السودان المستباح تحت قيادة العسكر واليسار
ناصحون
توالت مصائب أهل السودان، بفشل القيادة المنتسبة للإسلام، ثم سقوط البلاد في يد اليسار والعسكر، ثم الهيمنة الأمريكية والتطبيع الصهيوني، ثم تداعِي الأمم اليها. واجب المدافعة قائم على الأمة في كل وقت.
الخبر
“وافق الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الاثنين (16/11/2020) على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على إرساء سفن تعمل بالطاقة النووية، مما يمهد الطريق لأول موطئ قدم عسكري كبير لموسكو في أفريقيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وستكون المنشأة الجديدة، المقرر بناؤها قرب بورتسودان، قادرة على استيعاب ما يصل إلى (300) فرد عسكري ومدني علاوة على تحسين قدرة روسيا على العمل في المحيط الهندي، مما يوسع نفوذها في أفريقيا.
وسيقدم السودان الأرض للقاعدة مجانا وستحصل موسكو على الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة الجديدة.
ويتوقع أن تقوم روسيا بتحصين موقعها الأفريقي الجديد بأنظمة صواريخ أرض جو متطورة، مما يسمح لها بإنشاء منطقة حظر طيران لأميال حولها. وجاء في مقال رأي نشرته “تاس” عن المنشأة الجديدة “قاعدتنا في السودان ستكون حجة أخرى للآخرين لسماعنا والإنصات إلينا”. (1)
التعليق
هكذا هو درس الإخفاق..
إخفاق أن يصل من يحاول الاقتراب الى الإسلام، ويكون في سلطة، ولا يكون صاحب الأدوات والعزيمة والمصابرة والجدية اللازمة؛ فيسقط.. يسقط ويلتحم بالطغاة ويستدفيء بهم، ويشاركهم في صفقاتهم وحروبهم، ويتعرى من الإسلام ويبيعه من أجل تكديس أموال وسلطان زائف؛ فيوصل رسالة مناقضة للإسلام ومنفّرة، وأنه كغيره من الطغاة اصحاب الشهوات والسعار على الدنيا لكن بلافتة دينية.. هكذا فعل “عمر البشير” حتى سقط، ومن أواخر سقوطه كان يتقرب الى طاغية سوريا والاقتراب من الصهاينة.. فهل من تنفير عن دين الله بعد هذا..؟ وهل من رسالة كاذبة على الله ودينه أفحش من هذا..؟
وبعد إيصال رسالة الى الأمة المسلمة في السودان بفشل “المشروع الإسلامي” الذي تبناه هذا أو ادعاه كذبا، أو ادعاه ضعيفا وسقط؛ كان تقسيم البلاد واقتطاع جزء منها، والفشال التنموي، ومعاداة الإسلاميين وسجنهم، والفرعنة والطاغوتية والاستبداد، والفساد وتكديس الأموال.. الى آخر رحلة السقوط.
فنفر الناس وتهيأت القيادة لليسار الملحد. واليسارُ الملحد في أي بلد لا انتماء له. وهو حامل مشاريع التقسيم ومشاريع الاستباحة للبلاد.
وبعد الخطة المذلة للأمريكيين في السودان كما سبق في مقال سبق (2) جاء الروس للمنافسة، ورحب بهم “حمدوك” والأراذل معه، سوءا كانوا أراذل العسكر أو أراذل السياسة. وقد توارى الشرفاء، وأصبح السودان مستباحا.
ما بين ضعف الإسلاميين الذين يتقدمون فلا يُحسنون، وبين الإخفاق والفشل، وبين التآمر؛ يُترك شعب السودان المسلم فريسة تستدعي أمم الأرض وشُذاذ الآفاق، ويتداعون اليها ـ كما أخبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم ـ هذا ليقضم مزعة وذاك يقضم أخرى. ومسلمو السودان الشرفاء بلا فاعلية ولا قوة، ولا رأي ولا قرار. وهي الخطة الجارية في أقطار المسلمين اليوم ـ من الخليج الى بلاد الحرمين، ومن الشام الى أرض مصر، ومن ليبيا الى المغرب ـ يتقدم الأوباش والسفهاء، ويتكلم الأراذل، ويقود العملاء، وبالسلاح القاتل وبالإعلام الكاذب يُكبت المسلمون والشرفاء والعقلاء، ويُمنعون؛ لتسري للعدو خطة وينجح لهم مقصد.
خاتمة
الدرس كبير ومؤلم لمن يتقدم لقيادة الأمة أن يكون كفؤا وعلى قدْر المسؤولية؛ بديلا عن الإخفاق في السودان ثم في مصر.. ثم في تونس. ومجيء من هو أفحش كفرا، وأشد عداء؛ حتى بكى الناس على أزمنة الطغاة قبلهم، وبيَّض الطغاة الجُدد وجوه الطغاة الأسبق منهم! وترحّم الناس عليهم!!
والدرس كبير ومؤلم في حقيقة قيادة أعداء العقيدة؛ أعداء الإسلام فإنهم لا مبدأ لهم؛ لا وطن، ولا استقلال، ولا قومية ولا شعارا واحد مما يرفعونه ضد الإسلام..! فقط شهوات فردية واستمتاع بشهرة وقيادة وألقاب.
كل مشروع في إنقاذ هذه الأمة، لينجح؛ لا بد أن يكون من منبع العقيدة والإسلام، متوافقا مع الأمة، مؤْثرا لها، نظيفا شفافا، قويا على قدر مصارعة للعدو والمثابرة والمصابرة.
ليس من فراغ أن تجد هذه الآية تختم معالجة الإخفاق في “أُحد”، لتكون مصباحا مضيئا في كل إخفاق تمر به الأمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200].
لقد توالت مصائب أهل السودان، بفشل القيادة المنتسبة للإسلام، ثم سقوط البلاد في يد اليسار والعسكر، ثم الهيمنة الأمريكية والتطبيع الصهيوني، ثم تداعي الأمم اليها. واجب المدافعة قائم على الأمة في كل وقت. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وكثير من الشر الذي تراه إنما هو نتيجة لغياب الخير وغياب فاعليته؛ ولو عاد الحق الى الوجود والنزال لاعتدلت أمور كثيرة وشُفيت صدور من أمراضها.
هوامش:
- موقع “رويترز عنSWI”: بوتين يوافق على إقامة منشأة بحرية جديدة في السودان.
- راجع: تطبيع السودان؛ خطة مخزية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق