السبت، 21 نوفمبر 2020

بل الغرب في أزمة!

بل الغرب في أزمة!

سيف الهاجري

(الإسلام يعيش أزمة في كل مكان) بهذا وصف الرئيس ماكرون الإسلام

ليسير على خطى أسلافه الفرنجة الصليبيين الذين أطلقوا الحملات الصليبية بمباركة البابا أوربان الثاني للحملة الصليبية الأولى من فرنسا!

النظام الدولي يواجه أزمة

وبعيدا عن البروبغندا الإعلامية التي انطلقت مع إعلان ماكرون هذا، وتولى كبرها إعلام ونخب وظيفية في العالم العربي،

فإن النظام الدولي وقواه الغربية الاستعمارية هي من تواجه أزمة سياسية واقتصادية وأخلاقية

لم تشهدها منذ انطلاق حملات الغرب الاستعمارية وهيمنتها على العالم منذ أربعة قرون!

ثمن الهيمنة والطغيان

فالغرب اليوم يدفع ثمن هذه الهيمنة الاستعماري وطغيانه الذي مارسه على الأمم والشعوب

من استعباد ونهب للثروات وحروب مدمرة حتى عم الفساد السياسي والأخلاقي العالم بأسره

حتى لا يكاد يسلم منه أحد حتى رعاة الأغنام في رؤوس الجبال!

فالأزمات التي يواجهها العالم اليوم هي من صنيع السياسات الاستعمارية للقوى الغربية ونظامها الدولي

الذي شرعن لهذه السياسات وجعلها المرجعية لكل دول العالم،

بحيث منحت مؤسسات النظام الدولي (الأمم المتحدة ومجلس الأمن) الحماية والاعتراف للأنظمة المستبدة..

ما دامت ملتزمة بقواعد النظام الدولي ومحدداته السياسية والاقتصادية والثقافية.

الوكيل المستبد

وبهذا أصبحت الشعوب والأمم لا تواجه المحتل بشكل مباشر بل أصبح الوكيل المستبد هو المواجه لها بنظام قمعي وظيفي يحظى بحماية واعتراف دولي!

وهذا لن يعترف به ماكرون وإلا لخرجت عن هيمنة فرنسا الدول الأفريقية الفرانكفونية

-والتي تمد فرنسا واقتصادها بالثروات والتي بفضلها أصبحت فرنسا من مجموعة السبع الكبرى-

ولأصبحت فرنسا من الدول ذات الاقتصاد المتوسط على حد وصف وزير خارجية إيطاليا دي مايو بعد خلافهم على ثروات ليبيا!

فالغرب بروحه الصليبية وسياساته الاستعمارية وثقافته الرومانية المتعالية ورأسماليته المتوحشة

هو الأزمة الحقيقة التي أدخلت العالم في نفق الشرك والطغيان والفساد الأخلاقي وظهر ذلك جليا في آخر مائة عام الماضية.

الطغيان ارتد على الغرب

فهذا التراكم التاريخي للطغيان الغربي ارتد اليوم على الغرب نفسه وأصبحت دوله ومجتمعاته عاجزة وهرمة سياسيا وأخلاقيا،

ولم يعد الغرب نموذجا في التحضر والحقوق والحريات يقتدى به كما كان يروج من قبل،

فالروح الرومانية الصليبية جعلت من التحضر والحريات والحقوق خاصة بالغرب الأبيض لا للبرابرة

أو الأغيار كما تصفهم الثقافة الغربية ذات الأصول الرومانية.

فمنذ أن هيمن الغرب على العالم فرض ثقافته بأصولها المسيحية الرومانية،

وأصبحت السياسة بلا أخلاق والحروب وحشية وبلا رحمة والاقتصاد محتكرا

ويغلبه الربا والثروات تنهب والفساد الأخلاقي طغى والإلحاد عم!

ولن يغير من هذه الحقائق هروب ماكرون منها ورميه للإسلام بأزمة صنعها الغرب ليس في بلاد الإسلام فقط بل في العالم أسره.

الجامعة الإسلامية

لقد انتهى عصر الانتداب الاستعماري مع قيام الثورة في العالم العربي وتحرر تركيا من الهيمنة الغربية ونهضة الدول الإسلامية في شرق آسيا،

وهذه كلها حلقات تتجه نحو الاتصال والتكامل لتعود (الجامعة الإسلامية) من جديد..

وهذا ما يقض مضجع ماكرون وهو يرى صعود الإسلام وتراجع الغرب فأطلق صرخته الفرنجية لعله يوقف عجلة التاريخ من التحرك من جديد بعدما أعلنوا نهايته بانتصار وهمي لليبراليته الصليبية!

‏ ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق