الحراك الفلسطيني بين الولادة الواجبة والإجهاض المحتمل
مضر أبو الهيجاء
الحراك الفلسطيني بين الولادة الواجبة والإجهاض المحتمل في مسار التغيير والتحرير
المقدمة:
من نافلة القول أن المسار الفلسطيني دخل في نفقا مظلما حين رضخ ووافق على رؤية الصهاينة في المعالجة المرحلية للصراع في عموم المنطقة وخصوص فلسطين،
حيث دفع الكيان الفلسطيني بشقيه الوطني والإسلامي لنفق مظلم ثم أوصد الباب خلفهما،
ومنذ ذلك الحين والكيان الفلسطيني السياسي يسير في اتجاه واحد،
حيث بدأ أولى خطواته في النفق حين وقع اتفاقية أوسلو في عام 1993،
ووصل لآخر النفق حين اصطدم بحائط وتبين أن النفق بلا مخرج بعد أن أمضى ثلاثين عاما فيه.
ثلاثون عاما وقد أعياه التعب وهو ينظر للخلف فلا يجد نورا بعد أن أوصد الباب عليه،
فيسير مسرعا ومضطربا لعله يصل إلى طاقة الفرج، ولكنه لم يصل أبدا،
حتى طال عليه الزمن فنسي بوصلة الصراع بعد أن غمّي عليه وبات لا يجيد الصراع إلّا مع أخويه فتارة يفقأ عينه وتارة يخسر ذراعه وتارة يهشّم ركبتيه!
حيوية الشعب الفلسطيني والقراءة المتأخرة:
لاشكّ أن هناك علماء ومفكرين كانت لهم رؤية واضحة منذ البدء في خطورة ذلك المنعرج،
وقد وجدت شخصيات في المسار الفلسطيني الوطني والإسلامي تشير لهذا،
ولكنّها أغفلت وتمّ تجاهلها وسار الركب الوطني باتجاه النفق برعاية أكبر الحركات الوطنية فتح،
كما لحقته أخته الكبرى في المسار الإسلامي فأسرعت نحو النفق أملا بحصّة من الكعكة الملوّثة وذلك برعاية حركة حماس،
وبات كل طرف من هؤلاء ينسج تصوراته ويشرعن خطواته ليصنع مشروعا للتحرير في الهواء متغافلا على أن قطاره خرج عن السكة وجانب الصواب!
ومع ثورات الربيع العربي التي زلزلت المنطقة بأنظمتها وجيوشها تأمّل الشعب الفلسطيني خيرا فتفاعل معها ونسج على إيقاعها أحلاما لعلّه يخرج من النفق المظلم الذي ابتلعه،
ولكن بعد الاحتواء الغربي وإدارته الماكرة لثورات الربيع العربي تبدّد هذا الأمل حيث دخل الجميع في نفق أكبر!
وهنا برزت حيوية شعب الأرض المباركة الذي بدأ بأخذ زمام المبادرة ليعيد الحيوية والأمل لعموم الأمة من ساحات الأقصى المبارك حيث التحدّي الصعب ونقطة الصراع الأخطر، مبتدئا بالمواجهة والتصدّي ثم العمليات الجهادية المذهلة.
ولادة ضرورية أشعلت انتفاضة الجيل الثالث:
عاش الجيل الأول نكبة سقوط فلسطين في واقع عربي متماسك في مقولاته ولكنه مخادع ومتآمر على القضية ومصادر لها من الأيدي الفلسطينية الحرة،
وعاش الجيل الثاني حالة من التمرد الفلسطيني على الواقع العربي ولكنه وقع في حضن الصهاينة وملالي إيران،
واليوم يعيش الجيل الثالث أزمة جيلين سبقوه ولم ينجو أي منهم بالمركب بل أغرقوه.
ويمكن اعتبار انطلاقة الأعمال الجهادية والفدائية بشكلها الفردي منذ تصاعد اقتحامات الأقصى قبل عام وحتى الآن بداية جديدة عبر مبادرات فردية تعبر عن حيوية الجيل الجديد وولادة واعدة،
لاسيما وأنها أصبحت ظاهرة شائعة وامتدّت خارج المساحات التقليدية فباتت في النقب كما القدس والضفة وغزة وداخل المدن الشمالية بعيدا عن الحركات الفلسطينية التي هيمنت على المشهد طيلة عقود.
وفي ظل انتفاء القدوة الفلسطينية بعد انهيار الحركات الوطنية واهتراء الحركات الإسلامية فقد بات هؤلاء الشباب أيقونة تمثل قدوة فريدة في جانبي التحدي والمواجهة في الساحة الفلسطينية،
وهي ماضية وتتبلور كل يوم لترسم مسار جديدا ومختلفا في قضية الصراع مع الصهاينة.
الجيل الثالث في ميزان الفصائل الفلسطينية:
من الصعب إصدار حكم عام وحيد حول الفصائل الفلسطينية التي ينضوي تحتها ألوف من الشرفاء والمناضلين والأسرى سواء في التيار الوطني أم في التيار الإسلامي، فكلاهما قد احتوى جزءا من هذا الشعب المجاهد، ولا يزال يستنفد طاقاته حتى اليوم في مشاريعه الخربة.
ولكن من الواضح أن قيادة الفصائل الفلسطينية باتت تشعر بأن تشكّلا جديدا يظهر خارج إرادتها وإدارتها،
بل قد يمضي باتجاه فرزها الى قيادات شريفة وعاقلة وقيادات مشبوهة ومختلة،
وقبل أن يتشكّل هذا الميزان الجديد على أيدي الجيل الثالث المنتفض فان قيادات تلك الحركات تحاول القفز أمام الشباب بإغراءات دعم وسلاح وتضع في أيديها راياتها العليلة!
الإجهاض المحتمل بين مخالب الذئاب وعيون السحرة:
من اليقين القول بأن الأجهزة الأمنية الصهيونية تعمل ليل نهار لكي تصطاد تلك السواعد بهدف وأدها في مهدها قبل أن تصبح نموذجا يفتت تدريجيا المعادلة الفلسطينية الحالية التي صنعها المحتل بيديه واستمتعت بها قيادات التيارين!
ومن اليقين القول بأن الأجهزة الأمنية العربية –لاسيما في دول الطوق– تعمل ليل نهار لكي تقتلع تلك السنبلة الفلسطينية
التي أورقت قبل أن يشتدّ عودها وتمتدّ أغصانها وفروعها للدول العربية فتستلهمها شعوب المنطقة
والتي أصبحت أكثر تأهيلا بعد ثورات الربيع العربي رغم كل جوانب القصور!
المسار الثالث يشكل تهديدا ثلاثيا:
إن ولادة المسار الثالث في الأرض المباركة يشكّل تهديدا لأطراف ثلاثة :
1- الفصائل الفلسطينية بحركاتها الوطنية والإسلامية الحالية،
حيث سيطرح نفسه بديلا عنها حتى وان تداخل معها في مرحلة رقّة عظامه الحالية،
إلا أن المفاصلة قادمة لا محالة مع كل تعاظم للنموذج الذي يعمل خارج التصورات والمقولات والمواقف السياسية لتلك الحركات التي ضيعت البوصلة.
2- أنظمة الحكم العربية، والتي نجحت فيما مضى بتحطيم وحرف منظمة التحرير الفلسطينية،
ثم استطاعت بالحديد والنار أن توقف شعوبها عن واجب التحرير ونصرة الأقصى، ثم استوعبت وتلاعبت بالحركات الإسلامية،
والنموذج الفلسطيني الجديد ان كتبت له ولادة صحيّة فهو ينذر بنقض غزل تلك الأنظمة العربية
عبر تحريض شعوبها المسلمة لتعود إلى مسارها الفريد لتحقيق أمل التحرير.
3- الكيان الصهيوني، والذي يدرك تماما بأنه من ورق سيسقط في خريف قادم بشرط أن تتغير وتنضج معادلات الطقس السياسية من حوله،
والمولود الفلسطيني الجديد بداية تغيير حقيقية في أحوال الطقس السياسية
التي يمكن أن تصبح رياحا في المنطقة لن تصمد أمامها أوراق الصهاينة المزيّفة، لاسيما في ظل احتراب دولي خطير.
المشروع الثالث بين الواجبات والتحديات والمحاذير:
وحتى لا تضيع تلك الدماء الزكية، وحتى تثمر مسارا جديدا، وحتى لا تضيع البوصلة كما في كل مرّة، فلا بدّ أن تنجز واجباتها وتثبت أمام تحديات المرحلة، وألا تقع في المحاذير،
فما هي تلك الواجبات والتحديات والمحاذير؟
1- صياغة تصور منهجي وسياسي متميز لا يقفز عن شرط تقييم المسيرة السابقة،
ولا يتجاهل تحديد وتوصيف أخطائها ليتشكّل بين يديه تصور منهجي وسياسي ناضج واع بالتجارب التي سبقته،
فيبلور مسارا للتحرير لا يقع في نفس الأخطاء السابقة.
ملاحظة هامة:
(يجب الاستفادة من القامات السياسية الشريفة التي ثبتت في أمواج الربيع العربي، وليس بالضرورة مطلقا الانحسار في طوق الشخصيات الفلسطينية،
بل من مميزات ذلك النموذج وحتى تكون ولادته صحيّة أن يخرج من الإطار القطري والمحلي مستفيدا من خيرية الأمة وعلمائها الواعين).
2- تشكيل قيادة سياسية نظيفة مسئولة وواعية، وهي مسألة غاية في الأهمية اذ القيادة هي التي ستقود المركب في كل المراحل،
وستواجه أمواجا في المرحلة المستقبلية، فان كانت هشّة فستقع فيما وقعت فيه قيادات فتح وحماس وتعود إلى الحظيرة وتدخل النّفق المظلم من جديد -لا قدر الله-.
ملاحظة هامة:
(يجب الاستفادة من القامات الفلسطينية في الخارج كما الداخل، لاسيّما النخب التي تعيش في مناخ أكثر حريّة، وبعيدا عن الأنظمة المستبدة التي يمكن أن تخضعها لمعادلات أمنية،
متخلصا من المقولة السخيفة لا يفتي قاعد لمجاهد ولا يفتي أهل الدثور لأهل الثغور،
الأمر الذي يسهم حقّا بمدّ هذا المسار بالحياة وإنعاشه مهما نالت منه القوى الأمنية الصهيونية في الداخل باعتبارها تحتل كل المدن الفلسطينية وتملك أعلى التقنيات العسكرية والأمنية.
3- إنهاء الكبائر الفلسطينية الثلاث في مسيرة الوطنيين والإسلاميين على حدّ سواء،
والكبائر الثلاث هي:
أ- معادلة التنسيق الأمني واتفاق أوسلو اللعين،
ب- حلف ملالي إيران والانحياز لمحور المقاومة الإيراني وذيوله في المنطقة كحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن وفرعون في الشام،
ج- الانقسام الجاهلي الذي أحدثته حركة فتح وحماس وكرسه قطعان الطرفين من أتباع وكتاب وصحفيين ومرتزقة وبعضا من الجواسيس.
4- الانتباه والحذر تجاه الأنظمة العربية وأشكال وحدود التعاطي معها حتى لو ادّعت ترحيبا وفتحت للشباب قنواتها الفضائية،
فتجارب الحركات الفلسطينية كثيرة في هذا الباع ولم ينجو منها أحد، بالذات بعدما أحاطت بها النعم والمميزات من قبل تلك الأنظمة،
بل لابدّ من شكل ممنهج ومدروس في مدّ أذرع العلاقة مع الحركات الشعبية في عموم المنطقة العربية
والتي تلتقي مع الأمة في مسلماتها الثقافية والسياسية، فهي مع الدين وضد أي تطبيع سياسي مع العدوّ اللعين
سواء أكان صهيونيا أم شيعيا يتبع الملالي الإيرانيين أم نظاما عربيا خادما للمشروعين السابقين.
5- الانتباه والحذر تجاه محور ملالي إيران المسمّى زورا محور المقاومة والممانعة،
ورغم وضوح الإثم في الارتباط به إلا أن هناك معطى سياسي لا يتجاوزه إلا من يريد أن يعتاش على القضية الفلسطينية،
ألا وهو أن أي ارتباط بهذا المحور المعادي لعموم الأمة الإسلامية سيشكّل هوة كبيرة وفجوة عظيمة بين الحراك الفلسطيني وعموم الأمة وخصوص الشعوب العربية المكلومة من إيران،
تلك الشعوب التي قادت تحرير فلسطين المباركة وأنجزته في كل حقب التاريخ
والتي لم تشهد بطولها وعرضها دورا لفارس ولا للشيعة في سياق تحرير فلسطيني إلا على قنوات حزب الله والجزيرة والميادين.
6- الانتباه والحذر تجاه المسألة المالية، وهي مسألة تشكّل تحديا كبيرا ومنزلقا خطيرا،
والواعي للتجارب يدرك أن أي استخذاء أمام دعم خارجي سينتهي عاجلا أم آجلا بانحراف المسار وخروج القطار عن السكة الصواب،
وهو ما حصل مع حركة فتح وحماس وعموم الفصائل والقيادات الفلسطينية.
ملاحظة هامة:
(لابدّ من وضع خطة شعبية تقضي بتمويل من جميع العائلات الفلسطينية في عموم الضفة وغزة وأراضي الخط الأخضر،
بحيث تكون واجبا شعبيا يدمج الحالة الفلسطينية جميعها ولا يقبل استبدالها بالأنظمة العربية القميئة وان بدت لطيفة،
ولا بملالي إيران المجرمين وان ادّعوا حب آل البيت ورفعوا شعار تحرير الأقصى،
ومن المهم في هذا الباب أن يكون عنوان هذا الدعم طرح أخلاقي يعبّر عن الانتماء لتلك الأرض المباركة،
ويقوم عليه الصادقون الشرفاء الأطهار، ويمنع بشكل ذكي من تسلّل الفاسدين الأنجاس وهم متوفرون في عموم المناطق الفلسطينية).
7- صياغة مشروع تحرري للأقصى وعموم الأرض المباركة بحيث لا يتقزّم عند الناحية القتالية،
بل يطرح رؤاه في كل المناحي العلمية والثقافية والاقتصادية والأدبية والاقتصادية كما السياسية والقتالية،
ممّا يشكل مشروعا ضخما حقيقيا عظيما لا يمكن الفتك به حتى لو استشهدت خلاله بعض الخلايا الفدائية،
فهو بمثابة نسيج كامل لمشروع يتداخل مع كل منحى في الساحة الفلسطينية.
ملاحظة هامة:
(يجب الاستفادة من طاقات فكرية وعلمية وسياسية في طول المنطقة العربية والإسلامية يمكن أن تقدّم خبرات عظيمة ورؤى جليلة،
لاسيما لنموذج يولد جديدا ولا يملك الخبرة العميقة في كل الجوانب،
وخوفا من أن تصطاده بسنارتها قيادات وعلماء ومفكري الحركات الفلسطينية الملوثة والخائبة
والتي لم يعد يرجى منها خيرا لتصحيح مسار حركاتها
فكيف ينتظر منها الخير لنموذج ناشئ ومتناقض معها سيطرح نفسه كبديل عنها في نفس الساحة).
المسار الثالث أمل الأمة للخروج من عنق الزجاجة:
تعيش المنطقة العربية والإسلامية حالة اختناق وأزمات متلاحقة،
لاسيما بعد إخفاق ثورات الربيع العربي وتصدّع كبرى حركات التغيير الإسلامي الفاعلة تاريخيا في المنطقة،
وتعتبر فلسطين على رأس هذه المناطق والشعوب المأزومة لاسيما وأنها تعيش تحديا مضافا هو الاحتلال الصهيوني لأراضيها ومدنها وأقصاها.
وقد أثبتت ثورات الربيع العربي في العشرية الأخيرة، كما أثبت الشعب الفلسطيني طيلة سبعة عقود استعدادا للتضحية يفوق المطلوب من الدماء والأموال والصبر على الجوع والعطش والقهر والتشريد والأسر مقابل حلم التمكين لدين الأمة وبناء عزّتها وتحرير أقصاها واسترداد دورها الحضاري الذي ضعف منذ قرنين، ثم غاب واندحر منذ قرن.
وانطلاقا من هذا الفهم العام خارج إطار الأفهام القطرية والعرقية والقومية فان أي تغيير واعد في الأرض المباركة سيسهم في إنضاج حالات ومسارات شبيهة في محيطه،
الأمر الذي يوجب على العلماء والمفكرين والقيادات الشريفة أن تبذل جهدها تجاه الواقع الفلسطيني لإنضاج وحماية مشروعه الوليد ومساره الثالث.
الخاتمة:
فلسطين اليوم تعيد رسم مسار جديد وواعد يرجى منه تحطيم التحالفات والقواعد والحدود التي رسمها العدوّ وخضعت لها حركات التحرر الوطني والإسلامي في فلسطين،
الأمر الذي يوجب علينا جميعا أن نرعى هذه السنبلة التي أورقت حتى يشتدّ عودها وتتمدد أغصانها في عموم الساحات الفلسطينية،
ثم لترسم نموذجا ثالثا ومسارا مخالفا لما عليه حركات التغيير التي فشلت وتراجعت مرة تلو المرة في عموم الدول العربية.
ان التحدي كبير أمام كوكبة من المقاتلين والمجاهدين الذين يعيشون مرحلة المهد دونما قيادة سياسية مستقلة وواعية،
وقبل إنضاج تصور منهجي ترتسم ملامحه في كل المناحي ولا يقتصر على الناحية القتالية، لكي يصبح نهج حياة فلسطينية سياسية ثقافية اجتماعية جديدة.
لقد فشلت الحركات الفلسطينية الوطنية والإسلامية في بناء السكة المؤدية للتحرير، وهي اليوم ميّتة دون إعلان وفاة،
وهناك من يصرّ على وضع جثمانها متلحفة بأعلامها أمام كل عملية فدائية، أو شخصية تبرزها الأحداث، أملا في مصّ دماء جديدة تنعشها ولو لبرهة قصيرة.
ليس أمام الجادّين في فلسطين إلا السعي لاستكمال بلورة المسار الثالث وجعله ناضجا وصلبا أمام عمليات الاحتواء أو الحرف أو التصفية.
كما يجب على نخب الأمة بذل جهدها في تدعيم المسار الجديد ورفده وإنضاجه خارج العقلية القطرية والقومية،
بل بمسؤولية تجاه جزء من عقيدة المسلمين يتعرض يوميا لاقتحامات اليهود والمستوطنين حتى يكاد أن يبتلع في ليلة ظلماء.
يقول سبحانه
(وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ)
العنكبوت الآية 69
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق