْهَرُ دَيْنُ اللهِ ظُهورًا يَمْنَعُ أحَدًا أَنْ يُنْطَقُ فِيهِ بِطَعْنٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ مِنْ أَنْ يَدْخُلُ فِيهِ أَقِوَامٌ وَهُوَ مُنْتَهِكٌ مُسْتَهَانٌ) الصَّارِمَ الْمَسْلُولَ 1 / 505


الْوَقْفَةُ السَّادِسَةُ:( أَوَجَب الْوَاجِبَاتُ)
يَعْتَبِرُ الدِّفَاعُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُصْرَتِهِ وَالذَّوْدَ عَنْهُ مِنْ مُبْغِضِيْهِ وَشَانِئيهِ وَشَاتِمِيِهِ، وَرَاسِمِيِهِ بِالرُّسُومِ المسِيئةِ ؛ مِنْ أَوَجَبِ الْوَاجِبَاتِ، كُلٌّ عَلَى قَدَرِ اِسْتِطَاعَتِهِ، بِاللِّسَانِ وَالْفِعَالَ وَالْجِنَانِ، وَهُوَ مِنْ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ " رواه أبو داوود (2504) ، والنسائي (3096)
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ ، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ" رواه أحمد (11474)
وَمِنْ هَذَا الْجِهَاد: هَجْرُ التَّعَامُلُ مَعَهُمْ ؛ كَالتَّعَامُلُ الْعِلْمِيُّ وَالْاِقْتِصَادِيُّ وَالسِّيَاسِيُّ،
وَأَنْ نَرْفِضَ التَّعَامُلَ أبَدَاً مَعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْبُونَهُ، وَنُقَاطِعُ كُلَّ مُنْتِجٍ يَأْتِينَا مِنْ عِنْدَهُمْ.
حَتَّى يَرْتَدِعُوا وَيُؤَوِّبُوا وَيفوا لِلْمُسْلِمِينَ عَهْدَهُمْ ؛ بِاِحْتِرَامِ دِينِهِمْ، وَعَدَمِ التَّعَرُّضِ لِنَبِيِّهِمْ، وَقَرَّةُ أَعَيْنَهُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذَا شوَاهِدِهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسَّنَةِ، وَفَتَاوَى أهْلِ الْعِلْمِ، وَلْيُعْلمُ أَنَّ نُصْرَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَمِيمِ الدِّينِ، وَوَاجِبٌ مُحْتَمٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَيَكُونُ عَلَى الْفَوْرِ وَالْمُبَادَرَةِ، وَبِلَا تَأْخِيرٍ.
وَمَهْمَا طَالَ الْأَمْرُ مِنْ مُقَاطَعَةٍ وَهَجْرَانٍ ؛ فَإِنَّ الْجَانِبَ الْاِقْتِصَادِيَّ تَحْدِيدَاً سَيُؤْثَرُ بِهُمْ لَا مِحَالَةً، وَسَيَتَرَاجَعُونَ بَلْ وَيَعْتَذِرُونَ، وَلَوْ قِبَلَنَا أَفَعَالَهُمْ لَنْ يَقِفَ الْأَمْرُ عِنْدَ رُسُومٍ وَصُورٍ بَلْ سَيَتَطَوَّرُ الْأَمْرُ إِلَى أَكْثَرِ مَنْ ذَلِكَ بِكَثيرٍ بِحُجَّةِ حُرِّيَّةِ التَّعْبِيرِ.


الْوَقْفَةُ السَّابعَةُ:( لِمَاذَا نُدَافِعُ عَنْ رَسُولِ اللهِ؟)
وَنَحْنُ إِذْ نُدَافِعُ عَنْ رَسُولِ اللهِ نَحْمِي بِذَلِكَ دِينِنَا وَعَقِيدَتِنَا، وَنُؤَكِّدُ شَيْئًا مِنْ حُبِّنَا لِرَسُولِ اللهِ وَهَذَا أقَلُّ الْوَاجِبِ فِي حَقِّ نَبِيٍّ كَرِيمٍ جَعَلَ اللهُ مَحَبَّتِهِ مُقَدَّمَةٌ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ وَالْمَالِ وَالْأهْلِ وَالْعَشِيرَةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ( قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤَمِّنُ أحَدُكُمْ حَتَّى أَكَوْنُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجَمْعَيْنِ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


الْوَقْفَةُ الثَّامِنَةُ :( نَنْبِذُ الْعُنْفَ وَيَجِبُ تَجْرِيمُ الْمُسِيءِ بِقَانُونٍ دُوَلِيٍّ)

يَجِبُ الْاِبْتِعَادُ عَنِ الرَّدِّ عَلَى هَذِهِ الرُّسُوم المسِيئةِ مِنْ خِلَالَ سِيَاسَةِ الْعُنْفِ ، وَالَّذِي لا نَقْبَل بهِ، حَيْثُ أَنَّ أَعْدَاءَ الْإِسْلَامُ يَسْتَثْمِرُونَ ذَلِكَ لِصَالِحِهِمْ وَكَأدَاةٍ لِمُهَاجِمَةِ الْإِسْلَامِ وَرَسُولِهِ الْكَرِيمِ وَوَصْفِ الْمُسْلِمِينَ بِالْإِرْهَابِ وَالْهَمَجِيَّةِ، وَيَنْبَغِي عَلَى مَنْ يُقِيمُ مِنَ الدُّوَلِ الْإِسْلَامِيَّةِ مُعَاهَدَةَ أو اتْفَاقِيَّة مَهْمَا كانَ نَوْعُها مَعَ الدُّوَلِ الأجنبية الْأُخْرَى تحديداً أَنْ يَضَعَ فِيهَا بَنْدًا قَانُونِيَّاً لِتَجْرِيمِ الْاِسْتِهْزَاءِ بِاللهِ وَالدِّينِ وَالرِّسْلِ فِي الْمُعَاهَدَةِ، وَأَنْ يَتَمَّ عِقَابُ الْمُسْتَهْزِئِ بِحُكْمِ اللهِ حَسْبُ الْقَوَانِينِ الْمَرْعِيَّةِ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ.
وَفِي هَذَا الْمَسْلَكِ والمَنهج، ارْضَاءٌ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، واغاظة لِلْحَاقِدِينَ وَأَعْدَاءِ الدِّينِ.

الْوَقْفَةُ التَّاسِعَةُ: (لَوْ كَانَ المُسْلِمُون هُم المُخْطِئون )

لِنَعْلَم أنَّه لَوْ كَانَ المُسْلِمُونَ مُخْطِئِينَ لَسَارَعُوا بِالاعْتِذَارِ قَبْلَ أَنْ يُطْلَبَ مِنْهُمْ، وَلَقَدَّمُوا الصَّدَقَاتِ وَالتَّنَازُلاَتِ، وَقَرَّبُوا القَرَابِينَ، وَلَدُكَّتْ أَرْضُهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَوَاللهِ مَا جَرَّأَ أَعْدَاءَ الأُمَّةِ عَلَى المُسْلِمِينَ إِلاَّ صَمْتُهُمْ وَتَخَاذُلُهُمْ عَنْ نُصْرَةِ دِينِهِمْ وَقَضَايَاهُمْ وَالدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِهِمْ! وَلَكَمْ تَذِلُّ بِصَمْتِهَا اَلأَجْيَالُ وَالأَوْطَانُ!.


الْوَقْفَةُ الْعَاشِرَةُ: (اللَّهُمَّ أَرَنَا فِيْمَن أَسَاءَ لِنَبِيِّكَ )

اللهُمَّ يَا حَيٌّ يَا قَيُّومُ، يَا وَاحِدٌ يَا أحَدٌ، يَا فَرْدٌ يَا صَمَدٌ، يَا جَبَّارُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأرضِ، يَا سَرِيعُ الْاِنْتِقَامِ، اللَّهُمَّ أَرَنَا فِيْمَن أَسَاءَ لِنَبِيِّكَ عَجَائِبَ قُدْرَتِكَ وَصُنْعِكَ، اللَّهُمَّ شُلَّ أَيَدَيْهُمْ وَأَلْسِنَتُهُمْ، وَأَعْمِ بَصيرَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ، اللَّهُمَّ اجعلهم عَبْرَةً لِلْعَالَمَيْنِ، اللهُمَّ يَا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ وَالْجَلَاَلُ، وَ يَا مَنْ لَهُ الْقُدْرَةَ وَالْكَمَالَ، وَ يَا مَنْ هُوَ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال، اللهُمَّ لَا تُبْقِ لهم رَايَةً، واجعلهم لِمَنْ خَلْفَهُمْ آيَةً، اللهُمَّ أَنْتَ بِهُمْ عَلِيمٌ وَعَلَيْهُمْ قَدِيرٌ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق