الثلاثاء، 27 أبريل 2021

قضية الأرمن وكوميديا العهر الغربي!

قضية الأرمن وكوميديا العهر الغربي!


الدكتور عزت السيد أحمد

سأسمي الأشياء بمسمياتها علىٰ الفور ولن ألعب لعبة اللفِّ والدوران، وليس هٰذا من عادتي ولا من طبيعتي علىٰ أيِّ حال. جعلت العنوان مركزاً علىٰ عقليَّة الغرب ولم أوارب بنسب العهر وكوميديا هٰذا العهر إلىٰ ما يسمَّىٰ المجتمع الدولي. لا يوجد شيء اسمه مجتمع دولي، هٰذه أكذوبة ابتدعها الغرب ليمرِّر الخبائث بالقول: هٰذا موقف المجتمع الدولي، وهٰذا رأي المجتمع الدولي، وهٰذه قرارات الشَّرعيَّة الدوليَّة… وهلم جرًّا وجرجرةً في هٰذه الأسطوانة المشروخة التي باتت باليةً ومفضوحة.

أكثر دول العالم إما يقودها حكام وأنظمة عملاء للمخابرات الغربيَّة وخاصَّة الأمريكية… أو أَنَّهُم مغلوبون علىٰ أمرهم لا حول ولا قوة لهم بحال من الأحوال، ومن ذم ليس ثَمَّةَ ما يبرر ضمَّ أصواتهم إلىٰ ما تفعله وتصرح به السياسة الغربية والقول إنَّ هٰذا أو ذاك هو موقف المجتمع الدولي، أو الرأي العام الدولي… حَتَّىٰ ولو وجدنا انجراراً قطيعيًّا وراء التصريحات الأمريكية أو الأوروبية في هٰذه القضية أو تلك… إِنَّهُ إما انجرار قطيعي، أو تابعي.

منذ نحو خمس عشرة سنة بدأت تتصاعد النبرة الغربية التهيجية إظهار ما يسمىٰ مجزرة الأرمن إلىٰ الوجود ومطالبة تركيا بالاعتذار، وربَّمَا يلي ذٰلك ما قد يليه مما يخطِّطون له. ومنذ ذٰلك الحين تركيا لديها جواب جميل وجميل جدًّا، إنَّهَا تقول دائماً: «تعالوا نفتح الأرشيف ونتحاكم إليه». ومن يقول مثل هٰذا القول ويطلب مثل هٰذا الطلب فهو يقيناً علىٰ درجة عالية من القوة والثقة في النفس. ومع ذٰلك الكل، أعني الغرب والأذناب، يتجاهل هٰذا الطلب والعرض ويصرُّ علىٰ التشهير بتركيا والإساءة لها.

إذن من البداية لا يخفى خبث الأهداف والنوايا في التعامل مع ما يسمَّىٰ مجزرة الأرمن.

في حقيقة المجزرة

كثير من السذج، ولا أتحدث عن الضالعين في الافتراء والتَّضليل، يتساءلون: ألا توجد فعلاً مجرزة بحث الأرمن من قبل الجيش العثماني في عام 1915م؟

انتبه بداية إلىٰ العالم والظرف والتاريخي. وهي مرَّة واحدة مهما كانت الحقائق فيها. وفي هٰذين الأمرين معاً ما يفكُّ لغز الماضي لمن يريد أن يفكر. أربعمئة سنة والأرمن تحت سلطة الدولة العثمانية ومن رعاياها، ولم ترتكب الدولة العثمانيَّة بحقِّهم أيَّ خطأ. وهٰذا يعني قطعاً لا احتمالاً أَنَّهُ لو كان لدىٰ العثمانيين أيَّ نوايا سيئة أو عدوانية ضدَّ الأرمن لفعلوا بالأرمن ما أرادوا علىٰ مدار مئات السنين السابقة… 

إذن فلماذا كان ذٰلك في هٰذا العام من الحرب الطاحنة التي تخوضها كلُّ دول العالم الكبرىٰ ضدَّ الخلافة العمثانيَّة، وفي هٰذا العام العصيب والمفصلي؟

أيُّ تفكيرٍ موضوعيٍّ مع هاتين الحقيقتين يصل إلىٰ أنَّ ثَمَّةَ أسباباً لحدوث ما حدث من قبل الدولة العثمانية للأرمن، بغضِّ النَّظر عما كان يستحقُّ أن يسمىٰ مجزرة أم لا. وهٰذه هي الحقيقة التي كانت بالفعل، فخلال الحرب العالمية الأولى وفي أحلك الظُّروف وأصعبها التي تمرُّ بها الجيوش العثمانيَّة في سنة 1915م في مواجهة كلِّ دول العالم الكبرى لم يكتفي الأرمن بجعل أنفسهم حصان طروادة للجيوش المعتدية علىٰ الدولة العثمانيَّة وحسب بل شكَّلوا عصابات ومجموعات مسلَّحة هي التي قامات بارتكاب المجازر الموثقة تاريخيًّا ضدَّ سكان المناطق الخاضعة لسلطة الدولة العثمانيَّة. وتقول الوثائق إنَّ الدولة العثمانيَّة اكتفت تهجير أفراد تلك العصابات للحيلولة دون وقوع مزيد من المجازر من قبلهم قد تقود إلىٰ حرب أهليَّة بَيْنَ الأرمن وبقية رعايا الدولة العثمانية فليست الدَّولة في وراد فتح مزيد الجبهات في تلك الفترة.

سيثب معترضٌ فوق الأرض مترين ويقول لي: «يعني، تريد أن تقنعنا أنَّ الدَّولة العثمانيَّة ما قتلت ولا واحد؟!».

أنا لا أنفي ذٰلك، ومن المؤكِّد أَنَّهُ حدثت مواجهات بَيْنَ هٰذه العصابات وجيوش الدولة العثمانية، ومن المؤكد أَنَّهُ تم قتل عدد منهم قل أو كثر، ومن المحتمل أَنَّهُ ذهب بعض المدنيين ضحايا هٰذه المواجهات. هٰذه حرب واحتمالات الموت في الحروب كبيرة، واحتمالات قتل الأبرياء ليست قليلة في الحروب… هٰذه حقيقة لا يحقُّ لأحد إنكارها. ولٰكن، يجب أن نميز أولاً بَيْنَ قتل المدنيين عن قصد وبَيْنَ كونهم ضحايا الحروب والمعارك، وثانياً، وهٰذا يقينٌ شخصيٌّ، من تاريخ حروب العثمانيين، وحَتَّىٰ الأتراك في حروبهم اليوم، فلا يمكن أن يكونوا ارتكبوا أيَّ مجزرةٍ بحقِّ الأرمن علىٰ طريقة ما يستحق أن يسمى مجزرة في تعريف المجازر.

جيوش العثمانيين هي جيوش الإسلام عبر نحو خمسمئة سنة، وقبلها جيوش الخلافات الثلاث؛ العباسية، والأموية، والراشدية، لم يسجل التاريخ لها ارتكاب أي مجزرة في حروبها، وهٰذه شهادات أقر بها مؤرخو الغرب وليست قناعات شخصيَّة… انتصروا في حروبهم، وقتلوا الآلاف الكثيرة جدًّا ولٰكنَّهُم لم يرتكبوا أبداً مجزرة خارج المعارك ضد الجيوش وحسب. 

لماذا أخرجوا القضية الآن؟

قبل أن أنتقل إلىٰ جوانب العهر في الموضوع أتساءل ما يتساءله الكثيرون حَتَّىٰ السذج لم تعد تخفى عليهم مثل هٰذه التساؤلات: 

إذا كانت هناك فعلاً مجزرة من الدَّولة العثمانيَّة ضدَّ الأرمن فلماذا صمت الغرب عليهم عشرات السِّنين السَّابقة كلَّها ولم يتكلِّم فيها، بمن فيهم الأرمن ذاتهم، إلا في الَّسنوات الأخيرة التي تمتد نحو خمس عشرة سنة تقريباً من الآن؟ وهي كما لا يجهل حَتَّىٰ الجاهلون: سنوات استقرار السلطة بيد حزب العدالة والتنمية وازدهار تركيا وتنامي حضورها الإسلامي.

هٰذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما:

إمَّا أَنَّهُ لا توجد مجزرة وإنَّمَا الحقد الذي ظهر علىٰ تركيا نتيجة عودتها إلىٰ الحاضنة الإسلاميَّة بغضِّ النَّظر عمَّا إذا كانت قويَّة أم لم تكن، فهم أعداء الإسلام ويحاربون الإسلام. 

أو أَنَّهُ كانت توجد مجزرة ولٰكنَّهُم سكتوا عليها نفاقاً وازدواجيَّة لمراعاة السُّلطة العلمانيَّة التركيَّة. ومن جديد يعود التَّأكيد: الذي يحركهم في نشاطاتهم وتصريحاتهم ومطالبهم هو محاربة الإسلام.

عندما ندرك أن هٰذا الهدف، وهو كذٰلك في حقيقة الأمر، سنجد حقيقة أُخْرَىٰ منبثقة عنه بالضَّرورة وهي أنَّ العلمانيين من غير أبناء الحضارة الغربيَّة، وقد تجد بَيْنَهم من الترك أنفسهم، فإِنَّهُم يستغلون هٰذه الفرصة لنفث سمومهم والمشاركة في تضييق الخناق لا علىٰ تركيا بل علىٰ السلطة الحاكمة في تركيا علىٰ أمل إسقاطها.

صناعة الافتراء والتضليل

قلت من قبل إن تركيا لديها جواب مفحم للجميع وهي قولها: «تعالوا نفتح الوثائق والأرشيف». هٰذا يعني منطقيًّا أنَّ لدى الحكومة التركيَّة حقائق قاطعة بكذب هٰذه الفرية. ولٰكنَّ السُّؤال الذي قلَّ من طرحه: ما الكتب التَّاريخيَّة، والوثائق التاريخية التي تحدثت عن هٰذه المجزرة قبل وصول حزب العدالة والتنمية إلىٰ السلطة؟

أنا شخصيًّا لم أتابع الموضوع ولم أبحث فيه ولا عنه من قبل، ولٰكن علىٰ ضوء ثقافتي وقراءاتي التي لا أتحدث عنها، ما مرَّ معي شيء من هٰذا القبيل من قبل، بل إنَّ التراث الشفاهي الذي نعرفه هو أنَّ الأرمن في الحرب العالمية الأولىٰ خانوا الدولة ووقفوا مع جيوش الأعداء ضدَّ الدولة العثمانيَّة. علىٰ الرَّغمِ من كلِّ التَّضليل الذي كانت تتعرض له الثَّقافة العربيَّة من قبل الأنظمة الحاكمة لإيجاد قطيعة مع الترك… وعلىٰ الرَّغمِ من محاولات تشوية الخلافة العثمانيَّة… فقد بقي الموروث الشفاهي هو الغالب في هٰذا الأمر وكثير غيره.

المهم في الأمر الآن، هو أنَّ زبانية الحملة التشويهية للخلافة العثمانيَّة بقصد إحراج السلطة الحاكمة في تركيا اليوم قد انتبهوا إلىٰ افتقار مزاعمهم إلىٰ الحقائق والوثائق التي تثبت هٰذه المجزرة المزعومة، فصاروا اليوم يفترون تراثاً شفاهيًّا يصور هٰذه المجزرة المزعومة من جهة، ويفتري أفعالاً وسلوكات منسوبة إلىٰ الجيش العثمانيَّة والأمراء العثمانيين تتصل بهذه المجزرة المزعومة لتحويلها إلىٰ حقيقة لدىٰ الناس. لأَنَّهُ لا توجد كتابات قديمة تؤكد هٰذه الفرية صاروا يحاولون هٰذه الأيام أن يصنعوا لها تاريخاً ليحولوها إلىٰ حقيقة.

اليوم يبحثون عن أماكن يحتمل وجود بعض الهياكل العظمية فيها مع بعضها ليقولوا إنَّهَا جزء من المجزرة ضد الأرمن… حَتَّىٰ ولو كانت نيكاراغوا.

يقولون إن ضحايا المجزرة مليون ونصف المليون، في حين أن عدد الأرمن كلهم في ذٰلك الحين لم يزيدوا عن المليون وربع المليون… 

يقولون إن تركيا أجبرت الأرمن علىٰ الدخول في الإسلام. والغريب أَنَّهُ يوجد في تريكا جالية أرمنية كبيرة، ولو كان هٰذا الكلام فعلاً لوجب أن لا نجد أرمنيًّا في تركيا… ولا أرمنيًّا غير مسلم علىٰ أقل تقدير.

ومثلما يحدث مع المسلمين دائماً في هٰذا العصر علىٰ الأقل: يتحول الجاني إلىٰ بريء والضحية إلىٰ مجرم… هكذا صاغوا تاريخنا الإسلامي قديماً، بل ومعاصراً أمام أعيننا. وأكثر ما يؤلم في ذٰلك هو المحسوبون علىٰ الإسلام كيف يساهمون في ذٰلك عن جهل وبلاهة في بعض الأحيان بل في أحيان كثيرة في هٰذه القضية وغيرها من قضايا المسلمين.

إحياء ماض وإماتة حاضر

قبل نحو خمسة عشر عاماً عندما اشتممت بداية التلويح بإحياء ما يسمىٰ مجزرة الأرمن نشرت مقالاً بعنوان إحياء مجازر وإماتة مجازر، وعنيت بذلك إحياء مجزرة عمرها مئة سنة، علىٰ افتراض صحتها، والصمت إلىٰ حدِّ إماتة الكلام في مجازر تقع أمام أعيننا في فلسطين المحتلة والبوسنة والهرسك…

والآن لننظر إلىٰ المشهد من جديد.

هل يتحدث الغرب عما يسمىٰ مجزرة الأرمن حبًّا بالأرمن؟ أم حسن أخلاق تجاه الضَّحايا؟

علىٰ افتراض أنَّ المجزرة حقيقة، والعكس هو الحقيقة، فإنَّ الواقع المعاصر متخمٌ بالأحداث والمجازر التي تكشف عوار الغرب وانعدام أخلاقه انعدماً مرعباً، وكذٰلك تفضح خبثه وخبث نواياه ومقاصده وأهدافه.

ما تسمىٰ مجزرة الأرمن حدث في عام 1915م أي قبل مئة وست سنوات. وتريدون أن تحاسبوا تركيا علىٰ هٰذه المجزرة. الأمر بحد ذاته مفارقة عجيبة غريبة، إذا كان الأجداد ارتكبوا هٰذا الخطأ فما ذنب الأتراك اليوم حَتَّىٰ يحاسبوا عليه، علىٰ افتراض صحته جدلاً؟ بأيِّ منطق وأيِّ قانون وأيِّ عقل وأيِّ دين يمكن أن يتم تسويغ ذٰلك أو تفسيره أو حَتَّىٰ تأويله؟

لا يوجد في الدُّينا كلها قانون أو شريعة تقول بذلك. ومع ذٰلك الأمر لا ينتهي هنا. فالأعجب والأخطر هو الآتي. وأيضاً دعك من إسرائيل التي تتمتع بحصانة خاصة من الغرب عموماً. حدثت مجازر لا مجزرة في البوسنة والهرسك ضد المسلمين ليس علىٰ مرأىٰ المجتمع الغربي وحسب بل بتأييده ودعمه وذريعتهم في ذٰلك عدم السماح بوجود دولة مسلمة فيقلب أوروبا. هٰذه اعترافاتهم التي ظهرت بعد ذٰلك من وثائق وتسريبات. المجازر حدثت برعاية دول الغرب قاطبة. إذن ليس ثَمَّةَ صمت هنا هناك مشاركة في المجازر مشاركة إن لم تكن مباشرة فهي شبه مباشرة. وكانت من أبشع وأشنع المجازر عبر التاريخ. وعندما حسمت الأمور كما يريدون تدخلت الولايات المتحدثة بعدة ضربات صاروخية ووضعت حدًّا لما سموه الحرب الأهلية. 

الذين يرتبكون المجازر يتحدَّثون عن محاسبة متهم زوراً بارتكاب مجزرة… ليست عبثيَّة إنَّهَا كوميديا العهر وتفاخرها بعهره. 

دعك من ذٰلك. هٰذه المجازر وقعت قبل وصول العدالة والتنمية إلىٰ السلطة في تركيا. لننزر في الواقع المزامن لحملة التحريض علىٰ تركيا بارتكاب مجزرة قبل مئة سنة. في هٰذا الوقت ذاته من التحريض حدثت وما زالت تحدث مجازر تفوق مجزرة الأرمن، بالأوصاف التي يصفونها هم، مئات المرات، وملها مصورة ومنشورة في وقتها وما زالت تحدث في إفريقيا الوسطى ومينمار والهند وسوريا بل وبعضها ضد شوب تركية خاضعة للاحتلال الصييني. 

مع الوضوح التام الصريح لهٰذه المجازر والصور المرعبة التي تقشعر لها الأبدان التي تنقلها وسائط التواصل الاجتماعي فإنَّ هٰذا المجتمع الغربي صامت عليها صمت أصحاب القبور؛ أيعقل أَنَّهُم استطاعوا أن يروا مجزرة وقعت قبل مئة سنة ويعجزون عن رؤية المجازر التي حدثت وما زالت تحدث اليوم ويراها الصغير والكبير؟!

ما هٰذا العهر وما هٰذا الفجور؟

ألهذه الدرجة وصلت الوقاحة في المجاهرة بالعهر الفجور؟

نعم إلىٰ هٰذا الحد بل إلىٰ حدٍّ يتجاوزه بكثير. الحد الأعلى من ذٰلك في المعاهرة هو تعتيمهم علىٰ هٰذه المجازر وعدم نشر أخبارها حَتَّىٰ لا تتعاطف الشعوب الغربية مع الضحايا… ناهيك عن قلب المفاهيم في الأخبار التي ينشرونها إن نشروها عن هٰذه المجازر.

بل الأدهى منذ والأمر المرعب أكثر من ذٰلك بكثير هي محاربة ومحاصرة من يكشف عن هٰذه المجازر في العالم الغربي. لاعب ألماني من أهم لاعبي المنتخب الألماني في كرة القدم علىٰ مدار سنين طويلة اسمه مسعود يلمز، وهو من أصول تركية، تجرأ واستغرب في صفحته في الفيس بوك عن سبب صمت العالم علىٰ مجازر التطهير العرقي التي ترتكب من قبل الصين ضد المسلمين، فتم منعه من اللعب مع فريقه الذي يدفع له الملايين أجرة… ضحى نادي أرسنال بالملايين التي يدفعها له ولم يعد يشركه في المباريات… وظل يكارهه حَتَّىٰ قبل انتقاله إلىٰ نادٍ تركي.

لأَنَّهُ مشهور ومتابعوه كثر فإِنَّهُ يشكل خطراً علىٰ منظومة الإعلام التي يتحكم بها الغرب وخرقاً في المفاهيم التي يكرسونها في العقلية الغربية. ولذٰلك لم يسمح له بالبقاء تحت الأضواء… ولم يسمح له بإعادة نشر مثل هٰذا الكلام.

إذن المسألة ليست مسألة مصادفات، ولا ضغوط أخبار، ولا أولويات… المسألة مسألة سياسة مبرمجة ممنهجة مقصودة.

بعد ذٰلك نعود للتساؤل:

هل يريد الغرب إحقاق الحق بالحديث عم مجزرة الأرمن المزعومة؟

هي أصلاً افتراء ومبالغات افترائية في واقعة تاريخية حولوا فيها الضحية إلىٰ مجرم.

هم لا يريدون إنصاف الأرمن ولا معاقبة تركيا ،وإنَّمَا يريدون معاقبة تركيا المسلمة ومعاقبة الإسلام علىٰ ذنب لم يقترفوه. إِنَّهُم يريدون وضع حدٍّ لتمدد الإسلام وانتشاره وتشويه الصورة الإيجابية المشرقة التي تقدمها تركيا لنجاح الإسلام في السلطة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق