"بيننا وبينكم الجنائز".. لماذا انتشر هذا المثل بين أهل العراق؟
من أبرز الأمثال التي انتشرت بالعراق في زمن الإمام أحمد بن حنبل، المثل القائل “بيننا وبينكم الجنائز”، فلماذا ردد العراقيون هذا المثل؟ وما قصدهم من قوله؟.
برنامج "تأملات" في حلقته بتاريخ (2021/4/13) توقف عند حكاية هذا المثل وسبب انتشاره، حيث كشف أن أتباع الإمام أحمد بن حنبل كانوا كثيرين في بغداد، رغم مناوأته للسلطة الحاكمة، وكان أتباعُه يقولون لمؤيدي السلطة، ولا سيما من المعتزلة "بيننا وبينكم الجنائز"، للتأكيد على الشعبية الكبيرة التي كان يحظى بها الإمام بين أهل العراق.
وعندما مات ابنُ حنبل خرجت له جنازة لم تشهد لها بغداد مثيلا، وكانت أكبر دليل على الشعبية الكبيرة للإمام في نفوس العراقيين، وذهب القول مثلا "بيننا وبينكمُ الجنائز".
قصة وعبرة
كما أورد حكاية مؤثرة عن التكبر، حيث يُحكى أن رجلا كان يسعى بين الصفا والمروة راكبا على فرسه، وكان بين يديه عبيد يوسعون الطريق أمامه بعنف وقوة، فثار الحجاج وغضبوا كثيرا، وبعد سنوات رآه أحد الحجاج، وهو يتكفف الناس على جسر ببغداد، فتعجب من عمله، وقال له هل أنت الرجل الذي كان يحج على فرسه في سنة كذا، وكان بين يديك عبيد يوسعون لك الطريق؟، فقال الرجل بلى. فقال الحاج وكيف وصل بك الحالُ إلى هذا الحالِ؟، فقال الرجل تكبرتُ في مكان يتواضع فيه العظماء، فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء، إن الله تعالى لما أغرق قوم نوح شمخت الجبال، وتواضع جبل الجودي، فرفعه الله فوق الجبال جميعا، وجعل قرار السفينة عليه، فسبحان من تواضع كل شيء لعزة عظمته، وخضع الكون لعظيم حكمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق