الأحد، 25 أبريل 2021

يوم فض اعتصام رابعة في: 14 أغسطس 2013م، ردا على تزوير التاريخ فى مسلسل الإختيار 2

  يوم فض اعتصام رابعة في: 14 أغسطس 2013م،

ردا على تزوير التاريخ فى مسلسل الإختيار 2

حرب علي العقول وتزييف للتاريخ مسلسل الإختيار 2


تحليل بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

جنيف – سويسرا

إن الحياة كلمة وموقف، والجبناء لا يكتبون التاريخ. التاريخ يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء.

تشي جيفارا 

عمر جيٰفہٰارا

يقول الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}[إبراهيم : 42-43].

حرب على العقول وتزييف للتاريخ مسلسل الإختيار 2

أخطر ما مر على “التاريخ الإنساني” هو عمليات التحريف العمدي والكذب المتلاحق؛ لأسباب الغرض منها الاستحواذ والسيطرة على حكم الشعوب، وتطويعها ومن ثم التحكم في العالم والسيطرة على المصالح المختلفة لدوله وشعوبه وأجناسه وأديانه: وقد حدث هذا قديماً وحديثاً؛ لكي تستمر الهيمنة الدينية والاقتصادية والعسكرية “مستمرة” في الجنس الأبيض والخاضعين له، بعدما كانت “قديماً” الأرض المعمورة كلها تحكم من مصر وتمر تجارتها من مصر وتنتشر فيها الديانة المصرية التوحيدية أو تأتي إليها “القوى” الكبرى لتغزوها وتستخدم “القوة المصرية” في مزيد من السيطرة على العالم المعمور.

ولذلك كانت مصر صانعة التاريخ هي الأرض التي جرت على أرضها العملية الأكبر والمستمرة للتلاعب بالحقائق وتزييف التاريخ؛ وقد صنع هذا التلاعب، بعض الذين وفدوا إلى مصر بعدما قد أصبحت خاضعة لهم بالاحتلال، كما فعله أيضاً بعض المصريين والأسر الحاكمة في الحقب التاريخية المختلفة من أجل الاستحواذ على الحكم. وفي التاريخ الحديث وقبل 200 فقد فعل ذلك “محمد علي” وخلفاؤه إلى أن حدث “انقلاب يوليو/تموز الأول” واستولى ضباط من الجيش المصري على السلطة وتداولوها بينهم واحتكروها في أنفسهم وطائفتهم إلى الآن، وتمت صناعة طبقة من العسكريين تمكنت من “التوغل” في كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والمؤسسية في الدولة المصرية.

مع دخول شهر رمضان المبارك تتفرغ مكينة الإعلام العربي الرسمي والخاص  على حد سواء، لنشر وبث قائمة طويلة من برامج الترفيه الممنهجة و الممولة من أموال الدولة الرسمية، بمبالغ تصل لمليارات الدولارات،  وتلك البرامج تتوزع ما بين الدراما التي تتناول الجريمة و المخدرات و قصص العشق و تزوير التاريخ و تشويه الدين، وما بين الإسفاف و التسطيح التي تصل إليه برامج الكوميديا و الفكاهة التي تؤول نتيجتها إلى تسطيح المجتمعات و إلغاء هويتها الفكرية و الثقافية و حتى المساس بعادات وتقاليد و أصول دينية واجتماعية توارثها وتعلمتها أجيال على مدار قرون. والمثير في تلك البرامج أو المسلسلات أنها لا تأتي بعفوية تامة بقدر ما تأتي بمنهجية خبيثة تروج للإباحية والإسفاف وتعاطي المخدرات وتصور المجتمعات العربية على أنها مجتمعات سطحية شهوانية فقدت الشعور بالانتماء للدين والهوية الوطنية والإسلامية.

ردا على تزوير التاريخ فى مسلسل الإختيار 2

الزمان كفيل بالنسيان كما نسينا من قبل! وليس النسيان وحده.. إنما التزوير الذي تقوم به أجهزة الخيانة والنفاق بمصر لتزوير ما حصل، بوقاحة وفجور لم يسبق له مثيل! وإنَّ هذا التوثيق ضروري للغاية، فهو مشاهد حية يجب أن تبقى هكذا في الذاكرة حتى؛

1ـ ندرك مدى وحشية وفجور هذه الأنظمة الباغية الفاجرة الطاغوتية.

2ـ حتى ينقطع أي رجاء وأي أمل في صلاح هذه الأنظمة، أو الظن ـ ولو لحظة من الزمان ـ بها خيراً فذلك الهلاك، فذلك الهلاك.

3ـ ضرورة الانتصار ضد هذا البغي والعدوان، والقصاص من أصحابه، ولو مر عليه أجيال وأجيال، فهم شجرة خبيثة لا تَخرج إلا نكدا.

4ـ ضرورة مواجهة الواقع بالوسائل المكافئة له، وعدم الاستسلام للضعف والهوان والإهانة.

5ـ الكفر بكل نصير من شرق أو غرب، والتوجه نحو الله وحده.. نِعم المولى ونِعم النصير.

ومهما بلغت الكلمات من بلاغة ووصف، فلن توفِ حقيقة الخسة والانحطاط والتسافل والفجور والبغي والطاغوتية التي عليها نظام الحكم في مصر خاصة ـ وفي البلدان العربية عامة ـ ولقد ينخدع البعض ببعض معسول الكلمات، أو ببعض المشروعات والإنجازات المادية، أو يطول عليه الزمان فينسى، أو تمد هذه الأنظمة الخبيثة يدها للبعض ليشاركها الأثم، فتنسى هذه الدماء الطاهرة البريئة التي اغتالتها يد الخيانة والنفاق على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتظن بالشيطان خيراً، فتخسر الدنيا والآخرة.

لذا ننصح الذين ينخدعون، أو الذين يزعمون في أنفسهم فقهاً سياسياً، أو واقعياً.. كلما ظنوا بهذه الأنظمة خيراً، أن يشاهدوا هذه المشاهد الحية، ويتأكدوا أن هذا هو “ديدن” الأنظمة الباغية، وعادتها، وطبيعتها، وتكوينها، ولم تفعل ذلك عن خطأ أو جهالة أو سوء استخدام للقوة، أو فجور البعض دون الآخر.. كلا.. جميعهم هكذا، تختلف درجة الوحشية من نظام لآخر، حسب طبيعة الظروف والسياقات الدولية والإقليمية، لكن في النهاية لا خَلاق لهم ولا ملة.. ولا يرقبون في أي إنسان إلاً ولا ذمة ولا عهداً، فالخيانة والنفاق يجري في دمائهم مجرى الدم من العروق، وما تأهلوا لهذه المناصب إلا بهذا الفجور والخبث.

وإنَّ كل من أيد الطغيان ولو بالكلمة أو المشورة، أو الرضى، أو التخطيط، أو المباركة، أو المباشرة، أو كان ظهيراً للمجرمين.. فهو شريك في بحور الدماء والإثم: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء (93)]

ولا بد ـ قبل المشاهدة ـ أن نقول كلمة لمن دفعوا بالمعتصمين إلى هذه الميادين بلا خطة:

السلمية ليست أقوى من الرصاص، وإنَّ الاعتماد على أطروحات غاندي، وجين شارب كان مسلكاً كارثياً. واستخدام المنهج السلمي وحده ـ أمام طغيان وفجور يستخدم القوة المُميتة، ومستعد للتضحية بنصف الشعب في سبيل بقاءه في السلطة ـ لا يمكن بحال أن ينجح لا سيما مع التواطؤ الدولي على محاربة أي حركات إصلاح في بلادنا، خاصة إذا كانت هذه الحركات إسلامية.

 إنَّ اعتماد السلمية كمنهج للمواجهة، لا يعني صمود المعتصمين أمام آلات للقتل الممنهج، إنما يعني الانسحاب عند وجود القوة المميتة، وتأمين المتظاهرين فهم من خير الناس، والاستعداد والتخطيط لتوقع غدرة وخيانة كل متكبر جبار طاغوت عنيد، ولقد كان الناس في الميدان حائرة بين المواجهة، والانسحاب، والاستسلام، وإنقاذ الجرحى، وحمل الموتى، فاللهم تقبل منهم وأرحمهم.

 إنَّ التعرض للخداع، والقابلية للاستغفال ـ كما حصل ـ وخيانة نظام الإمارات اللعين البغيض المجرم للقيادات، كارثة كبرى، يجب التخطيط من أجل عدم تكرارها أبداً أبداً.

ولا قيمة للعمل السياسي بدون قوة تحميه، وتعطيه ولائها، فمهما بلغ حجم الإنجازات الاقتصادية وغيرها، فبدون قوة تحميها فهي في مهب الريح، كما حصل.

 عندما تفشل القيادات، فيجب عليها أن تتنحى، فليست هي “الإمامة المعصومة”، فحتى الشيعة أنفسهم أصحاب هذا الزعم قد تخلوا عنه لـ “ولاية الفقيه”! يجب احترام أمانة الولاية على الناس، خاصة ونحن نواجه أعداء فجرة لا حد لفجورهم، وطغيانهم.

ولقد تحملت الحركة الإسلامية الضريبة كاملة تامة في لصقها بالإرهاب والعنف، تحملت الضريبة كما لو أنها خاضت معاركها الكبرى.. بينما هي لم تحرك ساكنا! إلا من انفعال بسيط لبعض الشباب من هنا وهناك، وإذا هي تتحمل هذه الضريبة من دمائها، وحريتها، وحياتها، وأبنائها، وأموالها، وأعراضها، ودينها.. وتدفعها في كل مرة كاملة تامة غير منقوصة!

فالسؤال المنطقي هنا: طالما هي تدفع الضريبة كاملة فلمَ لا تجرب هذه المحاولة، وتكون لها؛ فتُرهب أعداء الله، والوطن، والدين، والأمة؟ فلن تخسر أي شيء أكثر مما خسرته، بل على العكس، قد يُوفقها الله ـ إذا أخلصت النية له سبحانه ـ ويكتب لها التمكين في الأرض.

*   *   *

 أرجو من كل من يشاهدها أن يحتفظ بنسخة منها على حاسوبه الشخصي، لتبقى محفوظة عند أكبر عدد من الناس..

وكلما مسنا طائف من الشيطان يوسوس لنا بـ “حسن الظن” بهذه الأنظمة ولو طرفة عين.. فلنستعذ بالله سريعاً، ونشاهد هذه المقاطع، حتى نُحصن أنفسنا من هذه الوساوس، وهذا المس الفكري الشيطاني.

وهناك بعض النفوس البريئة، والعقول البسيطة التي لا تستطيع تخيل مدى وحشية الطغيان، ومدى فجور الطاغوت، ومدى خسة النفاق، وهذه المشاهد ستساعد ـ إن شاء الله ـ وتدرب النفس والعقل على التعرف على طبيعة العدو، والوعي به.

الفيلم الثاني:





الفيلم الثالث:

الفليم الرابع



الفيلم الخامس:



أن المسلسل “محاولة بائسة لإنقاذ لسردية رومانسية عن بطولة وتضحية غير موجودة عن جيش كل أفراده لم يحاربوا الآ شعبهم غير داخل دولتهم، وشرطة هي الفصيل الأسوء داخل النظام، محاولة لرد الاعتبار للشرطة وأمن الدولة، محاولة للتأكيد على سردية الأمن والأمان والخطر اللي حوالينا لولا الدولة ممثلة في الجيش والشرطة”.

لا يمكن للشاشة أن تكون بريئة من السياسة، فمنطق «العروض الترفيهية» بمعناها ومفهومها البسيط «البريء» الذي كان يسود قديماً، لم يعد له وجود، ولا في عالم الخيال، أو «الفانتازيا»، والرومانسية، وأفلام الكرتون الطفولية. ويبدو أنه بات علينا أن نشكك في كل وسيلة تأتي إلينا عارضة منتجها باعتباره الأفضل، والمصمم «خصيصاً من أجل راحة المشاهد». والتشكيك يأتي من باب الحذر، وفهم الآخر، لا من باب التوجس و«المشي جنب الحائط»، فالعكس هو المطلوب، والحماية الواجبة اليوم تفرض علينا أن نتسلح بالسلاح نفسه، وأن نكون على قدر الآتي إلينا بخيره، وشرّه.




المتسللون اللاعبون على أوتار تشويه التاريخ وتضليل الشعوب يقفون خلف الكواليس، يموّلون بسخاء إنتاج أفلام ومسلسلات وبرامج، كي يحققوا نصراً خبيثاً، يهدمون به دولاً عربية، ويزرعون الشك في نفوس أهلها، ويخلقون فتناً لا تعد ولا تحصى للفصل بين الشعب والشعب، فيتزعزع الأمن، وتولد الفوضى «غير الخلاقة»، ويأتي الخريف العربي مسقطاً كل أوراق الأمن، والأمان.

نحن في زمن الحروب الإلكترونية، بل قل في زمن «الجاسوسية فليكس». يشغلونك بالتراشق السياسي العلني والتهديدات، والتهويل، بينما يعمل فريق منهم على فتح معابر أخرى للوصول إلى عقر دارك، فيرمون لك السموم مغلفة بقوالب من الفن الجميل، والإبهار المتقن. تتلقف رسائلهم، وتتأثر بما يعرضونه عليك من أفلام، ومسلسلات، ومعلومات، وشرائط وثائقية. قد تكون أنت من المحصنين العالمين ببواطن الأمور،  أما الأجيال الشابة والفتية، فهي ما زالت يانعة بلا خبرة في التاريخ والسياسة، سريعة التأثر بما تشاهده، خصوصاً من خلال الفن والسينما، والتلفزيون، ومن السهل استمالتها، وغسل أدمغة أبنائنا العرب بترهات وأكاذيب يحب الكيان «الإسرائيلي» أن يصورها لهم على أنها حقائق ملموسة، و«بطولات» تاريخية من ملفات الجاسوسية السرية.

المحترفون فى تزوير التاريخ

نحن أمام محترفي صناعة الخدع البصرية والسمعية، ومحترفي تزييف حقائق وأحداث، والفبركة الإعلامية والفنية. بارعون في الإخراج، ولهم باع طويل في صناعة السينما والتلفزيون. لذا لا يمكن الاستخفاف بقدرتهم على خداع الشباب العربي من خلال شبكة تلفزيونية ارتبطوا بمشاهدتها، بعدما وصلت إليهم تحت ستار الخدمة السريعة، والإنتاج الخاص بها، وبمشاهديها، والجودة العالية في الصورة، والصوت، والتقنيات كافة.

في الختام أقول ألا تكفينا الأقلام المأجورة لسلاطين الجور والظلم التي شوهت تاريخنا وتراثنا لكي يأتي اليوم مخرجون يشوهونه أكثر بإختلاق أكاذيب وافتراءات ، حتى التاريخ بدا هناك من يستسهل التجاوز عليه وتزييفه .

*   *   *

هذا قليل من المشاهد، ومما غاب عنا الكثير ما الله به عليم.. وأخيراً: نُبشر الطغاة بوعيد الله جل جلاله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ. إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة (165: 167)]

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق