برنامج: تأمـــــلات
إنما العاجز من لا يستبد.. قصة بيت شعر تحوّل إلى مثل بعد مئة عام
يقول المثل “إنما العاجز من لا يستبد”، وهي كلمات قالها أولا عمر بن أبي ربيعة، ثم صارت مثلا بعد مئة عام، فما قصة هذا المثل؟
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
حلقة (2021/4/20) من برنامج "تأملات" توقفت مع هذه الأبيات التي كتبها عمر بن أبي ربيعة:
ليت هندا أنجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما نجد
واستبدّت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد
وبعد مئة سنة جاء هارون الرشيد الخليفة العباسي وأطلقها مثلا، ذلك أن رجلا من عامة الناس يدعى أبا العود أمر له الرشيد بـ30 ألف درهم، فتأخر الحاجب البرمكي يحيى بن خالد في صرف الجائزة وماطل فيها، وكان البرامكة حينئد متنفذين في الحكم أولي سطوة على مفاصل الدولة وخزائنها، فدخل أبو العود يوما على الرشيد ولم يشأ أن يقول له إنه لم يتسلم الجائزة، فأنشده أبيات ابن أبي ربيعة:
ليت هندا أنجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما نجد
واستبدّت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد
فهم الرشيد مغزى الرسالة وظل يردد الأبيات طول الليل حتى إذا دخل عليه حاجبه البرمكي صباحا أنشده الأبيات. خرج البرمكي وسأل: من الذي دخل على الرشيد وأنشده هذه الأبيات؟ فقيل له: ذاك أبو العود. فأرسل في طلبه ودفع إليه 30 ألف درهم، وزاد عليها 20 ألفا منه، غير أن ذلك لم يحل دون نكبة البرامكة التي وقعت بعد ذلك.
كما ضمت حلقة "تأملات" فقرات عديدة، منها: فصيح العامة، تأملات لغوية، أقوال مأثورة، من طرائف القدماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق