الحقد الفرنسي يصل الى أطفال المسلمين
الخبر
“احتجزت الشرطة الفرنسية (4) أطفال تبلغ أعمارهم (10) أعوام لأكثر من (11) ساعة في مدينة ألبرفيل جنوب شرقي فرنسا، بتهم تتعلق بـ “تبرير الإرهاب” بحسب والد أحد الأطفال.
فقد اقتادته الى مركز الشرطة، بسبب إجاباتهم على أسئلة المعلمين حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتستجوبهم حول الحجاب ومعتقداتهم مثل هل تصلين؟ هل تذهبين الى المسجد؟. وذلك لأبناء جزائري و(3) أتراك”. (1)
التعليق
قل ما تشاء من الشعارات؛ فلا قيمة لها حتى يراها الناس واقعا ومأخذا.
أطفال بعمر العشر سنوات، لا ذنب لهم إلا أنهم مسلمون، يتعلمون عقيدتهم، ويتعلمون إقامة الفرائض، ومقتنعون بما علمهم آباؤهم بفرضية الصلاة والحجاب. تلك جريمتهم! في بلاد تزعم الحرية، فإذا بها حرية في اتجاه واحد؛ الإلحاد والانحلال والشذوذ والخمر وكل موبقة ومهلكة عقدية وأخلاقية.
حقد صليبي يغلي كالمرجل لا يكف أواره يملأ نفوسهم القذرة. يرون في بذور المسلمين مشروعا خطرا إذ هم قوم فارغون تافهون لا عقيدة محترمة لديهم، يشعرون بالخطر والرعب من زحف الإسلام؛ فصبّوا خوفهم ورعبهم على أطفال المسلمين، وهم الذين يرطنون ليل نهار بحقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وحقوق المرأة ـ زعموا وكذبوا.
آلاف من حوادث القتل تحدث في الغرب وفي فرنسا، بل يعدّونها بمعدل كل ثلاث أو أربع دقائق جريمة قتل، وفي أقل من هذا جريمة اغتصاب.. وهكذا؛ لكنهم وقفوا كثيرا أمام ردة فعل على شتمهم لرسول الله وسخريتهم منه؛ فأقاموا الدنيا وأقعدوها بحساسية مفرطة تنبيء عن استهداف الإسلام كعقيدة ودين ووجود.
إن ما يفعلون وتوجههم الى الأطفال لهو دلالة على الخواء والإفلاس، وإعلان بأن هذا الدين ـ الإسلام ـ قادم بلا شك؛ شاء من شاء وأبى من ابى.
مِنةٌ كاذبة
في هذا السياق يمتنُّ الفرنسيون بإيواء مغترِبي المسلمين؛ لكن هنا كلمة لا بد من وعيها جيدا؛ وهو أنهم لو أنهم آووا مسلما ثم اغتصبوا زوجته، وهتكوا عرضه، وعذّبوه، وسرقوا ماله؛ أيكون هذا إيواءا..؟
لا يقول عاقل أن هذا إيواء؛ بل هو جريمة وفخ دنيء وخديعة قذرة.
فإذا كان هذا جريمة؛ فعِرْض رسول الله أعظم من عِرض المسلم، ومكانته فوق النفوس والدماء والأعراض والأرواح. وأعظم من مكانة الأهل والولد والمال؛ فإذا آوا مسلما ثم سبّوا وطعنوا في نبيّ الله فقد آذوا المسلم فيما هو أعظم من ماله، وعرضه، وروحه ونفسه التي بين جنبيه.
إذا آذوا نبي الله فهذا ليس إيواءا للمسلم، ولا بقي لهم الامتنان بإيوائه واستضافته، فإذا آويتَ مسلما فلا تحاربْه ولا تُهِن عنوان وجوده؛ فلا عنوان لنا إلا الإسلام.
ثم إن المسلم المغترب لَيعمل وينتج ويملأ مستشفياتهم ومصانعهم عملا وطِبا حتى كانوا من الصفوف الأولى في علاج الكورونا، وأولى ضحاياها لشعب ينكر وجودهم، وحكومة تستهدف عقائدهم بطريقة منظمة ورسمية، وحماية ودعم حكومي للقائمين على حملات تشويه هذا الدين ورمزه النبوي صلى الله عليه وسلم.
ثم إن هناك مسلمي فرنسا من السكان الأصليين الذين كان آباؤهم نصارى فرنسيين؛ فما بال حقوهم تسقط وتُمنع أحد فتياتهم وهي رئيسة اتحاد الطلبة الفرنسيين من الحضور والتعبير عن الطلبة في البرلمان ـ وهذا حقها وواجبها وعملها ـ وهذا بسبب حجابها الكريم..!
خاتمة
يقول بعض المسلمين معلقا على الموقف الفرنسي:
“تبخرت رائحة عطورك يا فرنسا وظهرت رائحتك الحقيقية..!”
وهي حقيقة فيمن انخدع سابقا بعطورها وزيفها. لكنها يوما لم تخدع مسلما يعي حقيقة دينه ويعلم حقيقة الكفر وإن علاه زخرف حضاري مؤقت.
إن قبح الكفر يزكم أنف المؤمن، وتأباه روحه، وتلفظه نفسه؛ مهما تعددت أشكاله أو تطورت؛ وإنما نذكر صورا شتى من انحطاطهم لرصد مظاهر هذا التدني وبيان حقيقتهم القابعة تحت الطلاء الزائف ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (آل عمران: 118)
هوامش:
- موقع “الأناضول”: لمدة11 ساعة.. الشرطة الفرنسية تمارس “الإرهاب” بحق 4 أطفال (مقابلة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق