الاثنين، 31 أكتوبر 2022

السبع بنات.. أصل الحكاية

  السبع بنات.. أصل الحكاية



صلاح الإمام

موضوع السبع بنات يثير أكثر من قضية من قضايا الحاضر، لأنهم ليسوا بنات بل هم (سبع رجال) قال عنهم المصريون سبع بنات .. من هم وما حكايتهم؟

على بك الكبير (1728 ـ 1773) الذي تمكن من إخضاع مصر له بدءا من عام 1763 استطاع أيضا إخضاع الحجاز وأصبح (خاقان البحرين)

وأرسل نائبه محمد بك أبو الدهب على رأس حملة لإخضاع الشام، وفى لحظة ما مازال تفسيرها غامضا انقلب أبو الدهب عليه،

وانسحب من زحفه على ولايات الشام وعاد بجيشه ضد على بك نفسه، فهرب على بك إلى الشام، وهناك التقى بقائد الأسطول الروسي وتحالف معه.

كانت روسيا في ذلك الوقت في حرب ضروس مع الدولة العثمانية (حرب القرم) ومن مصلحتها فصل مصر عن الدولة العلية،

فساعد قائد الأسطول الروسي على بك، ومده بعدد من المدافع وبـ400 جندي لمحاربة محمد أبو الدهب،

وعاد على بك على رأس جيش من 7000 جندي يرأس كل ألف (مقدم) قائد روسي (غير ملتح)

وكانت اللحية في ذاك الزمن شيئا أساسيا من مكونات الرجولة،

وظهور رجال بدون لحية في مصر وقادة على رأس جيوش كان أمرا مضحكا،

فانتشر الخبر في ربوع مصر بأن على بك عاد بجيش يرأسه (7 بنات) وأصبحت السبع بنات أمرا مثيرا للقصص والحكايات..

وأصبح يضرب بهم المثل، وبقى ذكرهم لكن الناس تناست أصل الحكاية.

النصر لـ أبو الدهب

المهم أن محمد أبو الدهب التقى بجيش على بك في الصالحية،

وكان النصر حليفا له وجرح على بك فحمله أبو الدهب بنفسه (كما ذكر الجبرتي)

وأخذه إلى بيته فقيل انه اعتنى به لكن إصابته كانت قاتلة، وقبل أن يموت أبو الدهب أجهز عليه بنفسه،

لكن الخلاصة أنه قتل على يد أبو الدهب، الذي اتضح انه كان مدفوعا من الدولة العثمانية

للقضاء على حركة على بك الكبير الذي استقل بمصر وانفصل عن الدولة العلية، لكنها عادت سريعا إليها.

يحسب لعلى بك أنه قضى على نفوذ شيخ العرب همام بن يوسف الهوارى الذي قدم أجداده من المغرب

وأرادوا الاستحواذ على صعيد مصر، (وليس كما صوره لنا مسلسل فاشل) فانهارت دولته في أيام على يد على بك الكبير.

السبع بنات

إذن هم في الأصل 7 رجال لكن بدون لحى.. لكن للأسف بعدما فتحت مصر أبوابها للأجانب منذ عهد الخديوى إسماعيل ونقلوا ثقافاتهم لمصر،

فتلاشت الهوية المصرية شكلا ومضمونا، وتلاشت بالتالي (اللحية) منذ نهايات القرن 19 حتى وصلنا لأن يصبح الملتحي في نظر البعض إرهابيا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق