الجمعة، 6 نوفمبر 2020

الصحابية أسماء بنت عميس رضي الله

 

الصحابية أسماء بنت عميس رضي الله

الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس رضي الله عنها من الشخصيات النسائية الفريدة في مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم .
اسلمت في الأيام الأولى للدعوة السرية بمكة، وهاجرت الهجرتين ؛ إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، وتزوجت ثلاثة من المبشرين بالجنة ، وأنجبت منهم جميعاً .
وكانت قوية في الحق ذات حجة وبيان حتى أنها اختصمت مع عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلنا يعرف من عمر ، وكيف كان الرجال قبل النساء يخشونه يهابونه ، فأنصفها رسول الله وأعطاها وساماً وفضلاً لم يكن لأحد من النساء قبلها.

فقد روى الإمامان البخاري ومسلم أنها شكت للنبي صلى الله عليه وسلم ما عيّرها به عمر فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «ليس بأحقّ بي منكم له ولأصحابه هجرةٌ واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان»
أما أعجب ما في شخصية أسماء فهو زواجها من ثلاثة من أفضل رجال الأمة وحبها لهم بصورة كانت مضرب الأمثال ، فقد تزوجت أولاً بجعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار ، وهاجرت معه الهجرتين واحتملت معه المشاق والصعاب والمخاطر وأنجبت من عدة أبناء ، ولما استشهد يوم مؤتة ، حزنت عليه حزنا شديداً وأنشدت :

فآليتُ لا تنفكُّ نفسي حزينةً عليكَ *ولا ينفكّ جلدي أغبرا

للدلالة على الحزن الشديد والتبتل والترهبن بعده ، ومع ذلك بعد انتهاء عدتها ، خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق فوافقت وعاشت معه حتى وفاته وهي التي تولت غسله وتكفينه بوصية من الخليفة الصديق نفسه .
وبعد فترة وجيزة من انقضاء عدتها خطبها علي بن أبي طالب وتزوجها وعاشت معه معظم حياتها حتى استشهد علي رضي الله عنه سنة 40 هجرية.
قد يستغرب البعض اليوم و يستهجن أن تتزوج الأرملة ويظنّ أن عليها أن تقضي بقية عمرها رهينة تربية أولادها وتزويجهم لتقضي ما تبقى من حياتها بعد ذلك وحيدةً دون مؤنس أو حتى معين، لكنّي أقول هذه النظرة ليست نظرة الإسلام ولا شريعته ومنهجه في الحياة،من السمات البارزة في مجتمع الصحابة هي إقدام الرجال على خطبة النساء الأرامل والمطلّقات لإعالتهنّ ورعايتهنّ هنّ وأولادهنّ.

ثم أقول إن مجتمعنا اليوم في أمس الحاجة إلى هذه الرؤية ، فنسب الطلاق والترمل عالية جداً في هذا الزمان الملئ بالفتن والمصائب والابتلاءات ، والمطلقة والأرملة إذا لم تجد من سبل الحلال في الإعفاف والكفالة فإنها ستكون عرضة لضغوط كثيرة خاصة من انعدام الأخلاق وضعف الوازع الديني عند الكثير سواء من الرجال أو النساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق