الأربعاء، 8 مارس 2023

الإجابات المرهقة والأسئلة المذلة!

 الإجابات المرهقة والأسئلة المذلة!

كل هذه الأسئلة والدندنات حولها، ليس فقط أسئلة تقتحم المساحة الشخصية ولكنها أحيانًا تكون كحجارة من سجيل منضود يرميك بها السائل، خاصة إن كان يرى فيك نموذجًا مكتملًا للإخفاق، فالنجاح الدراسي بالشهادات، والنجاح الاجتماعي بالزواج، والنجاح المادي بامتلاك المال، والنجاح المهني بالترقي والتقدم الوظيفي، كلها معايير واضحة ومحددة ولا غيرها للحكم عليك بالتوفيق أو الخيبة. 

 فلا مجال إلا لدراسة مفروضة بالإكراه، وزواج أي زواج حتى ولو كان مشروعًا فاشلًا المهم أن يبدأ، والأموال قاعدتها صريحة من معه "قرشًا" يساوي "قرشًا"، أما الترقي الوظيفي فعليك أن تنساق وراءه وتتخلى عن أحلامك

 ومشروعاتك تلك البدائية، هكذا هي الحياة التي يريدونها لي! لذا كان سؤالي الملح أحيانًا هو "متى نرحل؟"، لنتجاوز أعباء إجابة هذه الأسئلة التي قد لا نجد إجابات نموذجية لها! لنلقي عن كاهلنا هذا العناء والتعب والجبر والإكراه، لنتخلى عن تصوراتهم عن النجاح والفشل والسعادة والشقاء، لنرسم عالمًا أرحب ربما وقتها يسعنا كما نحن ويقبلنا كما نكون بفلاحنا وإخفاقنا! هكذا كنت أسأل: متى أرحل؟ إلا أنني صُدمت أنني في لحظات النجاح ولحظات التقدم أيضًا صار هذا سؤالي! 
فانتبهت فإذا بي تعودت الانفصال عن ذاتي، حتى أحمي نفسي من الإجابات المرهقة والفروض المذلة، وكلما مدّت الحياة لي يدها، خفت وسحبت يدي سريعًا منها! لا زالت الأسئلة تفزعني.. ولا زال حلم ولطف الله يشملني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق