الاثنين، 12 أبريل 2021

مصر تحت حكم لصوص العسكر وعالم المصالح

 مصر تحت حكم لصوص العسكر وعالم المصالح


تقرير بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

منذ استيلاء الجيش على حكم مصر فى سنة 1952 واصبحت مصر أم الدنيا بلا مؤسسات وتحطمت خرافة فصل السلطات، فالحاكم الطاغية هو القاضي والحاكم والخصم والجلاد، وهو الآمر والناهي وواضع الدستور والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس كل أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والاعلامية والثقافية السينمائية والمسرحية والسياحية والفكرية والتعليمية حتى المسلسات التليفزيونية، ويقبض في يديه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، أما من حوله من رئيس للوزراء أيا كان إسمه ،إلى كل أعضاء الحكومة ومجلش الشعب ومجلس النصابين الشيوخ ولست ادرى ماهو معنى الشيوخ فهم أصفار لا تساوي شيئا، أو أحجار على رقعة شطرنج يحركها اصبع عبد الفتاح السيسى أو يلقي بها جانبا متى شاء وكيفما أراد. هذا الرجل، يا أم الحضارة، يملك سلطات زعماء وأنبياء وقديسين وأنصاف آلهة .

ان مصيبة مصر تكمن في الكثير من علماء الامة الاسلامية ، فتجد علماء تلميع سخروا انفسهم وأقلامهم لتمجيد السلاطين ، محرفين آيات القرآن الكريم واحاديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حسب اهوائهم وما يخدم الحكام ، والأمراء والسلاطين ، يجيزون لهم قتل الشعوب بدم بارد ، يجيزون ويحلون لهم سلب ونهب قوت وأموال الشعب باسم الدين ، يحلون ما حرم الله على المسلمين ، ويحرمون ما احل الله ، يبتغون من وراء ذالك رضا السلطان وهناك علماء سوء ، ورياء ، ومصالح ، وفضائيات ، يبثون الفتنه ، ويحرفون كلام العلماء الصادقين المخلصين حسب اهوائهم ، يبثون سمومهم في الامة باسم الاسلام ، يحرضون الجيوش على قتل الشعوب العربية والإسلامية ، كما افتى مفتي الديار المصرية السابق سيئ الذكر علي جمعه امام عبد الفتاح السيسي فرعون مصر قائد الانقلاب على الشرعية واختطاف الرئيس الدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب شعبيا .

هؤلاء العلماء الذين يسمون انفسهم علماء اشد خطرا من العدو الصهيوني ، هؤلاء العلماء هم سبب هزائم الامة في حروبها مع العدو الصهيوني ، هؤلاء العلماء هم سبب رئيس في تأخر الامة ، هؤلاء العلماء هم الذين جلبوا المصائب للأمة ، هؤلاء العلماء دماء الشهداء في سوريا ورابعة والنهضة في رقابهم ، هؤلاء العلماء هم الذين جلبوا جيش الكفار والإلحاد لاحتلال دولة العراق ، هؤلاء العلماء هم وراء ضياع المقدسات الاسلاميه وفلسطين .

هؤلاء العلماء مثلهم الاعلى هو الاستاذ الدكتور العالم البلطجي المدعو محمود عبد الرزاق الرضواني ، يا امة محمد بن عبدا لله صلى الله عليه وسلم اسمعوا ما يقول في قناة البصيرة الفضائية عن قائد الانقلاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فرعون مصر ، يقول : ان الله بعث السيسي لإنقاذ دولة مصر من شرور الاخوان المسلمين ، وأعاد هيبة مصر ، وأعاد الهيبة للقوات المسلحة المصرية ، وافشل السيسي المشروع الامريكي الاسلامي ، وافشل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في تركيا والشرق الاوسط ، وقال الرضواني : السيسي سيسقط رئيس الادارة الامريكية ( باراك اوباما ) الذي دعم الاخوان المسلمين بمليارات الدولارات.

لست ادرى كيف جاء هذا السيسى وهل مجيئه لنا صدفة بحته، ام مؤامرة صهيوامريكية، أم لعنة من الله سبحانه وتعالى عقابا لشعب المحروسة على رقصهم بعد مجازر متتالية فى الشوارع واحدة بعد الأخرى شارك فيها الأغلبية العظمى وغنوا تسلم الأيادى على جثث المتظاهرين السلميين فى رابعة والنهضة وغيرها من المجازر ، وقتل الرئيس الوحيد المنتخب فى تاريخ مصر بدم بارد ورحل عن عالمنا أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيًا، الدكتور محمد مرسي، وهو في سجنه دون أن تلين له قناة أو تنثني عزيمته، مات صامدا واقفا بين جلاديه الظلمة من العسكر، وأدواتهم من القضاة أمثال “شرين فهمى” الذين خانوا منصة العدالة، الذي من المفترض أنهم جاؤوا لرفعتها، ونصرة المظلومين على الظلمة الفاسدين!

فالأسياد في عهد عبد الفتاح السيسى لا يختلطون بالعبيد!
إنها اللذة الحرام التي يشعر بها السيسى عندما يقرب إليه الفاشلين، لذا لم يكن مستغربا أن يتوجه أحد المحافظين إلى الصحفيين في لقاء علني ويقول بكل سفاقة.. هاجموني كما تريدون, فكلما زاد الهجوم ضمنت استمراري في منصبي لفترات أطول!

لو انتحر كل ابناء مصر حزنا وغما فلن تهتز شعرة واحدة في شعر السيسى او احد من أبناءه، ألا يعرف، ويفرح، ويسعد، ويرضى بمئات الحالات التي وقع فيها رعاياه ضحايا رجال أمن قساة وغلاظ في أقسام الشرطة؟

عزيزى القارئ هل شاهدت جلسة لمجلس النواب؟
قطعا لا يمثل هؤلاء إلا جزءا يسيرا من شعبنا المصري، ونجاح أكثرهم من نواب الكيف والبلطجة والاحتيال والقروض والأمية وشراء المقاعد واصوات الناخبين الفقراء يجعلنا نؤكد بعدم دستورية هذا المجلس.
النقاشات فيه عبث، وفوضى، وأفكار هلامية، ومصالح خاصة، وتمرير قوانين لصالح السلطة أو رجال الأعمال، والعلاقة مع للمستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب قضى بحل برلمان الثورة وسعودية تيران وصنافير.. فكافأه السيسي و ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بموجة غضب واسعة عقب إعلان اختيار حنفي جبالي، الرئيس رقم 51 لمجلس النواب، خلفا لعلي عبدالعال.

هل تعرفين، يا أم الدنيا، أن الفوضى التي صنعها نظام حكم عبد الفتاح السيسى امتدت إلى كل شبر على أرضك الطاهرة، حتى أن تلك الأرض تسيل عليها دماء ستة آلاف قتيل وخمسين ألف جريح من جراء حوادث المرور؟

مصر يا أم الدنيا هل صحيح ما تنبأ بها خبراء الاقتصاد من أن عام ألفين وإثنين وعشرين سيحمل معه كارثة لا تبقي ولا تذر عندما تلتهم فوائد الديون تسعة أعشار ما يتبقى من الدخل القومي بعد النفقات؟

اتفاقية المبادئ لسد النهضة لا تتفق مع أى مبادئ !

قال الخبراء إن إثيوبيا لم تكن تجرؤ على البدء فى بناء السد لولا خيانة السيسي وتآمره معها وتوقيعه على اتفاق المبادئ فى عام 2015 مقابل دعم أديس أبابا انقلابه على الرئيس الشهيد محمد مرسي فى 3 يوليو 2013.

 كما أن شركة المخابرات المصرية تواطأت مع السيسي ضد الرئيس الشهيد محمد مرسي في ملف سد النهضة، حيث أنهم قدموا معلومات مغلوطة له بشأن هذا الملف، أما عبدالفتاح أن السيسي تدخّل عبر أحد مستشاري الرئيس مرسي لمنع الأخير من فتح ملف سد النهضة، على اعتبار أن هذا الموضوع من اختصاص المخابرات الحربية التي كان يرأسها السيسي في ذلك الوقت.
ووصف توقيع السيسي ما يسمى باتفاق المبادئ مع إثيوبيا عام 2015 بالكارثة، معتبرا أن توقيع السيسي كان بمثابة رشوة لإثيوبيا من أجل مساعدته في تثبيت انقلابه أمام الاتحاد الإفريقي في العام ذاته.


دعاء شعب مصر للواحد القهار

يارب العالمين لقد صنع السيسى بالتخويف والتهديد والوعيد وإغلاق أبواب الرزق الحلال المواطن الفأر الضعيف،والإعلامي التافه، والوزير الجبان، والضابط العبد لسيد القصر، فالتعيد، يا رب العالمين للمصريين مكانهم تحت الشمس في بلد السبعة آلاف عام حضارة.
يا إلهي لقد أضاع طغاة الجيش حكام مصر مدى 69 عاما شريان الحياة في نهر النيل الخالد، ولم تكن لهم كلمة مسموعة لدى حكام اثيوبيا الخبثاء طوال أربعين عاما، فتم بناء سد النهضة توطئة لسدود أخرى حتى يعطش المصري ونباته وأرضه وحيواناته ، فقد سلم المصريون وجيشهم وشرطتهم ومثقفوهم وإعلاميوهم لرجل واحد فقط من طغاة الجيش في كل مرة شؤون نيلهم فأنالهم الله الخسران المبين، فانزع مصر من السيسى لتعود مرة اخرى الى شعبها كما كانت طوال تاريخها.
اللهم لقد أتى مصر حاكم جاهل يمشى مثل الطاووس معجبا بنفسه، وغبى، يعبد المال، وطائفي النوازع ففتح الباب على مصراعيه لتهب على وادي النيل رياح مسمومة ،قادمة من جوف التخلف والرجعية فاعتقد المصريون أنها من صميم دينهم الإسلامى فإذا هي عقارب تلدغ فيظنها المهووس تحيي وتنعش وتكبر باسم الله، وقفز على منابر الجوامع والشوارع ومكبرات الصوت وقنوات التليفزيون والإنترنيت تتار جدد أعادوا صياغة العقل المصري فسمموه بحكايات خرافية صنعها أعوان إبليس فورثها مصريون بعد مئة عام من عصر النهضة فعادوا بها أو عادت بهم إلى كهوف يخجل منها سكانها!
يارب العالمين لقد صنع عبد الفتاح السيسى المواطن المخبر، والمرشد، والمتعاون، والواشي فأصبح كل مصري في حالة خوف لئلا ينقل أخوه أو جاره أو زميله أو ابن بلده خلجات نفسه المكتومة، إلى سلطات أمنية أو مخابراتية لديها تعليمات أن لا ترحم نساء ولا أطفال سقط سهوا تحت بيادتها.
اللهم أنت تعلم أن القضاة المرتشين في مصر من نسل إبليس اللعين، وأن لديهم أوامر بالظلم والتنكيل بمن لا ترضى عنهم السلطة، فيفرج القضاء عن اللصوص والفاسدين والمهربين وكلاب القصر، ويحاكم الشرفاء وعاشقي الوطن والشباب المعترض على ديكتاتور طاغية حكم بالخوف والسوط والسجن والاغتصاب والسرقة.

رائع هذا المصرى الذي يستمد إيمانه بالحياة من قلبه، وتمسكه برؤى من يثق فيهم، ويلجأ إلى رب العباد وهو مؤمن بأنه، سبحانه، أقرب إليه من حبل الوريد، ويستجيب لدعائه قبل أن يتفوه به.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق